المغاربة يتسحرون على أنغام النفار
والتوانسة يقيمون مواكب الخطبة
كتبت :سمر الدسوقي
لشعوب ونساء المغرب العربي طقوس خاصة في الاحتفال بشهر رمضان المبارك ، تبدأ منذ شهر شعبان وتنتهي بنهاية الشهر الكريم ، فنجد الملابس الجديدة والموائد الخاصة والطقوس الدينية ، بل والتهاني التي يتفنن البعض في إكسابها للون وبريق هذه المنطقة ، فهناك أنغام وتواشيح وأغاني النفار ومواكب الخطبة والجلاب والقفطان المغربي التقليدي الذي تحرص النساء علي شرائه وحياكته بأنفسهن خلال هذا الشهر ، هذا بخلاف ما تعرضه المحال من أنواع مميزة للأطعمة التي لا تباع ولا تشتري إلا خلال شهر رمضان ... ومع نساء منطقة المغرب العربي نتعرف علي رمضان حواء العربية في المغرب وتونس
فى البداية تقول الناشطة المغربية فى مجال حقوق المرأة «فاطمة حداد» عن هذا الشهر الكريم واستعدادات الأسر المغربية له: تبدأ النساء بالمغرب فى الاستعداد لشهر رمضان الأبرك كما تقول منذ بداية شهر شعبان بتنظيف المنازل وشراء الأثاث الجديد ، وشراء وإعداد الملابس الخاصة بالشهر الكريم ، كالجلاب والقفطان المغربى التقليدى ، هذا بجانب الأوانى الجديدة ، ولدينا تهانى خاصة بالشهر الكريم نتبادلها بمجرد مطلعه حيث تقول «عواشر مبروكة» باللغة العامية المغربية وهى تعنى أيام مباركة وتعود هنا على عشر الرحمة وعشر المغفرة وعشر العتق من النار المعروف بها رمضان ، ويبدأ الشهر الكريم فتزادن المحال التجارية استعداداً له ، وهناك محال تفتح أبوابها للبيع والشراء فقط فى رمضان ، كمحال التمور والحلويات والعصائر والتوابل ، كما تشتهر المغرب بتنظيم الدروس الحسينية الرمضاية فى فترة ما بين صلاة العصر والمغرب ويشارك فى هذه الدروس علماء وفقهاء من كافة أنحاء الدولة كما يحضرها جلالة الملك ، ويلاحظ هنا أن بعد صلاة العشاء والتراويح يقصد الناس المقاهى ويتبادلون الزيارات العائلية مع الأصدقاء ، وفيها تتداول أكواب الشاى وأنواع الحلوى ويتم متابعة المسلسلات والأفلام ، كما تقام سهرات وحفلات وأمسيات فى الأماكن العامة حتى قرب موعد الفجر وتضيف : ويمتاز رمضان بالمغرب باهتمام الكثيرين بتنظيم معارض للزى التقليدى المغربى لأنه يستخدم بكثرة فى الخروجات خلال الشهر الكريم وكذلك خلال عيد الفطر ،كما تعنى جمعيات المجتمع المدنى والزوايا بتنظيم أمسيات دينية للمديح وندوات وحلقات للوعظ والإرشاد.
ويلاحظ هنا أن شهر رمضان المبارك لا يمكن وأن يمر عند المغاربة فى كل مدينة دون الاستماع لأغانى «النفار» المسحراتى والذى يلف هذه المدن والأحياء ويجمع الأطفال حوله ليستمعوا للموروث الشعبى الأصيل ، وليقوم بدوره الإعتيادى فى إيقاظ الناس للسحور وتنبيه الصائمين ببدء يوم جديد للصيام ، بل ويبشرهم أيضا بأغانيه بقدوم عيد الفطر .
- وماذا عن مائدة الإفطار المغربية؟
هى مائدة متنوعة تضم الأطعمة الحلوة والمالحة ، وأهم ما يميزها شوربة «الحريرة» والتى تعد سيدة المائدة الرمضانية بامتياز ، والشباكية والتمر والسفوف والفطائر بأنواعها والسمك والبيض المسلوق ، كما أن للحلويات الرمضانية نكهة ووجود قوى عليها ، ويلاحظ أنه رغم توحد المغاربة حول أكلات بعينها خلال هذا الشهر الكريم ، إلا أن هناك أكلات تختلف من منطقة لأخرى ومن الشرق للغرب ، لذا فالعائلات تتبادل هذه الأكلات من مدينة لأخرى ، كما يبعثوا بها لذويهم بدول المهجر سواء عبر البريد أو شركات النقل أو الحافلات الخاصة والتى تصل إلى بعض مناطق أوروبا.
الموشحات ومواكب الخطبة
ومن المغرب لتونس لا تختلف بهجة رمضان سوى فى بعض مظاهر الاحتفال ، وكما تقول «سليمى مجلدى»: من العادات البارزة خلال شهر رمضان حرص بعض أصحاب المحال والمخابز على تنويع أشكال وأصناف الخبز المحلى الذى يتم إعداده ، فيعد الخبز بحبات البسياس وحبة البركة ، كما تغير بعض المحال من أنشطتها لتعرض مواد غذائية خاصة بهذا الشهر الكريم كالملسوقة وهى ورقة من العجين تستخدم لتحضير البريك والحلويات ، وكما هى العادة فى الشهر الكريم تكثر تبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء ولابد وأن يعد فيها أصناف متنوعة من الحلوى كما تقدم من خلالها أكواب الشاى بالصنوبر والشاى الأخضر المنعنع والقهوة المطحونة ، وإذا نظرنا لمائدة الإفطار التونسية فنجد عليها العديد من الأطباق التونسية الأصيلة كالرفيسة وهى تعد من الأرز المطبوخ بالتمر والزبيب وكذلك «المدموجة» وهى ورقة من العجين المقلى والمحشو بالتمر والسكر ، هذا بجانب «العصيدة» وهى تعد على المائدة التونسية فى الشهال الغربى لتونس ، ويتم إعدادها من الدقيق والعسل والسمن ، فى حين أن بعض أهالى المناطق الجنوبية يطبخون «اكبرلوكش» وهو دقيق يطبخ بأنواع مختلفة من الخضراوات ، ومن أشهى أشهر الأطباق التونسية التى لابد وأن تتصدر المائدة ، طبق «البريك» وهو يشبه السمبوسة ويعد من أوراق الجلاش ويحشى بالدجاج واللحم ، هذا بجانب الحساء وبالأخص «حساء الفريك بالدجاج أو اللحم ، والطواجن بأنواعها .
وتضيف : أما عن احتفالات الشهر الكريم فهناك بجانب موائد الطعام الليالى الحافلة بالموشحات الدينية ، ومواكب الخطبة والتى تقام لمن تمت خطبتهن حيث تقدم لهن الهدايا فى العادة فى ليلة 27 رمضان ، كما تضاء واجهات المقاهى وقاعات الحفلات ، وتحرص الأحياء التراثية العريقة على بيع الحلوى التقليدية والتى تشتهر بها تونس للمارة ، ومنها الزلابية والمخارق والذى يعد من مشتقات القمح والعسل والجلجلان على شكل قطع مستديرة ومستطيلة ومشبكة .
ساحة النقاش