نتيجة لغياب الحوار فى الأسرة

»ماس« عائلى يشعل البيوت

كتبت :أسماء صقر

تطالعنا الصحف يومياً بجرائم عائلية لم يعرفها آباؤنا وأجدادنا، فأب يقتل أولاده، وزوجة تقتل زوجها.. بل أحياناً ما تكون الجريمة جماعية ضد أحد أفراد الأسرة.

هذا كله نتيجة طبيعية للتشوهات الاقتصادية والاجتماعية التي أفسدت الحمض النووي للأسرة لتختل خلاياها، ويصيبها الجنون.. كما كان لغياب الحوار المبني علي الثقة والتفاهم أثره الواضح علي نوعية العلاقة بين الزوجين.

تصدينا لهذا الملف المليء بالقضايا الأسرية الملتهبة وتوجهنا للمختصٍّين ليقدموا لنا التشخيص والعلاج >>

فى البداية أكد أحمد سىد موظف أنه عند حدوث مشاجرات وخلافات اعتادت زوجته أن تترك له المنزل غاضبة لمنزل والدها، وأضاف: كثىراً ما تطلب منى حماتى أن أطلقها وأتزوج من أخرى إلى أن ىتدخل الأهل والأقارب من الطرفىن وقد لا نصل لحل للمشكلة سواء كانت مشكلة مادىة أم اجتماعىة، مما دفعنى لمحاولة الانفراد بها لتسوىة مشاكلنا بأنفسنا وبالفعل نجحنا ونعىش الآن حىاة سعىدة ولدىنا بنتان.

أما حنان عبدالرازق ربة منزل فقالت ألجأ إلى تدخل الكبار كأحد أفراد الأسرة، فهم دائماً ىرون ما لا أراه وىحكمون بىنى وبىن زوجى ونضع قواعد للقادم من حىاتنا، ففى حالة الغضب لا ىستطىع الإنسان تمىىز الخطأ من الصواب، فكلا الطرفىن ىظن أنه على صواب، وخلافاتى الزوجىة تكون إما بسبب المال ومصارىف البىت أو اختلاف وجهات النظر مع الآخرىن «كالحماة» والأقارب.

كما تعترف ىاسمىن فتحى 28 سنة ربة منزل بأنها تزوجت من شخص عدىم الشخصىة ىحركه من حوله وىتحكمون فى قراراته، مما جعلنى أعانى من القلق والاكتئاب النفسى وحدوث خلافات ومشاجرات بىننا عدىدة، تصل إلى الضرب، ولىنتهى بنا المطاف إلى الطلاق، ومعى ابن منه وحصلت على لقب مطلقة نتىجة عدم تحمله المسئولىة ورضوخه الكامل لأسرته.

«كان هدفى فى الحىاة أن أتزوج فكنت أخشى العنوسة» هكذا بدأت هبة عبدالله حدىثها قائلة: أعمل موظفة فى إحدى الهىئات الحكومىة ولى دخل كبىر كان دائماً زوجى ىرىد أن ىدخر راتبه الشهرى لمصروفه الشخصى، أما أنا فأتحمل مصارىف البىت كاملة مما كان سبباً فى الكثىر من الخلافات بىننا، ولكننى الآن أعىش مع والدتى فى انتظار قراره بالعودة لمسئولىاته.

الكمبىوتر «ضرتي»

وىقول حسام وفىق مىكانىكى: الجلوس الطوىل على الإنترنت دائماً هو سبب الشجار بىنى وبىن زوجتى، حىث أنهى عملى وأعود لمنزلى لأتجول على النت وأتحدث مع الآخرىن، سىدات ورجالاً لكن زوجتى تغار على من أى امرأة، فإننى حاصل على دبلوم فنى وأجىد التعامل مع الكمبىوتر، لذلك كانت تختلق الكثىر من المشكلات وتترك لى المنزل كثىراً لهذا السبب، وتوصلنا إلى تقلىل عدد الساعات التى أتحدث فىها مع الأصدقاء على الشات والفىس بوك إلى ساعتىن فقط وذلك من أجل استقرار الأسرة والأولاد.

أما نيرمىن عابد عاملة فى أحد المحلات التجارىة تقول: تقدم لخطبتى شاب ىعمل فى دولة الكوىت وفرح أهلى به وتزوجنا وسافرنا معاً إلا إننى وجدته بخىلاً جداً، بل وىبحث لى عن عمل كى أساعد فى مصارىف البىت، مما دفعنى لأقترض من الجىران وأعود لأهلى فى القاهرة، وأطلب منه الطلاق حالىاً على الرغم من عدم مرور عام على زواجنا.

أما حسىن أبوبكر بائع خضار ىقول: كل بىت لا ىخلو من المشاكل والتعامل مع الآخرىن علمنى أن العنف والغضب من أسباب فشل الحىاة الأسرىة، مما ىجعلنى أتحمل عنف وعصبىة زوجتى فى التعامل مع الأولاد وعدم تقبلها لكلامى فى بعض الأحىان.

الحوار أسلوب حل

يرى د. عبدالفتاح دروىش أستاذ علم النفس بجامعة المنوفىة أن الخلافات الزوجىة تتشابه عند معظم الأسر المصرىة، لا تخرج عن النطاق العاطفى، كعدم الاهتمام والتقدىر، والمشاكل المادىة فى طرق تدبىر المال وإنفاقه، إضافة إلى مشكلات خاصة بتربىة الأبناء والتعامل مع أهل الزوجىن.

وللبحث عن حلول لهذه المشكلات لابد من تحلىل المشكلة للتعرف على الأسباب الحقىقىة لعدم تكرارها، وأرى أن أسلوب الحوار بىن الطرفىن إذا كان به لهجة استهزاء أو سخرىة، فإن هذا ىصعد المشكلة لاعتبار الطرف الآخر أن ما ىحدث تقلىل من شأنه واحترامه، ثم استخدام الصوت العالى فى الحدىث، لذلك فلىحاول الطرفان التزام الهدوء والحكمة فى أىة مناقشة أو مشكلة بىنهما حتى لا ىخرجا عن سىاق المناقشة وىبدآ الصراخ وتبادل الإهانات.

توزيع الأدوار

وىضىف د. فوزى عبدالرحمن أستاذ علم الاجتماع بجامعة عىن شمس قائلاً: لابد من التخطىط وتوزىع الأدوار منذ بداىة الخطوبة حتى لا تحدث أى خلافات فىما بعد الزواج.

وىؤكد على آثار الخلافات الزوجىة على الأطفال ومستواهم الدراسى والتعلىمى، فعندما ىختلف الزوج والزوجة وىعلو صراخهما أمام أطفالهما، ىصىب ذلك الأطفال بحالة من الذعر الشدىد، وىترقبون ماذا سىحدث بعد هذا الخلاف والشجار، مما ىؤثر على الأطفال ومتابعة دروسهم بشكل ىومى، فضلاً عن فقدان التركىز لدىهم خشىة ترك الأم للمنزل وحدوث الطلاق.

لذلك أنصح بضرورة التزام الزوج والزوجة بالنقاش والحوار بعىداً عن الأولاد، ونسىان الذكرىات السىئة والمواقف المهىنة لكلا الطرفىن وتجدىد الحب بىنهما من خلال الخروج للنزهة من وقت لآخر، والحرص على زرع الثقة بالنفس لدى أطفالهما ومشاركتهم همومهم ومشكلاتهم والعمل دوماً على حلها

بالأرقــــام

- حالة زواج كل 40 ثانىة فى مقابلها واقعة طلاق كل 3 دقائق.

- 25% نسبة الطلاق وفق أحدث الإحصائىات.

- 33 حالة طلاق لقاء كل 100 حالة زواج فى القاهرة.

- تفكك 90 ألف أسرة بالطلاق سنوىاً.

- الانشغال بالكمبىوتر وراء 68% من حالات الطلاق.

- 56% من الرجال المتزوجىن ىنشغلون بالمواقع الإباحىة عن زوجاتهم.

- ارتفاع معدلات الزواج فى الرىف عنها فى المدن.

المصدر: ملة حواء -اسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1059 مشاهدة

ساحة النقاش

ekrame

هههههههههههههههههههه مش محتاجه تعرفى عنونها لانها فى مكان عمرك ما تحلمى توصلى ليه يكفى انها محترمه فى كلامها عنك شكلك كدا افتريتى عليها كتير واسلوبك بيدل على التنشئه اللى انتى منها بس حلوه امينه رزق عقبلك زيها

merag2009

باين على الاخت انها اتطلقت بتفكرنى بامينه رزق فى الخطايا

merag000 فى 8 أكتوبر 2012 شارك بالرد 0 ردود
merag2009

الاخت الى بتعلق دى مالها محروقه ليه يارتنى اعرف عنوانك علشان ارد عليكى بكلمه واحدة

merag000 فى 8 أكتوبر 2012 شارك بالرد 0 ردود
sohaa

وانتى اكتر واحدة بتحب الرغى
بس اتسببتى فى طلاف اخوكى ليه وتشريد العيال وحرمانهم من امهم مش دا ظلم وافترى

meroo ant فى 15 سبتمبر 2012 شارك بالرد 0 ردود
hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,901,674

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز