خلال الفترة الماضية طالعتنا الصحف والبرامج النقاشية علي قنوات التليفزيون بخبر اعتداء ثلاثة طلاب لم يتعد عمر الواحد منهم اثنتي عشر عاما علي زميلهم بإحدي المدارس الاعدادية وخبر ثان عن تجمهر أولياء الأمور أمام إحدي المدارس بالمنصورة بسبب قيام عامل أحذية باغتصاب تلميذ داخل فصل من فصول المدرسة أثناء اليوم الدراسي ثم خرج تاركا اياه في حالة إعياء شديدة !! وخبر ثالث اعتداء مدرس علي طالب بإحدي المدارس الابتدائية ثلاث مرات داخل أحد فصول المدرسة.
هذه مجرد عناوين لثلاث جرائم حدثت مؤخرا وأثارت الرعب والفزع والخوف علي أطفالنا وعلي مستقبلهم تحقيقنا يبحث هذه القضية.
والاسئلة التى نطرحها كثيرة فإذا كان الجناه فى القضية الأولى أطفالاً والضحية طفل لم يكتمل نموهم النفسى والفكرى والجسدى فما تفسير الحالة التى يعتدى فيها المدرس على التلميذ مهددا إياه بالعقاب إذا تحدث عما يفعله معه .
وما تفسير دخول عامل الأحذية بإحدى المدارس وانفراده بتلميذ فى أحد الفصول .. أين الرقابة على المدارس؟ .. ذهب المشرفون الذين كانوا يتحركون على أيامنا فى المدارس هنا وهناك؟
وكيف تأمن الأسر على أطفالهم؟ وكيف تكونت كل هذه الانحرافات السلوكية لدى الطلاب وهل هذا يرجع للأسر التى أهملت الجانب التربوى لأولادها بدون رادع أو حساب؟
أم للنت والقنوات المفتوحة والفيديو كليبات الفاضحة التى تثير وتعرض الأطفال والمراهقين لأشياء لا يجب أن يروها ؟
أم يرجع لغياب الوازع الدينى والأخلاقى والرقابة والاشراف بالمدرسة ؟
أم لكل هذا معا؟ .
هذا ما تحدثت عنه مع د. ثناء يوسف العاصى أستاذ أصول التربية بجامعة طنطا والتى أكدت أن القضية شائكة جدا وأن انعدام الأخلاقيات الإسلامية فى الأسر المصرية هو العامل الأساسى .
التربية الجنسية
وأشارت د. العاصى أنها قامت بعمل بحث منذ سنوات عن الأطفال دون العاشرة والذين يعانون من انحرافات سلوكية جنسية ووجدت أن هذا يرجع لخلل فى التربية فعلينا وضع اللبنة الأساسية للتربية الجنسية وهى الحلال والحرام ثم علينا نحن الآباء والأمهات التمسك بالقيم والمبادىء والأخلاق حتى نكون قدوة وعلى الأم أن تتحدث مع ابنها مبكرا وليكن منذ سنتين وتتدرج معه كلما كبر تحدثه وتنمى بداخله الوازع الدينى والتقرب لله وتعرفه أنه يجب أن يدخل الحمام بمفرده ولا يسمح بأى فرد بالدخول معه وعليها أن تعرفه عدم السماح بأى فرد بالمساس به وأن هناك مناطق محرمة لا يسمح بلمسها أيضا عدم خلع ملابسه فى أى مكان وعلى الأم والأب أن يراقبا أطفالهما فى الدرس مع المدرس.. فى اللعب مع زملائهم وهم يلعبون عليهم أن يراقبوهم حتى وهم يشاهدون التلفاز.
غير تربوي
ما تعليقك على المدرس الذى اعتدى على طالب لديه بالمدرسة؟
- هذا المدرس إذا ثبت ما حدث فهو بالقطع شخص شاذ وغير طبيعى لديه حرمان من الجنس أو خلل ما لا يوجد لديه دين ولا إلتزام واعتقد أن المدرس التربوى خريج كلية التربية يكون لديه وعى وقدرة أكبر على التعامل مع الطلبة والتلاميذ والقضية أن هناك أحيانا مدرسين غير تربويين يعملون فى مجال التدريس وهنا فى الغالب تكمن المشكلة.
الرقابة
إذا افترضنا أن هناك أسباباً مباشرة وغير مباشرة لمثل هذه النوعية من الحوادث .. ماذا تقولين؟
- أسباب مباشرة غياب الرقابة من الأهالى على أولادهم فى النادى، فى البيت على الكمبيوتر ثم إن هناك وقتاً محدداً للرجوع ليلا .. أيضا غياب الوازع الدينى ومعرفة الحلال والحرام - كما تحدثت - هناك عوامل أخرى غير مباشرة مثل الظروف الاقتصادية والاجتماعية هناك التعرض والتعرف على مواقع إباحية على النت أو مشاهدة كليبات غير أخلاقية فدور الإعلام لا يمكن اغفاله هناك أيضا البرامج الدينية المسطحة أحيانا والتى لا تبين كيف نتعامل مع الأطفال ونتحدث معهم ولا ننزل لمستوى كل الفئات فى المجتمع وأخيرا شىء مهم الاقتراب من أطفالنا فعلينا أن نعودهم على التحدث معنا والافضاء بكل ما يرونه ويسمعونه وقد لا يقول الطفل كل ما لديه ولكن الحوار معه والاقتراب منه قد يعرف الآباء والأمهات أى مشكلة من الممكن أن يتعرض لها طفلهما .
جوهر التنشئة
د. زينب رضوان أستاذ الشريعة الإسلامية أشارت إن الأسرة المسئول الأول عن الطفل منذ لحظة ميلاده والتى تؤثر فى عمل تكوين قيمى وأخلاقى وهى التى تضع له قواعد الضبط الاجتماعى.
فكرة الذات
قواعد الضبط الاجتماعى بمعنى التأكيد على أفكار معينة مثلا ؟
- بالضبط التأكيد على فكرة الذات وأنه لا يليق بالطفل عمل أى فعل خارج حتى لو غيره فعله لأنه لا يصح ذلك وأن هناك غلط وصح وهنا أحصن ابنى من الانحراف أيضا يتولى مع الأسرة العملية التعليمية من خلال المدرس القدوة وترسيخ القيم وفكرة الثواب والعقاب .وأيضاالاعلام والنادى والمؤسسات الدينية الكل مسئول لتنشئة هؤلاء الأطفال.
وقد تكون هذه الحوادث جرس ينبه كل مؤسسات المجتمع للتكاتف لاعادة بناء اطفالنا ومستقبلهم.
ماذا حدث للضمير المصرى .. عنوان كتاب لدكتور أحمد عكاشة يتحدث به عن التغير فى الاخلاق والسمات والطبيعة لبعض المصريين هذا هو مدخل حديثى مع د. فتحية النبراوى الاستاذ بجامعة الأزهر وتعليقها عما حدث فى قضيتنا فأكدت إن هناك تحولا فى سمات الناس قد يكون نتيجة للانفتاح الشديد على النت والتليفزيون بدون ثقافة ووعى يجعلنا نختار وننتقى والقضية أن هناك بعض الأمهات مشغولات بحالهن سواء بعملهن أو بالجرى وراء الموضة والاجتماعات الفارغة ثم ايضا غياب الضمير والتفاهم بين الأب والأم يجعل الاطفال بلا ثقة فى نفسه سهل الانقياد لأى نقاط ضعف يتعرض لها.
لا حياء فى الدين ولكن ما هى حدود حديث الام مع طفلها فى النواحى الجنسية لتحميه من أى انتهاك قد يتعرض لها؟
- لا حياء فى الدين كما ذكرت عليها أن تعرفه خلى بالك من جسدك .. غير مسموح بكذا وكذا كل التفاصيل فى حدود سنه.
وعلى الأم أولا أن تكسب ثقة الطفل وتتواصل معه بشكل يومى بدون الغاء شخصيته .
تفريق المضاجع
ايضاً يجب على الآباء والأمهات اختيار المدرسة والتعرف على المدرسين .. ومهم جداً التفريق فى المضاجع كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سن السابعة ويجب أن نعلم اطفالنا الصلاة فهى الحامى من كل الموبيقات وتنمية الوازع الدينى بداخلهم سواء كان دين اسلامى أو مسيحى المهم أن يعرف الطفل أن هناك رب يراقبه فى العلن والخفاء حتى يعود الضمير المصرى كما كان للطفل والمدرس وللآباء والأمهات.
ساحة النقاش