كعب جزمتك ترمومتر أنوثتك

كتب : عمرو سهل

لم أكن أتصور يوما من الايام أن يكون كعب الحذاء موضع اهتمام حواء ومصدراً من مصادر أنوثتها إلا بعد أن رأيت صغيرتي وهي تحاول أن ترتدي حذاء والدتها ذي الكعب العالي وحينها لفتت نظري هذه الكتكوتة ذات الثلاث سنوات بأن إشارات الأنوثة مزروعة داخلهن مبكراً 

لم أهتم وقابلت المسألة بضحكة تشير إلى رضائي بهذا السلوك في هذه السن وغادرت المنزل في صباح اليوم التالي إلى عملي ثم جاءني هاتف على صوت قرع كعب حذاء لإحدى الزميلات وهنا أضاءت لمبة في لوحة مفاتيح عقلي وتذكرت صغيرتي وهي تمشي مزهوة بحذاء أمها وحدثت نفسي قائلا : لا المسألة ما يتسكتش عليها وبدأت أراقب المارين أمامي ولاحظت أن الفتيات الصغيرات اللائي ما زلن يتمتعن بزهرة شبابهن لا يلتفتن كثيرا إلى تلك المسألة على العكس من الزميلات الأكبر منهن سناً .

وتساءلت هل هناك علاقة عكسية بين عمر المرأة وطول كعب حذائها ؟ فكلما فقدت السيدة جزءا من جمالها ازداد طول كعب الحذاء والعكس صحيح؟ لم اهتم كثيرا بالاجابة واتهمت نفسي بالفراغ وأعراضه التي تأخذني للنظر إلى الامور بنظرة فلسفية ؟ ولكن مازال الفضول يقتلني وبدأت أتتبع مستويات صوت كل حذاء بكعب عال يمر إلى جواري وأخذت أفسر صوته المرتفع بمدى قوة رغبة صاحبته إلى لفت الانظار إليها واكتشفت أن هناك مدارس في التحرك بالحذاء تعكس بيئة مرتديته فصوت يذكرك بهوانم الثلاثينات والاربعينات وصوت يذكرك بزحام الموسكي والعتبة ووجدت ارتباطا خفيا بين شخصية صاحبة الحذاء وثقافتها ولون وطول الكعب .

وعدت إلى المنزل مصابا بالصداع من كثرة تتبعي لأصوات الأحذية الحريمي وتحليلها لأراقب صغيرتي وسلوكها في التعامل مع حاجيات أمها الأنثوية فلاحظت وقوفها أمام المرآة مرتدية الحذاء ذي الكعب العالي محاولة الاعتداء على صندوق مكياج المدام وتركتها ولم أشعرها بمراقبتي لها ولم أطلب منها عدم العبث بأدوات أمها التي كانت مشغولة بإعداد طعام الغداء لأجدها تختار بعض الأدوات وتحاول استخدامها لترسم لوحة عشوائية على وجهها تزيد من سعادتها وهنا أدركت طبيعة غائبة عني عن حواء وهي أن هذه الأدوات تكون تحت يد المرأة تهملها طالما نظرت إلى وجهها بالمرآة ووجدت رضاء بداخلها وتتعلق بها ويزداد ترددها عليها إن لاحظت فعل الزمن على بشرتها وكأنها طوق نجاة يتعلق به غريق.

ما أعجبك أيتها المرأة عندما تكونين صغيرة تسعين إلى كل أمر يؤكد أنك كبرت ونضجت وعندما يفعل الزمن فيك فعلته تهربين من كل مظاهر تؤكد تقدمك في العمر وتعودين إلى ملابسك القديمة تحاولين ارتداء ما كنت ترتدينه في سن الشباب حنيناً وتأكيدأً أنك ما زلت محط أنظار الرجال ومصدر شغلهم لذلك لا تتعجب في يوم تتعلق فيه امرأتك بأطراف بنطلونك طالبة شيكولاتة أو حلوى كالأطفال فهذه أعراض انسحابية من دنيا الشباب وبدء الدخول إلى ربيع العمر.......فلا تنزعج أو تتفاجأ وقدم لشريكة حياتك جرعات من الاهتمام والتدليل 

المصدر: مجلة حواء- عمرو سهل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 613 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,704,253

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز