..
كتبت:نبيلة حافظ
إلي كل نفس مهمومة ومتعبة تبحث عن ملجأ آمن لتلقي فيه بأدق أسرارها .. إلي من يبحث عن مكان للراحة والهدوء النفسي، يتوقف فيه ليتأمل ذاته ويراجع خطواته ويواجه أخطاءه .. نقدم استراحة نفسية لننفض عن النفس همومها ومتاعبها .. فإذا كانت لديك مشكلة نفسية تحيرك .. أرسليها لنا .. نحن في إنتظارك
الزواج نظام الهى غريزى فطرى يجمع بين الرجل والمرأة فى علاقة مستديمة تحقق اشباعاً نفسياً وجسدياً ويعمر من خلالها الكون.. وكل طرف منهما - أى الرجل والمرأة - له دور يؤديه فى هذه العلاقة دور حدده الخالق على المستوى البيولوچى وعلى المستوى النفسى.
وليست كل امرأة تصلح ان تكون زوجة.. وليست كل زوجة انثى.. والمرأة الانثى هى التى تستطيع أن تؤدى دور الزوجة بنجاح.. وإذا افتقدت الزوجة للأنوثة فإنها ستكون زوجة فاشلة..
- مشكلة هذه الزوجة الشابة انها لا تدرك هذه الحقيقة وانها عندما اختارت وتزوجت من الشخص المناسب اعتقدت ان اختيارها العقلانى هذا سوف يؤهلها لانجاح حياتها الزوجية.. ولكنها لم تدرك ان للنجاح اسباب ومقومات على المرأة ان تأخذ بهما من أجل مستقبل سعيد لها ولأسرتها.
وأهم هذه الأسباب الا تتعامل بندية مع الزوج وان تدرك تام الادراك أن الزوجة لها دور محدد عليها ان تؤديه باقتدار مع الرجل.. هذا الدور الذى يتمثل فى حبها وتوحدها وذوبانها فى شريك حياتها. وهذا لا يعنى انتقاصاً لذاتها أو ضياعاً لهويتها أو افتقاداً لتفردها. هذه هى الانثى المكتملة نفسياً.
اما الانثى المنقوصة.. أى التى تفتقد لبعض انوثتها واحياناً لكل انوثتها.. فهى تأبى أن تذوب فى حب شريك حياتها الا بقدر.. بحيث تحتفظ فى النهاية بمسافة تفصلها عن الرجل وتبغى حرية فى الحركة والاستقلال والانفصال وهذا يخلق لديها مشاعر الندية.. والندية تدفعها للنضال والمنافسة والتفوق. ومن هنا ينشأ الصراع.. لانه هذا الصراع الذى لا مجال له على أرض الواقع.. فالرجل شئنا أو أبينا كيان مختلف عن المرأة وبالتالى لا مجال للمنافسة بينهما بل كل واحد منهما يكمل الآخر.. هذه سنة الحياة.
والزوجة عندما تتعامل بندية مع الزوجة تضع نفسها فى مأزق حرج تشعر فيه بالاحباط والعداء وتصبح فى حالة مستمرة من التحفز وتكون حساسة بشكل مرضى لكيانها كإمرأة.. فهى تظن ان ذوبانها خضوع.. وتوحدها عبودية.. وانتماءها الغاء لكيانها وشخصيتها. وهذه المرأة.. تكون زوجة فاشلة.
علم النفس توقف طويلاً امام هذه المشكلة النفسية مشكلة الانثى المنقوصة وقال عنها ان اهتماماتها فى الحياة الزوجية تكون خارج البيت.. أى بعيداً عن زوجها وأولادها.. تبحث عن اثبات الذات فى العمل والنجاح والتفوق دون النظر إلى حياتها الأسرية هى امرأة ناجحة فى عملها.. ولكنها زوجة وأم فاشلة وذلك لأن طبيعتها اقرب إلى طبيعة الرجل وهذا سر فشلها فى التوحد مع الزوجة.. فهى تملك جسد أنثى خارجىاً ولكن تكوينها النفسى أقرب إلى تكوين الرجل.. أى ان لديها شذوذاً فى التكوين النفسى.. وهى معذورة لانها قد تكون خلقت بهذا التكوين أو تكوينها هذا من البيئة المحيطة بها منذ ولادتها.
وتبقى كلمة نقولها لكل امرأة.. ليس ضعفاً ان تنطوى تحت لواء زوج محب يتحمل المسئولية الكاملة فى الحياة.. فهذا هو الدور المنوط له من الله عز وجل.. أما انت فعليك أداء دورك تجاه بيتك وأسرتك مع احتفاظك الكامل بشخصيتك.. فالحياة الزوجية الناجحة تحتاج لأنثى وليس لمجرد إمرأة.. فالانوثة فطرة وما اعظمها من فطرة فيها تستقيم الحياة وتزدهر.
ساحة النقاش