لماذا تنكرني يا أبى؟ "2"

كتبت :سكينة السادات

روت لى الأم .. الفنانة ماجدة حكايتها مع الأيام التى فى منتهى الغرابة رغم أنها جاءت أصلا لكى تحكى لى عن مشكلة ابنها الوحيد !! وقد قلت لقارئاتى إن مشكلة الأم تتطلب عدة صفحات إلا أننى اختصرتها لكى أتحدث عن مشكلة الابن، ولا بأس من أن أذكرك بمشكلة ماجدة فهى فنانة تشكيلية خريجة كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية وتعمل مدرسة بالكلية فى مصر الآن وقد بدأت حكايتها فى بيت متوسط فى منطقة «غمرة» القريبة من العباسية بين أب وأم وأخ يصغرها بعدة سنوات وكان الملاحظ أنها أسرة لا يدخل لهم قريب من ناحية الأب ولا الأم وتبينت قارئتى ماجدة بعد أن شبت عن الطوق أن أمها تزوجت والدها بدون رضاء أسرتها وأنهم تبرأوا منها بعد زواجها ثم اكتشفت ماجدة أن والدها متزوج وله أربعة أولاد من زوجة سابقة وتطورت الأمور، وتحت ضغط أم أولاده طلق أمها وتركها وحيدة مع ابنها وابنتها وعاد إلى أسرته ولم يحاول أن يراهم أو يرسل لهم مالا بعد ذلك ولا مرة !

والتحقت ماجدة -حسب التنسيق الجامعى- بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية وبالصدفة كانت هناك قريبة لهم بالإسكندرية أقامت عندها ماجدة خلال السنة الأولى بالكلية ثم فوجئت ماجدة بزواج أمها وسفرها للخارج دون أن تترك لها ولا لأخيها عنوانها الجديد وانقطع إنفاق الأم على ابنتها وابنها فما كان من قريبتهم الإسكندرانية إلا أن طردت ماجدة بحقيبة ملابسها، ولجأت إلى شقيق زميلتها فى الكلية الذى كان يعطف عليها واستنجدت به فجاءها بسيارته وأسكنها فى بنسيون بسيط واشترى لها طعاما وأعطاها مبلغا من المال ثم تطور الأمر بينهما إلى قصة حب شريف ونظيف إذ أخذها من يدها إلى المأذون وعقد قرانه عليها على سنة الله ورسوله وأسكنها شقة لطيفة وعندما مرت السنة الثانية دون إنجاب وذهبت إلى الطبيب صارحها زوجها بأنه لا يرغب فى الإنجاب لأنه متزوج وله ثلاثة أبناء ولا يستطيع أن يشهر زواجه منها لظروفه الاجتماعية ثم تخرجت فى كلية الفنون الجميلة وأصرت إما على أن تنجب طفلا أو تطلق فما كان منه إلا أن طلقها وعادت إلى القاهرة لتقيم فى شقة والدتها فى غمرة ومعها شهادتى الطلاق والجامعة، وبعد شقاء تدخل فنان تشكيلى كبير ومسموع الكلمة وقدم أوراقها للكلية فى مصر وعينت مدرسة رغم أنها تستحق أن تكون معيدة نظرا لتفوقها الدراسى ، ومرت الأيام..

 

 

وتستطرد ماجدة .. ثم قابلت الرجل الذى حسبت أنه سوف يشفق على حالى إذ أنه كان متزوجا من سيدة أجنبية توفت إثر حادث أليم وتركت له ابنا جميلا، وأحببت الولد وتزوجنا على سنة الله ورسوله وطلبت منه ألا يمانع فى أن أنجب طفلا أحمله أنا فى أحشائى يكون سندى فى الحياة ،وفعلا حملت فى ابنى الوحيد صاحب المشكلة التى لم أحكها لك بعد وفرحت به عندما جاء صورة طبق الأصل من أخيه الكبير ووالده، وفرحت أسرة زوجى بالمولود والتقطنا الصور التذكارية فى يوم سبوعه وكان احتفالا كبيرا، وبعد شهر واحد من مولد ابنى أسامة اختفى زوجى وابنه وكانا يحملان جنسية أجنبية وعلمت أنهما عادا إلى البلد الذى كانا فيه والذى كانت منه زوجته السابقة التى توفيت إثر حادث أليم وانقطعت أخبار والد ابنى تماما وكلما سألنى أسامة عن والده لماذا لا يتصل بنا كنت أقول له إنه مشغول وإنه سوف يحضر إلى مصر لكى يراه، وكنت أدارى دموعى وأحاول أن ألجأ إلى أقارب زوجى الذين تلقوا تعليمات من والد ابنى بألا يعطونى عنوانه ولا يحاولون التقرب من الصبى بدعوى أنه قطع علاقته بمصر ومن فى مصر وأنه تزوج هناك فى البلد الأجنبى وأنجب، وأنه يريد أن ينسى ذلك الفصل من حياته وذلك الابن وطلب ذلك بعنف وشدة من أهله !

وتستطرد ماجدة .. وعندما وصل أسامة إلى سن 18 سنة لم أستطع أن أستمر فى الكذب عليه وإخفاء الحقيقة وذهب إلى أسرة أبيه وواجهوه بأن والده ينكر تماما أنه ابنه ومن صلبه وأنه لا أمل فى أن يعترف به لأنه خلاص تزوج وأنجب هناك واستقر ولا يريد أى «دوشة» من القاهرة!

وطبعا .. نفسية ابنى دمرت تماما عقب سماعه لهذا الكلام وتوجهنا إلى السفارة التابعة لها الدولة التى يقيم بها والده وأعطيناهم رقم جواز سفره الأجنبى واستدلوا عليه لكنه أنكر بنوته للولد لكن السفارة وعدتنى ببحث الأمر عن طريق تحليل الـ د.ن. إيه الذى يؤكد البنوة من عدمها لكننى الآن وأنا العائل الوحيد لابنى وليس لى أى دخل سوى راتبى من وظيفتى التى تكاد تطعمنا بالكاد، لا أستطيع تحمل نفقات السفر وكل ما أرجوه أن تتبنى منظمة من منظمات حقوق الإنسان مشكلة ابنى عن طريق مجلة حواء الغراء !

 

 

كتبت حكايتك وحكاية ابنك وســـوف نـــقوم بالاتصال بمنظمات حقوق الإنسان وبالســـفارة التى تقدمتى لها لعل وعسى، وأعتقد أن قانون تلك الدولة يحرم إنكار البنوة وأسامة له شهادة ميلاد باسم أبيه وأمه تحمل وثيقة زواجها وصــور مولده وسبوعه والله يوفقنا للخير .

 

 

المصدر: مجلة حواء -سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 536 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,755,387

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز