بالأمل والحب نستقبل عامنا الجديد

ايمان حمزة

ونحن نستعد لاستقبال عامنا الجديد لنبدأ به العقد الثانى من الألفية الثالثة علينا أن نتمسك جميعاً بإصرارنا وإيماننا أن نجعله عاما جديدا سعيدا.. نتمسك بأن يكون مفعماً بالأمل وتحقيق ما لم نصل إليه من آمال والأحلام .. بالحب نبدأ عامنا الجديد متوكلين على الله وكلنا إصرار وتحد على أن يكون عاماً مليئا بالنجاحات بعيداً عن حياة اليأس والإحباط وأن يكون التميز والوصول إلى ما نريد دون تخاذل نستوعب ما لدينا من قدرات كامنة بداخلنا .. ليكن هدفنا أن نحقق ذاتنا «نكون أولا نكون» حتى لو أخذت منا الحياة أحلامنا الأولى علينا أنه نحاول مرة أخرى وألف مرة .. أن نلغى من حياتنا كلمة الفشل «وأنه ليس هناك فائدة» .. فلنواجهه لنخرج من عنق الزجاجة فالفشل ليس نهاية الحياة .. بل فى عديد من الأحيان يكون بداية الحياة عندما نجد الطريق بعد أن فقدناه.. هنا سنشعر بقيمة النجاح وحلاوته بعد أن تذوقنا مرارة الفشل سنحرص عليه ونتمسك بكل ما يدعمه .. فمواجهة الصعاب تخلق أقوى الرجال وأعظم النساء.

فلنستغل جميعا قدراتنا على العطاء لمن حولنا ولا نتردد فى أن نمد أيدينا لمن يحتاج إلينا .. وحينئذ سنجد السعادة تغزو قلوبنا تبدد يأس أيامنا ونحن نرى السعادة فى عيون الآخرين وستفتح لنا أبواب الخير .

تعلم أنك لست وحدك فى هذه الدنيا فكما تمد يدك بأى جهد لو لم يكن لديك المال الذى تساعد به .. ستجد من يمد لك يده ويفتح أمامك أبوابا من الأمل .. وأمامنا الأمثلة عديدة فى مجتمعنا وفى العالم .. كان البعض لديه فكرة صغيرة يتمنى تحقيقها وسعى كثيراً إليها إلى أن حققها بنفسه أو بمساعدة الآخرين .

ونحمد الله فأصبح لدينا الكثيرون ممن يسعون للخير بأبوابه الكثيرة ومازلنا نحتاج للمزيد من الجهود لينهض المجتمع بفئاته التى تحتاج إلينا من الفقراء ومحدودى الدخل على مواجهة الحياة وغلائها .. لنفتح معاً آفاقاً جديدة تستوعب فرص العمل للشباب تنقذهم من البطالة واليأس .. لنبنى معاً مدارس ونطور التعليم بها.. ونبنى معاً مساكن نحل بها مشاكل الشباب ونساعدهم على تيسير الزواج وليسعد بأسرته الصغيرة .. لينطلق مفعماً بالحياة والأمل .. فلنتعاون جميعاً لمزيد من أوجه الخير التى يقوم بها الشباب والشابات والجمعيات الأهلية ومن المجتمع المدنى مع المؤسسات الحكومية وللصندوق الإجتماعى للتنمية ..

أحلام وأمنيات

ولأن كل إنسان يسعى ليحقق نجاحاته وتأكيد ذاته والوصول إلى السعادة التى يتمناها وهى أمر نسبى لكل منا .. فمنا من يجد أن سعادته الزوجية وبخاصة فى أسرته هى قمة النجاح فى الحياة والأم تجد سعادتها فى نجاح أبنائها .. وآخرون منا يجدون النجاح فى العمل أو العلم ودرجاته هو قمة النجاح والسعادة .. ومنا من يجد أن إثبات وجوده وكيانه وموهبته فناناً كان أوشاعراً كاتبا أو باحثاً أو عالماً أو مبرمج كمبيوتر أو مخترعا.. هو النجاح بعينه .. وآخرون منا يجدون أن المال الثروة هو السبيل لإمتلاك الحياة والسعادة بها .. ومن منا أحلامه بسيطة فى عيون الآخرين كبيرة بالنسبة له ..

لكنها جميعاً أحلام وأمانى نحلم بها ونسعى جاهدين جميعاً فى تحقيقها لننعم بالوصول إليها .. ولكن رغم أنه ليس بالأمر اليسير الهين لكنه أيضا ليس بالأمر المستحيل فقط علينا أن نستفيد من تجاربنا وتجارب الناجحين من حولنا وكيف صمدوا وواجهوا التحديات والعقبات .. بصبر ومرونة .. وبالحب للحياة لتذوب أمامهم جميع المشاق والمتاعب للبدء من جديد يتحدى .. أن نتعلم كيف نواجه ضغوط الحياة المادية وألا نجعلها تسلبنا حياتنا فنندم بعد فوات الأوان .. ونعلم أيضا أن من لديهم الثروة والمال الذين قد يحسدهم البعض عليها يواجهون عثرات وضغوطا من نوع آخر تكون أقصى مما نواجهه نحن تدخلهم فى كثير من المتاعب والهموم التى يرحمنا منها الله برحمته .. والغريب أن نعرف أن أكثر حالات الإنتحار فى العالم يقدم عليها من عاشوا فى الترف والغنى والسعة حتى ملوا حياتهم وضاقوا بها ولم يعد لحياتهم أى طعم للسعادة .. لعل هذا يخفف عنا الكثير فالإحساس بلذة الحياة والسعادة فى كل أمر نحققه ولو بسيط هو متعة يهبها الله للفقراء لا يصل إليها الأغنياء ..

فلنمد أيدينا لنشارك فى المسئولية بتفهم وبحب داخل أسرتنا لنخفف عنا متاعب الحياة أن نمد جسورا من الحب والتواصل مع الزوجة والأبناء .. وكونى حنونة متسامحة مع زوجك دائما حتى إذا دبت الخلافات تذكرى لحظات السعادة بينكما والمشاعر الجميلة تخفف عنك حدة الغضب ولا تواجهيه بما لديك إلا أوقات الصفا لنتصارح أولا بأول ولكن فى الوقت والمكان المناسب حتى نقترب أكثر .. وتأكدى أن كل لمسة حب وإهتمام بشريك الحياة تجعله أكثر اهتماماً بك وحرصاً عليك وعلى سعادتك وإحتراماً لك .. فيدعمك فى تحقيق طموحاتك ونجاحاتك لما تحرصين على نجاحه فى عمله .. وتفهم ظروفه المادية .

اختلاف الأجيال

علمى أبناءك تحمل المسئولية .. والمشاركة فى الحياة وتنظيم الوقت والحرص على الرياضات والهوايات والمنافسة الشريفة لتحقيق التفوق والنجاح ..

كونى وأبوهم القدوة والمثل وتفهمى طبيعة اختلاف الأجيال وكيفية التعامل مع كل مرحلة من مراحل عمرهم من الطفولة وإحتياجاتهم والمراهقة وإحتياجاتهم من تكوين الشخصية وإحترام خصوصياتهم مع مد جسور من الصداقة للوصول إلى قلوبهم وعقولهم ومد يد العون قبل أن يضلوا الطريق وكيف نمد يدنا بالتسامح لإنقاذهم أولا إذا لا قدر الله زل أحدهم ووقع فى براثن أصدقاء السوء .. وإحرصى على أن نستوعب طاقاتهم فى أمور تشغل أوقاتهم وتحقق طموحاتهم .. ليكونوا شباباً قادرين على تحمل مسئوليات الحياة ..

أما أنت فما عليك إلا أن تنطلقى لتأكيد ذاتك ونجاحاتك فأنت الآن فى سباق مع الزمن أنت فتاة هذا العصر وسيدته تحقق لك الكثير بفضل كفاحك وكفاح الأجيال من أجلك لتصلى لما أنت فيه الآن وعليك مسئولية مواصلة المسيرة لتحقيق ما تبقى من طموحات وحقوق والتمسك بما تحقق وعدم التخلى عنه تحت مزاعم البعد عن المتاعب والإستمتاع بالراحة أو اليأس أمام ما قد تواجهينه من عقبات أو تحديات فمعاً سنواجه المسئوليات لتغيير الواقع للأفضل دون تمييز معاً.. آدم وحواء من أجل حياة جديدة لنلحق بعصر لا مكان فيه إلا لمن يعرفون الطريق إلى المستقبل مع التمسك بقيمنا الجميلة

المصدر: مجلة حواء- ايمان حمزة

ساحة النقاش

Bahtha

كل عام وانتم بخير

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,692,493

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز