بين الظروف الأمنية والاقتصادية

المصيف بين آه ولأ !

 

 

كتبت :نجلاء أبو زيد

الذهاب لشاطيء البحر جزء من الاستمتاع بالإجازة الصيفية وراحة الأعصاب وتغيير الجو حتي ولو ليوم واحد!

«المهم نصيّف» لكن في ظل الظروف الأمنية غير المستقرة والاقتصادية الصعبة أصبحت رحلة المصيف حائرة في كل البيوت المصرية بين نعم ولا!.

وأصبح السؤال الدائر في كل بيت «هانصيف ولا لأ»؟! ولرصد مايحدث في البيوت وتقديم بدائل حتي لا تظهر المشكلات العائلية بسبب إلغاء الإجازة الصيفية كان هذا التحقيق 

الســيدة رشـــا محــمد - موظفة - قالت : طبعاً الأمور كلها غير مستقرة ولايعرف أحد ماذا سيفعل غداً لكن بالرغم من ذلك حجز لنا زوجى لقضاء الصيف فى بلطيم كما نفعل كل عام ولا أنكر أننى قلقة ولم أحسم الأمر بالنسبة للذهاب لكننا نحاول أن نشعر بالاستقرار وأن نسعد أولادنا بعد السنة الدراسية الصعبة التى مروا بها وبصراحة كل زملائى فى العمل يسألوننى هل سأصيّف أم لا ؟! فالمشكلة ربما تكون تافهة بالنسبة لكل ما تمر به البلد حالياً لكنها بالنسبة للأسر البسيطة متعة سنوية ينتظرها الأطفال من العام للعام وإلغاؤها يصيبهم بحزن شديد .

 «الغياب الأمنى سبب أساسى فى عدم إقدامى لحجز المصيف هذا العام» هكذا قالت مى طلعت موظفة.. وأكملت قائلة : بصراحة طريق السفر غير آمن ، وما أسمعه من أعمال بلطجة على الطرق السريعة يجعلنى أخاف على أولادى وبالرغم من أن لنا شقة نذهب إليها فى بورسعيد لكننا لن نسافر خوفاً من أن تسرق شقتنا هنا أو يتعرض لنا أحد فى الطريق ومازلت وزوجى نقنع الأولاد بالاكتفاء بالذهاب لحمام السباحة فى النادى هذا العام لأن السفر خطر والحمد لله أنا وزوجى اتفقنا على الإلغاء بعكس بعض زميلاتى اللائى يعانين مشاكل عائلية بسبب قرار الإلغاء .

نفس السؤال

 «بين آه ولا» .. مازلنا حائرين هكذا أجابت السيدة رانيا مسعد - ربة بيت - وقالت : بصراحة الأمور الآن فى البلد أكثر استقرارا مما سبق ولهذا نفكر فى السفر لكن مازلنا مترددين خوفا من الانفلات الأمنى على الطرق ولأن الأسعار أصبحت مرتفعة والمصيف بطبعه مصاريفه مرتفعة وأعتقد أنها ستكون أكثر ارتفاعا هذا العام وفى نفس الوقت لا أستطيع حرمان الأولاد من إجازة كل سنة فزوجى بطبعه لا يحب النوادى أو الخروج إلى الحدائق والمصيف هو الشىء الوحيد الذى نستمتع به ولهذا مازلنا مترددين كل يوم نسأل نفس السؤال وأسأل الجيران ومن نوى السفر وكل واحد عنده رأيه الذى يدعمه وحسب الأحداث التى قد تحدث خلال الأيام القادمة سنحسم مسألة السفر فى شهر يوليو كعادتنا كل عام .

 طلعت محمد أخصائى علاقات عامة يستعد للسفر مع نهاية شهر يونيو ويؤكد أن زملاءه الذين سافروا للمصيف استمتعوا ويرون أن الأمور مستقرة باستثناء ارتفاع فى الأسعار عن العام الماضى لكن بصفة عامة الأمور لا تستحق إلغاء الاجازة خاصة وأن مصر بلدا قوية وتتحمل ما مرت به وأن حالة عدم الاستقرار الأمنى تقل تدريجيا ولا يجب أن نسمح للبلطجية أن يحبسوننا فى منازلنا .

نزهة قاهرية

 يختلف معه فهيم محروس موظف قائلا : نسافر فى كل سنة للاسكندرية لكن هذا العام قررنا الاكتفاء بالنزهات القاهرية حتى لا نترك شقتنا عرضة للسرقة وحتى لا نتعرض فى طريق السفر لأى مشاكل أو أخطار ولن تحدث مشكلة هذا العام إذا أجلنا المصيف وقد تناقشت مع زوجتى لكنها غير مقتنعة حتى الآن كذلك الأولاد لا يفكرون إلا فى البحر واللعب لكنى بوصفى المسئول عن آمن أسرتى أخذت القرار لا للسفر حتى تعود الأحوال الأمنية لطبيعتها .

قرار مشترك

 مديحة الصفتى أستاذ علم الاجتماع تعلق على هذه الحيرة العائلية قائلة : لاشك أن ما أعقب الثورة من أحداث انفلات أمنى وقيام البعض بترويع الآمنين أثر على حالة السياحة الخارجية وكذلك الداخلية وجعل الكثيرين لا يخرجون من البيت الا لشراء الاحتياجات الأساسية أو الذهاب للعمل وعندما جاء موعد المصيف انقسمت الأسر بين الرغبة فى تغيير الجو والابتعاد عن حالة القلق المسيطرة على الجميع بشأن مستقبل البلاد، لكن قرار السفر فى حد ذاته يحتاج شعورا بالأمان، من هنا كان التردد والمشكلة هنا ليست فى السفر للمصيف أو عدم السفر لكن فى الاتفاق فى القرار وعدم قيام أى طرف بأخذ قرار منعزل وإجبار الآخرين عليه فيجب أن تجلس الأسرة معاً وتعرض الآراء المختلفة ومبررات كل رأى وفى النهاية يتم اتخاذ القرار والجميع مقتنع لأن لكل شخص مبرراته التى يدعم بها رأيه .. كذلك يجب على الوالدين اقتراح بدائل داخلية لإسعاد الأطفال لأن الحبس فى البيت بحثا عن الأمان لن يكون حلا للأزمة بل سيصيب الأبناء بحالة قلق وخوف مبالغ فيه وبالرغم من حالة عدم الاستقرار الأمنى إلا أن الأمور فى تحسن ويجب أن نشعر أولادنا بالأمان وأن ما يحدث شىء طبيعى عقب الثورات والتغيرات القوية وأن الحياة ستعود لطبيعتها بعد فترة 

 

المصدر: مجلة حواء- نجلاء أبو زيد

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,812,587

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز