وصمت «الأنبا شنودة»
عن الكلام المباح
كتبت :تهاني الصوابي
«لو ضاع منى كل شىء وبقى لى الله وحده، فأنا معى كل شىء، لأن الله هو الكلُّ في الكلِّ فما الذى يحزنني».
حقا لاشىء يحزنك بعد الآن نيافة الأنبا شنودة الثالث، ولكن يحزننا فراقك، كنت خير العون والنصير لأبناء الوطن مسلمين ومسيحيين وقت الأزمات والفتن، فقد جاء رحيلك وصمتك عن الكلام فى وقت يحتاج فيه الوطن إلى حكمتك ورجاحة عقلك، لكنك آثرت الصمت، وقد كان نهجك بعضاً من الوقت فى حياتك، حزناً واحتجاجاً، وربما حكمة منك لا يعلمها غيرك، وأنت القائل :
«فى ذهنى كلام كثير لأقوله، وفى قلبى كلام أكثر من هذا، ولكننى أفضل أن أصمت وأنا أريد أن أصمت لكى يتكلم الله، وثقوا أن صمتنا قد يكون أكثر تعبيراً، والله يسمع هذا الصمت ويدرك كل معانيه وكل ما نعانيه».
وكل ما نعنيه هو المحبة والدعاء لرجل قلما يجود الدهر بمثله نفتقده، كمسلمين مثلما يفتقده إخواننا المسيحيون.
رحم الله نيافة الأنبا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية وحما الله الوطن من شر الفتن، وشر المتربصين به، وهو القائل:
«ازرع الحب فى الأرض تصبح الأرض سماء، وانزع الحب من الأرض تصبح الأرض قبراً»
فليكن الحب نهجنا ونبراس حياتنا
ساحة النقاش