عيدالقيامةولهفة لتقبيل

دروب القدس الشريف

 

كتبت:ليلى أمين

عيد القيامة المجيدة، هو أكبر وأعظم الأعياد عند المسيحيين، لأنه اليوم الذي داس فيه السيد المسيح يسوع المسيح - عيسي ابن مريم - شوكة الموت، وصعد إلي السماوات أمام أعين تلاميذه، واتباعه، وباقي الناس، علي رجاء اللقاء في آخر الزمان

ويتميز عيد القيامة المجيدة فى هذه السنة، سنة 2011، أنه سوف يرتبط حتى آخر الزمان، بأنه أول عيد للقيامة المجيدة بعد ثورة الشباب والشعب المصرى فى 25 يناير 2011.. وهى الثورة المجيدة التى، وبنفس المعنى والشبه، داس فيها «الوطن مصر» على «شوكة الموات»، وانطلق فجأة وصعد متألقاً إلى سماوات العالم، بطلا، منتصراَ، مبهراً بلاد الدنيا، ومعلماً شعوب العالم أعظم الدروس فى حتمية استرداد الحرية، والكرامة، والعدالة، بأجمل الطرق السلمية، التى يغلفها ويحميها محبة وتعاون أبناء الوطن الواحد.

كما يتميز هذا العيد المجيد بلهفة قلوب أقباط مصر إلي تقبيل دروب القدس الشريف، التى تشرفت بوطىء أقدام خطوات السيد يسوع المسيح، والتى كانوا يزورونها كأماكن مقدسة، تجمع كل الزائرين المسيحيين، من كل أنحاء العالم، للجميع ونوال البركة..

ولكنهم كأقباط مصر، ومن منطلق موقف وطنى رائع، غلّبوا فيه حب الوطن، واعلاء كرامة مصر، فقد حرّما على أنفسهم زيارة أماكنهم المقدسة فى القدس، بعد «نكسة 1967».

وطنية البابا شنودة

وحتى بعد انتصارات أكتوبر 1973، واسترداد أرض وطننا الغالى، فلقد زار قداسة البابا شنودة الثالث - بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسة، بأن حرّم هذه الزيارة، إلى حين أن يتوجه مصاحباً شيخ الأزهر كرموز، مع كل المصريين، الأشقاء، المسلمين والمسيحيين.. فمن أعظم مبادئه أقواله، إن مصر، هى وطن يعيش فينا، أكثر من أنها وطن نعيش فيه.. كما نبه الجميع إلى أن السيد يسوع المسيح قد وطأت أقدامه المباركة أرض مصر عندما كان طفلا، وعاش بين ربوعها عدة سنوات، تنقل فيها مع عائلته المقدسة إلى العديد من بلاد مصر، ومواقعها، سواء فى الوجه البحرى، أو الوجه القبلى، مما يجعل منها هى أيضاً مقدسة ومبارك، وتستحق الزيارة.

عيوننا إليك..

ولأن احتفالات ليلة عيد القيامة المجيدة، تبدأ بالصلاة في كنيسة القيامة، في مدينة القدس، فإن العيون والقلوب ترنو إليهما، من كل بقاع العالم.. فهيا بنا في زيارة سريعة، وجولة قصيرة، للمدينة المقدسة، ولكنيسة القيامة.

أجمع المؤرخون، وعلماء الآثار، على أن تل الجلجثة «وهو مكان الصلب» كان واقعاً خارج أسوار القدس، الشمالية الغربية، فى أيام السيد يسوع المسيح «كما يتضح من الخريطة الخاصة بتلك الفتى من الزمان» وكان بالقرب من باب يسمى «باب الجلجثة» أو «القضاء». وكما ذكر المؤرخ «يوسا بيوسى» القيصرى، والقديس «ايرونيموس» إن الامبراطور الرومانى «هدربان» قد حاول بكل جهده أن يمحمو هذا الأثر المقدس، فعمد إلى ردم القبر، والجلجثة.. وقام اليهود بوضع طبقات كثيفة من التراب فوقهما.. وتم زراعة المكان كحديقة لآلهتهم «جوبيتر»، و«فينوس...».

ولكن المسيحيين لم يكُفوُّا أو يتوقفوا عن زيارة هذا المكان المقدس والمبارك.. وذلك بحسب ما ذكره العلامة القبطى «اوريجانوس»، وغيره من العلماء والمؤرخين.

ودارت الأيام، وفى سنة 326م. توجهت الملكة القديسة «هيلانة» أم الإمبراطور «قسنطين» إلى القدس، حيث بحثت عن صليب السيد يسوع المسيح، وذلك بعد أغرت أحد اليهود المسنين، بالذهب لارشادها عن مكانة.

واحتارت كيف تتعرف على الصليب المنشود، للمسيح، وبالصدفة مرت جنازة، ففكرت، ثم أسرعت ووضعت أحد الصلبان الثلاثة على جثمان الميت، فإذ به يقوم حياً، فادركت أنه صليب السيد يسوع المسيح.

بعدها أمرت الملكة القديسة بهدم التل الصخرى، حتى أصبح بموازاة القبر. ولم يبق قائماً على ارتفاعه الأول سوى محل الصليب. وأقيم حول القبر، على دائرة واسعة عشرين عموداً من الرخام، يحيط به جدار مستدير ينعطف فى جهاته الأربع إلى هيكلين عن اليمين وعن اليسار، وبينهما هيكل ثالث إلى الوراء، يقابله المدخل الكبير، ويضم الجميع قبة كبيرة. وتم تسمية هذا المكان باسم «كنيسة القيامة».

البابا الاسكندرى يدشنها

وقد قام بتدشينها البابا الاسكندرى القديس اثناسيوس الرسولى، وذلك سنة 330م.

وبعدها، وبالقرب من القبر المقدس، وبالقرب من القبر المقدس، ثم تشييد كنيسة موازية له،

وبعد خروج الفرس قام «مودستُس» رئيس «دير ثيؤدوسيوس» باستئناف عمارة كنيسة القيامة، ولكنه لم يتمكن من اعادة البناء إلي رونقه الأول لكثرة النفقات، فجدد هيكل القيامة، والجلجثة، وجزءا من المرتيريون، وما بقى من المساحة الفسيحة بين الانسطاسيس «القيامة، والجلجثة، وبين مغارة الصليب والجلجثة، فقد تحول أروقة محاطة بأبواب وكنائس «هياكل، صغيرة، حيث كانت توجد ذخائر الآلام «أى الأدوات والقطع الأثرية» وكنيسة العذراء.. حيث ظهر لها السيد يسوع المسيح بعد قيامته.

ومنذ ذلك التاريخ، وعلى مر الزمان، وتعاقب مختلف الولاة، والحكام، بمختلف أطيافهم، تعرضت كنيسة القيامة للكثير من أوامر الهدم، والبناء.. والحريق والترميم.. والاستيلاء على النفائس، والتجديد.. لكنها فى النهاية بقيت حالة من أحوالها، جاذبة للحجاج، اللمسيحيين، وللزائرين المتشوقين من كل أنحاء الدنيا.

أما نحن المصريين النسيج الواحد، الأشقاء فى وطن واحد، فإننا نردد لها دوماً «عيوننا إليك ترحل كل يوم.. يا مدينة الصلاة» على أمل .. بل يقين، أنه سوف يأتى اليوم الذى نتوجه إليها زائرين هاتفين، هتاف شباب 25 يناير  2011 «مسلم .. قبطى.. إيد واحدة».. سوف نزور معاً، القدس الشريف  

 

المصدر: مجلة حواء- ليلى أمين

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,694,928

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز