بعد الثورة :السلع التموينية
بين المتاح وترشيد الاستهلاك
كتبت :مــــــــنار السيد
وأميرة إسماعيل
مرحب شهر الصوم .. لياليك عادت بأمان وهذا العام للشهر الكريم فرحة إضافية لأنه أول رمضان بعد قيام ثورة «25 يناير» مما يميزه ويعطيه طابعا خاصا ولأن الظروف الاقتصادية الغالبة علي أحوال البلاد تؤثر بشكل كبير في استقبال الشهر الكريم ، ولأن الاهتمام الأكبر للأسرة المصرية في هذا الشهر هو السلع الرمضانية فكان علينا التأكد من مدي توافرها في الأسواق لذلك قمنا بالنزول إلي الشارع المصري للتأكد من توافر السلع التموينية بسؤال المواطنين والرجوع للمسئولين .
يقول هشام سيد (35 عاماً) فنى صيانة بوزارة الاتصالات لقد حرصت أنا وزوجاتى على شراء جميع السلع والمواد التموينية من المجمعات الاستهلاكية ، نظراً لتوافر السلع الأساسية بأسعار أقل من منافذ البيع الأخرى ولكن تختلف جودة السلع فى المجمعات على حسب المناطق فكلما كانت الأحياء راقية زادت جودة المنتج مع الحفاظ على نفس السعر ، بجانب أن أسعار المشروبات العصائر (التمر الهندى - قمر الدين ....) كانت فى المتناول وهذه من ضروريات الشهر الكريم خاصة فى هذا الطقس الحار .
الظروف الاقتصادية
أما أميمة سامى (45 عاماً) ربة منزل تقول : نظراً للظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد وتأثر الأسرة المصرية بها قررت شراء كميات قليلة من كافة الأنواع مع مراعاة تقليل الاستهلاك لأن أسعار السلع الرمضانية مازالت مرتفعة وتمثل عبئا كبيرا على الميزانية ، خاصة أسعار الياميش التى تسجل ارتفاعا ملحوظا فى أسعارها مقارنة بالعام الماضى .
ارتفاع الأسعار
وتشتكى مها الحسينى (30 عاماً) ربة منزل من ارتفاع أسعار المواد الغذائية مثل الأرز بل عدم وجوده فى الأسواق ، وهذه مشكلة كبيرة لأن ا
لأرز من أساسيات السلع التموينية فى المنزل ولا غنى عنه فى أى منزل ، وأيضاً ارتفاع أسعار السكر والبيض والدواجن ، واستغلال الجزارين فى رفع أسعار اللحوم، بجانب المشكلة الرئيسية وهى رغيف الخبز حيث اننا نقف فى طوابير لا نهاية لها لشراء الخبز خاصة خلال شهر رمضان .
الاستهلاك الزائد
ويرى عبدالغنى محمد (55 عاماً) على المعاش : أن مفهوم الاستهلاك الزائد هو السبب وراء عجز البعض عن شراء بعض السلع الرمضانية فأهم شىء هو ترشيد الاستهلاك مع متابعة الميزانية ويجب على رب الأسرة وشراء الأساسيات أولاً ، فهذا الشهر الكريم ليس لللطعام فقط بل شهر الروحانيات وإعادة تأهيل النفس .. لباقى العام .
اللمة والعزومات
وتتفق معه سعيدة محمد (46 عاماً ربة منزل :
رغم كل الأحداث فمازال رمضان هو شهر اللمة والعزومات ولابد أن تعى كل ربة منزل احتياجاتها من الأطعمة والمشروبات الأساسية فى هذا الشهر الكريم وحتى لاترهق ميزانية الأسرة عليها بشراء بعضها وتأجيل البعض لوقت أخر حتى تتيح لها فرصة التنوع والتوفير فى ذات الوقت .
إسطوانة البوتاجاز
وحسين أحمد (34 عاماً) يواجه مشكلة أخرى وهو عدم توفير إسطوانات البوتاجاز حيث أنه يقطن فى حى «دار السلام» ويواجه مشكلة دائما فى توفير البوتاجاز ، ولأننا فى الشهر الكريم فالأزمة تتفاقم من خلال استغلال تجار الجملة حيث يضطر للذهاب إلى المستوردع لشراء الإسطوانات بضعف سعرها الحقيقى .
ظاهرة عالمية
وللرد علي جميع شكاوى القراء تحدثنا إلى المهندسة عنان هلال : نائب رئيس جهاز حماية المستهلك عن الأمر فقالت : ارتفاع الأسعار ظاهرة عالمية ومن الطبيعى أن يكون لها تأثيرها المباشر على المستوى المحلى وخاصة أن اقتصادنا يعتمد على 90% من مجمل العرض الكلى للسلع والخدمات على الواردات من الخارج ، وليست لنا قوة التحكم فيها .
ويعتبر الغلاء فى حد ذاته حاله موسمية مؤقتة حيث يرتبط دائماً بموسم معين ، وبما أننا فى شهر رمضان فهناك اتجاه قوى نحو فكرة «التخزين» مما جعل هناك حركة تسوق كثيفة مما تؤثر على العرض والطلب ، الذى يصب فى قالب المغالاة وقبول المستهلكين بما يفرض من أسعار وتصريف سلع أوشكت على الإنتهاء .
النمط الاستهلاكي
وهنا نشير إلى نقطة مهمة وهى «النمط الاستهلاكى» فى سلوك المستهلكين وربط الموسم وخاصة موسم شهر رمضان بفكرة الإصرار على تخزين كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية من مواد غذائية وشراء للسلع التموينية ، مما يؤدى إلى حالة من عدم التوازن وجشع للكثير من التجار ، لذلك يجب على كل مستهلك أن يتبع سياسة «التوازن الشرائى» والتخلى عن سياسة «النمط الاستهلاكى» الخاطىء ، من حيث عدم الانسياق وراء فكرة تخزين كميات كبيرة من المواد التموينية حتى لايزيد الطلب عليها بل دائما يجب أن يكون هناك بدائل ، لأنه دائما هناك بدائل لجميع الأصناف حتى لايتم الاحتكار من جانب التجار ، وهناك يأتى دور التوعية للمواطن حتى لايقع تحت رحمة التاجر .
المجمعات الاستهلاكية
وبالنسبة لمدى توافر السلع التموينية فى رمضان وخاصة أن رمضان هذا العام لـه طـابع خاص وظـروف خـاصـة أيضـاً لأنه يشهـد العـديـد مـن التطورات والتغـيـرات فـى نفـس الـوقـت فهو «رمضان الثورة» كما أطلق عليه البعض ، فأستطيع أن أقول بالنسبة لتوفير السلع فأهم شىء هو توافرها فى المجمعات الاستهلاكية التى يوجـد بهـا جميع أساسيات المواد التموينية بجانب تواجدها لدى البقالين التموينيين ، وأيضاً فى المعارض التي تقيمها وزارة التضامن الاجتماعى فى مناحى الجمهورية. وعندما توجهنا بشكوى نقص الأرز للمهندسة عنان التى واجهت المستهلكين قالت :
هناك بالفعل نقص فى كميات الأرز بشكل شبه ملحوظ ويرجع ذلك للأحوال السياسية والاقتصادية التى جعلتنا فى الشهور الماضية نستنفد من مخزوننا السنوى ، ما جعل ذلك يؤثر بالسلب على تواجد الأرز فى الأسواق ، ولكن هذه المشكلة ستزول ولن يعانى منها المواطن خلال الشهر الكريم لأننا قمنا باستيراده لتوفيره بالأسواق.
اللحوم
أما اللحوم فتضيف المهندسة عنان أن اللحوم متوفرة ومدعمة بكل أنواعها فهناك مثلاً (اللحوم البلدىة المبردة) والمتوفرة فى الأسواق بسعر 38 جنيهاً كما أن هناك أنواعاً أخرى من اللحوم بأسعار أقل وجودة وطعم لايقلان عن اللحوم الأخرى مثل (اللحم السودانى - اللحم البرازيلى) ، كما أن الوحدات المحلية ومجالس المدن تمنح تراخيص لاقامة الشوادر للحوم والسلع الغذائية بدون رسوم ، بشرط تخفيض الأسعار للمواطنين .
الخبز
وعن باقى السلع التى اشتكى منها بعض المواطنين مثل (الدقيق - الدواجن والبيض) فأؤكد على توافرها فى الأسواق ولكن هناك أيضاً ارتفاعاً قليلاً بأسعار تلك السلع ، ونتطرق إلى الخبز فتعمل الوزارة على توفير الخبز والعمل على زيادته خلال الشهر الكريم ، وذلك من خلال تكثيف الحملات على المخابز والمطاحن والتأكد من توافر رغيف الخبز والعمل أيضا على توفير منافذ أكثر للبيع ، وأيضاً مراقبة الدقيق ومحاولة ردع أى تقصير من جانب المطاحن ومنع بيع الدقيق فى السوق السوداء .
الرقابة
والمشكلة التى كان يعانى منها البعض هو عدم توافر إسطوانات البوتاجاز ، وللقضاء على هذه المشكلة خلال شهر رمضان تم تسكين مفتش مقيم بمستودعات البوتاجاز الرئيسية للإشراف على التوزيع ، وتسليم حصص سيارات الخريجين مع تكثيف الحملات على الباعة الجآئلين والتنسيق مع الشركات لطرح أى كميات من الإسطوانات فى حال الاحتياج .
وبالنسبة لـدور الـرقـابـة فهناك حملات مكثفـة بالتكـاتف مـع جميـع الجهـات لمنع أساليب الاستغلال للمواطن ، وبالعمل على وفـرة السلـع وعدم المغالاة فى الأسعار ومخالفة القوانين وفرض رقابة تموينية صارمة للتأكد من صلاحية المنتج المعروض ، وتشكيل فرق للرقابة على الأغذية بكافة أنواعها ، والرقابة على المذابح ومنافذ توزيع الأسماك وتهيب المهندسة عنان هلال المواطنين بضرورة الإبلاغ عن أى نقص للسلع الغذائية ، أو عدم جودتها أو السلع منتهية الصلاحية ووفرة رغيف الخبز وجودته أو تهريب الدقيق أو تقصير من التجار وأصحاب المطاحن والمخابز أو أى غش يحدث ، ويمكن لأى مواطن الإبلاغ عن طريق الهاتف برقم تليفون جهاز حماية المستهلك (19588) أو رقم هاتف وزارة التموين (19468) لردع أى محاولة استغـلال للمواطن المصـرى ..
ساحة النقاش