تحيا مدرسة المشاغبات

كتب  :أحمد كامل 

كنت استمع إلي والدتي، وهي تقدم لأختي الصغري نصائح، وصفتها بالنصائح الذهبية في معاملة الرجال، كانت تحدثها بصوت خافت حتي لا أسمعها.. لا أنا، ولا والدي، وندرك كيف استطاعت أمي أن تنفذ إلي صدر الرجل، وتعرف خبايا قلبه، لكن لسوء الحظ أو حسنه وصلت إلي مسامعي نصائح والدتي التي لا تقدر بثمن

كانت أمى تنصح أختى بضرورة أن تكون هادئة ناعمة مع خطيبها، وألا تظهر له أنها تعارضه فى أى شئ، وحتى إن قال رأيا هى تؤمن بعكسه، فعليها أن تظهر تأييدها الكامل لما يقوله.. وحتى النادى الذى يشجعه لابد أن تميل له، وتوسعت والدتى بعد ذلك فى كل مجالات الحياة.

كانت أختى تستمع لأمى باهتمام بالغ أثار تعجبى، أيعقل أن تصدق فتاة فى القرن الـ21 مثل هذه الأقاويل ولماذا لا؟! لقد استرجعت العديد من المواقف لفتيات قابلتهن، وتعرفت عليهن بحكم الزمالة أو الصداقة أو القرابة وأيقنت بما لايدع أى مجال للشك أن هناك الكثيرات يلجأن لمثل هذا الأسلوب عند التعامل مع الرجل الذى ترتبط الفتاة به واهمة أن هذا يزيد من اهتمام الرجل بها، ويعلى من مكانتها عنده، فهى بذلك ترضى غروره فى إظهار تفوقه عليها.

وللأسف هناك بعض الرجال يرتبطون بمثل هذه النوعيات من الفتيات، لكن ليست هذه النوعية هى التى تجذب الرجال فى العموم.. فما فائدة إظهار التفوق على فتاة مثل «الطوبة» توافق على كل شىء، إنها فى الأساس فتاة مملة يمكن أن يتعامل معها الرجل فى حدود .. لكن من تجذبنى أنا، ومعظم الرجال هى تلك الفتاة المشاكسة المشاغبة.. الأولى فى مدرسة المشاغبات بمعنى أدق..

يالها من متعة، والنقار يدور بيننا فى كل مرة نلتقى، وتأخذ المشاكسات شكل السجال مرة هى، ومرة أنا وكأننا نلعب مباراة «بنج بونج» يعارض كل منا الآخر فى كل شىء، وأى شىء تشاكسنى وأشاكسها..

وإن حاولت مرة إيثار السلامة فإننى أبذل قصارى جهدى لاستفزازها حتى تدخل معى مرة أخرى إلى ساحة القتال، لكن أن تظل صامتة، مبهورة فقط بكل ما أقوله، فعفوا هذه النوعية مكانها المناسب هو أن تجلس على كرسى فى آخر الصف لتتابع مباراتى الدائمة فى البنج بونج.