المحبة والتسامح فى رمضان! (2)

كتبت : سكينة السادات

رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير وسعادة وصحة وهناء وراحة بال كتبت لك الأسبوع قبل الماضى حتى لمن بادرك بالاساءة فهذه هى أخلاق القرآن والله وحده يغفر ويسامح وقد سقط سهواً الجزء الثانى من هذا المقال فمعذرة ونستكمل الحكاية.

قارئتى إكرام قالت أنها لا تستطيع أن تدوس على زرارفتنى إساءة حماتها إلا واتهامها كل بنات مصر «أى القاهرة» بالانحراف وعدم التدين وقلت إكرم «32 سنة» جامعية ومدرسة ثانوى أنا رفضت عدة عرسان حتى قابلت حسين، وهو مدرس أيضاً وكان الحب بينهما من أول لحظة وظل الحب بينهما شريفا عفيفاً محترما وقرر أن يخطبها من أهلها بعد عدة شهور من قريته التى تعيش فيها أسرته وعندما خافت أن يكون قد أصيب فى حادث أو ما شابه قابلها وبكى كثيراً وقال أن أمه تعتبر كل بنات مصر «أى القاهرة» منحرفات وهى لا تقبل إلا أن يتزوج من بنت أختها وقال أنه يعتبرها أخته ولا يحبها وطب من إكرام الحلّ وأكد لها أنها حبه الوحيد وبكت إكرام كثيراً قبل أن تقول أن تقول له.

- خلاص يا حسين .. مفيش نصيب لا تقصى والديك .. نبعد عن بعض.

l

وتستطرد إكرام .. وفعلا ابتعدت عنه لعدة أيام كنت يها أشبه باليتيم الضائع فى المولد! وجاء صوت هبعد ثلاثة أيام يقول لي..

- مش قادر يا إكرام .. مش قادر أعيش من غيرك.. أنا جاى عندكم الليلة!

وجاء حسين وتكلم مع أبى لكننى صارحت أبى أمامه أن والده ووالدته غير موافقين على الزواج وقال حسين أنهما خطبا له ابنة خالته وهو فى الخامسة من عمره عندما ولدتها خالته وأنها مثل أخته وذلك هو السبب الوحيد وأنه بالغ ورشيد وحُّر ولديه شقته وماله وإرادته لكى يتزوج من يحبها قلبه!

لم يوافق أبى فى البداية وطلب سنة أن يراجع أهله مرة أخرى وأكد أننى سوف انتظره - حسبما قلت لوالدى - وربما ينجح فى اقناعهم بعد أن يزورونا ويلتقون بنا ويرون بأنفسهم أننا من أصل ريفى وأننا نتقى الله فى كل أمورنا!!

وتستطرد إكرام .. جاء والده ولم تأت أمه وجاء أخ واحد من إخوته وكان والده يبدو وسعيدا مقتنعا بعد زيارته لنا لكن عريسى كان حزينا صامتا لرفض أمه زواجنا وإصرارها ألا تحضر الحفل ولا تدخل بيتنا! وباختصار يا سيدتى تزوجت حبيبى وسعدت بحياتى معه ووجدته نعم الزوج وقال لى أنه أسعد إنسان على الأرض وطلب منى أن أذهب معه إلى القرية لعل والدتى تغير رأيها عندما ترانى وتدرك أننى سعيد بعروسى حفلا أن ؟؟؟

وذهبنا إلى القرية وإلى بيت أسرته واستقبلنى عاديا وسمعت صوت أمه من الداخل يقول له.

- كيف تجرؤ على أن أن تحضرها إلى هنا، وجودها معنا «ينجّس» البيت؟ دى أشكال ما يعلم بيها إلا ربنا!! يارب يخلصك منها النهاردة قبل بكرة دى عاملا لك عمل سحري! أحسن حاجة أسيب لكو البيت وأمشي!!

وتستطرد السيدة إكرام ..

ولم أدر إلا وأنا أخذ حقيبة يدى وأخرج عدوا خارج البيت ووالده وإخوته يجرون خلفى لكننى كنت أعود صوب الزراعية لكى أوقف سيارة أجرة أعود بها إلى بيت أبى بعد الإهانات التى تعمدت أمة أن تسمعها لى فقد كان صوتها يسمع البيت كله والجيران أيضا! وهرع زوجى خلفى يمسك بيدى ويحاول أن يبقينى وانت دموعى قد أغرقت صدرى وكنت فى شبه هستيريا وقلت له.. خليك إنت معاهم وأنا رايحة عند بابا!

وتستطرد إكرام ولم يعد زوجى إلى بيت والده بل استوقف سيارة أجرة وركب معى لكنه أصّر على أن نذهب إلى بيتنا واستحلفنى ألا أقول أى شيء لأسرتى وبالفعل ذهبنا إلى شقتنا ولم أنم عدة ليال ولكها تذكرت ما قالته عنى أمى أبكى بهستيريا وأرتعد ويرتعش جسدي!

l

وقالت إكرام .. بعد كل هذا تطلبين منى المغفرة والتسامح من أجل شهر رمضان المعظم؟ يا سيدتى أنا بشر وأنا سيدة محترمة وليس هناك ما يعينى ويعيب أسرتى وزوجتى يعرف ذلك جيداً فلماذا ترغمينى على التسامح مع سيدة أساءت إلى بدون ذنب ولا جريرة؟

l

لقد زارك والد زوجك وإخوك لكى يعتذروا لك وأنت تعرفين عناد بعض السيدات الكبيرات السن وما أطبه من هو أن تقبلى زيارتها لك وأن تحسنى وفادتها وتحاولى أن تسامحيها مرضاتى لزوجيك الذى تنتظرين طفله الأول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ويهديك سوء السبيل.

 

 

المصدر: مجلة حواء - سكينة السادات
  • Currently 210/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
70 تصويتات / 887 مشاهدة
نشرت فى 10 أغسطس 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,731,695

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز