في دائرة الضوء

عربيات تعرضن للعنـف

كتبت :سمر الدسوقي

رغم كل ما يبذل من جهد للدفع بها إلي حيز المساواة مع الرجل فى الكثير من الأوضاع والحقوق الاجتماعية والسياسية والقانونية، إلا أن المرأة العربية مازالت تعانى كغيرها من نساء العالم من العديد من صور العنف والقهر والتهميش، وقد رصد تقرير البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة الوضع السئ للمرأة ليؤكد على ما تعانيه من عنف بدءاً من وجود قوانين أحوال شخصية تنقصها حقها، مروراً بإجبارها على العمل فى أوضاع سيئة، ثم الحياة فى ظروف الحروب وتحت وطأة الفقر، وأخيراً التعرض لكافة أشكال العنف اللفظى والجسدى والمعنوى، وَتعالوا نتعرف ونرصد هذا أكثر عن قرب.

البداية تأتى من العراق وكما تشير الناشطة العراقية عالية الوهاب فإن ظروف الحروب والاحتلال الأمريكى الذى تعرض له العراق، ضاعف من حجم معاناة المرأة العراقية، حيث كانت أكثر من عانى تحت وطأة الاحتلال الأجنبى من العنف والقهر والانتهاكات الجسيمة، حتى وصل الحال إلى صعوبة أن تسير النساء بمفردهن فى الشارع نتيجة ارتفاع معدلات الاغتصاب والخطف، يضاف إلى ذلك تعرض النساء لقهر كبير من قبل سطوة أصحاب التيار الدينى والذين عملوا على وضع حدود معينة على خروج ودخول المرأة من المنزل وما ترتديه من ملابس بصورة جعلت الكثيرات يفقدن أعمالهن، ويجبرن على الزواج، وارتفع بهذا معدل العنف الأسرى، خاصة بعد أن أصبحت المرأة لا عائل لها سوى الزوج، وبالتالى فهى مضطرة للاستمرار فى الزواج تحت وطأة أية ظروف، لدرجة رفعت من معدلات انتحار الإناث رغم وجود منظمات معنية بالنساء تسعى لتحسين أوضاعهن.

أما فى الجزائر فكما تشير الناشطة والمحامية الجزائرية ليلى بو عبده، وفقاً لدراسة رسمية صدرت عام 2010م فإن حوالى 55% من النساء الجزائريات يتعرضن لمختلف أنواع العنف، وأبرز صور هذا العنف تبدو فى العنف اللفظى، والذى تعانى منه المرأة فى أماكن العمل العامة والطرق والمواصلات وكذلك فى المنزل، هذا بجانب العنف المعنوى الذى لا تقل نسبته عن 22% والذي ويتجلى فى قهر المرأة والتعامل معها بصورة متدنية أو على أنها كائن أقل شأناً من الرجل، وكذلك الحجر على تصرفاتها وقراراتها وجعلها تحت الوصاية، كما أن نسبة لا تقل عن 10% من النساء يتعرضن للعنف الجسدى بدءاً من الضرب والإصابة بالعاهات والتعرض للاغتصاب والخطف فى الطريق العام، ورغم ما يبذل من جهد لحمايتهن فى هذا الشأن من قبل جمعيات إعادة التأهيل بل والتعامل مع المعنفات وغيرها من الجهات الرسمية، إلا أن تعرض المرأة للعنف يرفع من نسب تعرضها للوفاة بل والهروب من المنزل وكذلك الانتحار.

والوضع لا يختلف كثيراً فى فلسطين، فكما تقول عبلة الدجانى - رئيسة إتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة -: بالرغم ما حصلت عليه المرأة الفلسطينية من حقوق حيث نجحت فى التواجد وبقوة على الساحة السياسية والقيادية، فأصبح لدينا حالياً خمس وزيرات للثقافة والتعليم والسياسة وسفيرات وقاضيات، إلا أن تقريراً صادراً عن مركز معلومات وإعلام المرأة الفلسطينية فى غزة فى عام 2009م، قد أكد أن وقوعها تحت وطأة الاحتلال قد عرضها للكثير من الأوضاع الصعبة، حيث تعرضت ما لايقل عن 77بالمائة من النساء فى قطاع غزة لمختلف أنواع العنف، كما شهدت وعاشت نسبة لاتقل عن 53% حالات من العنف الجسدى، وهناك نسبة أخرى تمثل 15% تعرضن للاعتداء الجنسى، والأمر لا يتوقف عند أشكال وحالات العنف العادى، فنتيجة لظروف الاحتلال فهناك تفشى للبطالة بين الذكور وهو ما ينعكس فى عنف أسرى مسلط على المرأة، هذا بجانب ما تعيش فيه من ظروف اقتصادية صعبة، بل وما تعانيه من خضوعها لأكثر من قانون للأحوال الشخصية وأخيراً صعوبة منحها جنسيتها لأبنائها 

المصدر: مجلة حواء- سمر الدسوقي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,951,149

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز