الادمان

 ورطة مجتمعية مُهملة

كتب :حسن محمد



 استطاع وبجدارة أن يلحق بأصحابه وأتباعه أضراراً بالغة وإفقاراً وعوزاً وكثيراً من الإذلال، منتهياً بالكساد العقلي والاجتماعي والروحي.. إنه «الإدمان».. إدمان المخدرات بأنواعها المختلفة والذي يطالعنا به ويكشف المتخصصون والخبراء حقيقته، ومسبباته وكيفية الوقاية والعلاج منه، ومنع الاتجاه إليه والانزلاق فيه من الأساس

 « التجريب» البوابة الواسعة والمساعدة على الدخول فى عالم الإدمان هكذا تؤكد د.مها وصفى مباشر - أستاذة الطب النفسى ورئيسة وحدة علاج الإدمان كلية طب جامعة القاهرة- وتضيف قائلة: والذى عادة ما يصاحبه تكرار، ومن ثم إعطاء الشخص المجرب لنفسه «ترخيصاً» مرتبطاً بكل مناسبة ليتناول فيها المخدر ومن هنا تبدأ مرحلة «التعاطى» وبالتالى أعراض «الفكرة الملحة» حيث إن المتعاطى أجهد خلاياه المخية وأتعبها حتى أعطاها «استقالة» من حياته ليسلك سلوكيات غير طبيعية يصاحبها اكتئاب، عدم قدرة على التركيز، خوف عام وانعدام ثقة بالنفس محركه الأساسى «فكرة قهرية للتعاطى» فيما يطلقون عليه «ضرباية الوداع» لكنها فى حقيقة الأمر إدمان كانت بدايتها تجربة.

 وتنصح د.مها بإبعاد ذلك الشخص عن أية بيئة مدمنة، حيث تكمن الخطورة فيما أسمته بـ«الاعتمادية المتواطئة» وبالأخص لدى أسرة المدمن، والتى تتمثل فى إنكار واضح من الأسرة بأن لديها شخصاً مدمناً، والاعتقاد الراسخ والخاطئ لديهم هو «أنا بخير طالما هو بخير وعلى قيد الحياة» ويساهم هذا فى صناعة ضحايا وإفراخ أكبر نسبة من أعداد المدمنين نتيجة اتباع ذلك المعتقد المهلك .

 لذا علينا ترك المدمن يتحمل سلوكياته وعواقب تعاطيه دون التدليل ودفع ثمن أخطائه باستمرار.

 وعن انعكاس الادمان على الأسرة والأزواج تحدثت د.مها قائلة: المعاملة الزوجية تكون موسومة بالعنف الذى يساعد عليه «السكوت عن الذنب والتردد فى الشكوى» ناصحة بأن تعزف كل زوجة عن مساعدة زوجها مالياً، وأن تهتم بأولادها، كذلك بالنسبة للأمهات عليهن ترك أبنائهن يتحملون مسئولية إدمانهم وعدم تدليلهم والانصياع لمطالبهم.

 فيما تؤكد عزة خيرى- اخصائية نفسانية بأحد مستشفيات علاج الادمان بمحافظة أسيوط - لا يوجد مسئول عن الادمان إنما المتسبب الوحيد فى الإدمان هو الفرد ذاته والذى يساعد عليه تنشئة اجتماعية ضعيفة، خلل فى التربية حيث فقدان القدوة السوية، وتفرق خيري بين التعاطى والادمان قائلة: المتعاطى أكثر نضجاً من المدمن لما لديه من تناغم عاطفي وقدرة على توقيف تعاطيه، مع الاعتراف بأن كل ذلك خطأ لأنه يقضى على الخلايا المخية الخلقية فى الانسان.

 بينما لإخراج المدمن من مرضه ترى ضرورة توافر المساندة النفسية وتقوية شخصيته من قبل الأهل، خاصة فى فترة المراهقة للوقوف على أى سبب يعترض الطفل لتفاديه فى شبابه، مع التأكيد على الارشاد النفسانى والاجتماعى للمتزوجين الجدد وكيفية «توعيتهم» توعية علمية وتربوية تحافظ على الاسرة بكاملها..

 فيما أعلنها «صراحة» شخصية مسئولة بالادارة العامة لمكافحة المخدرات: الادمان فيروس يصيب الشخص ولن ينتهى إلا بموت البشرية كافة، ويعده المصدر جريمة تتساوى مع جرائم القتل والبغاء، فالمدمن هنا أصبح يستحل الحرام مما ينعكس على الأسرة والعائلة في انفراط عقدها، نتيجة السرقات وعمليات النصب وتكرار الاستدانة من مختلف الناس، وأشار المصدر إلى الشرخ الذى يعانى منه برنامج الرعاية والتأهيل فى مصر، مشددا على أهمية النهوض بمراكز التأهيل، والتى لا يتجاوز عددها على مستوى الجمهورية 6 مصحات حكومية، بالإضافة إلى الخاصة، ومشيراً إلى طبيعة وحجم النفقات التى تصل إلى 600جنيه فى المصحات الحكومية لكل ثلاثة أشهر وإلى الآلاف فى المصحات الخاصة. ونحن بدورنا نعمل جاهدين للقضاء على المخدرات فى مصر ونكثف جهودنا فى مناطق مثل موانى شرق التفريعة والعين السخنة، والقليوبية والخلاطة بالنهضة، هذا فضلاً عن ضبطيات قمنا بها كان أبرزها فى فترة ما بين 7 إلى 23 من شهر فبراير الماضى بإحباط محاولة ترويج وبيع 170 مليون قرص ترامادول من الهند، وطنى حشيش بمطروح ، 250كيلو بوادى النطرون، و«طناً» بشرق النخيل فى العجمى، وما بين أشهر 4،6 عام 2011 قمنا بضبط 11طناً حشيش وهناك حملات مكثفة وجزاءات تم تشديد العقوبة بها لتصل إلى درجة الجنائى فى التقاضى، تم توقيعها على الصيدليات لما لها من تأثير فى الأفراد ومتعاطى المخدرات.

 وما يقال أن تراخي الامن هو المتسبب فى انتشار المخدرات فى الشوارع لا اساس له من الصحة بل هو ناتج عن الفوضي وعدم عودة الأمن بشكل كامل.

 ومع كل الآراء السابقة .. اتفق الجميع على ضرورة إطلاق مشاريع قومية للتوعية، وإنشاء مراكز علاج ادمان معنية بالتأهيل يديرها خبراء متخصصون ببرامج مثبتة بالبحث العلمىت

 

المصدر: مجلة حواء -حسن محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 892 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,870,087

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز