ظلمونى.. وقالوا إننى مزواجة «2»

كتبت :سكينة السادات

حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من قصة.. قارئتى ياسمين الجميلة (44 سنة) مدرسة اللغة الفرنسية التى تزوجت من ابن عمتها الضابط بالقوات المسلحة بين فرح أسرتها وسعادتها هى وهو حيث كان يجمعهما الحب منذ الطفولة لكنها فوجئت بعد حملها الأول بالنزف المفاجئ يقضى على جنينها ثم حملت للمرة الثانية والثالثة وحدث نفس الشىء وبالعرض على أكبر أطباء أمراض النساء والولادة فى مصر فكان أن أعطاها «كورس» علاج وأدوية وحقن لكن للأسف لم يتحمل رحمها العلاج فقد كان رحما عنيدا ضعيفا طفيليا فصار النزف دائما بحمل وبدون حمل حتى وهنت صحتها وأصابها هبوط فى الدورة الدموية الذى هدد حياتها عدة مرات وعندما عاد زوجها من الجبهة حيث كان يعمل بالجيش قرر هو وأسرتها أن يضحوا بالرحم العنيد فى مقابل حياتها التى هددها النزف الذى لم يستطع أحد أن يوقفه!

 

وتستطرد قارئتى ياسمين.. كنت يا سيدتى فى ذاك الوقت فى الرابعة والعشرين من عمرى، ولما كانت المصائب لا تأتى فرادى فقد كانت الطامة الكبرى عندما جاءنا نبأ استشهاد زوجى وحبيبى وابن عمتى ونقاوة عينى على الجبهة فى إحدى المناورات الحربية وانهارت حياتى تماما، وانهارت سعادة الأسرة كلها فقد كنا أنا وهو موضع سعادة وفخر الأسرة كلها وأغلقت شقتى الجديدة الفاخرة وعدت للحياة مع أبى وأمى ومرت ثلاث سنوات تعرضت فيها لكثير من الانهيارات النفسية والعصبية ووجدت أمى تقول لى ذات يوم:

- عمتك (أم زوجى الفقيد) تقول إنها ترى أن تتزوجى ولن تكون (زعلانة) لأنها سنة الحياة!

وخطبنى رجل أعمال كان مرتبطا بأسرة أمى وكلهم تجار كبار فى السوق وقال لخالتى إنه رآنى وانبهر بجمالى وأنه يود أن يتزوجنى ويدفع كل ما عنده!

وتستطرد ياسمين.. كنت منهارة نفسيا وشجعتنى عمتى وأمى وأبى على الزواج مرة أخرى سيما وأنه كان متزوجا وله ثلاثة أطفال ولم اشترط عليه أن يطلق زوجته من أجل الأولاد ذلك لأننى أفرغ أمومتى فى طالباتى فى المدرسية فأرعاهن دراسيا واجتماعيا ونفسيا من الألف إلى الياء.. وتزوجته وأهدانى الكثير من المجوهرات وأثث لى شقة فاخرة رغم أن شقتى كانت موجودة ومغلقة وسافرنا لشهر العسل ثم عدنا (وعينك ما تشوف إلا النور) يا سيدتى.. بهدلة من زوجته الأولى وأهلها وتهديدات وأسحار ملقاة تحت الباب ، وعلمت أنها -أى زوجته- قد (رشت) الشغالة فوضعت لى سحرا فى الشاى وبدأت أشكو إليه مما يحدث لى فصارحنى بأنه لا يستطيع أن ينهر زوجته لأنها أم الأولاد وأنه يعذرها لأنه ظلمها بدون سبب فقلت له بهدوء وكان قد مرّ عامان أسودان على زواجنا..

- اسمع يا إيهاب لا تشتت نفسك ولا تشكو من قلة الراحة طلقنى وأنا لست غاضبة منك!! وفعلا انتهز الفرصة وطلقنى وتركت له الشقة الفاخرة ولم آخذ سوى بعض المجوهرات التى كان قد أهداها لى.

واستطردت قارئتى ياسمين.. ومر عامان آخران وأنا أعيش بين مدرستى وطالباتى الحبيبات وبيت أهلى ، وكانت عمتى قد رفضت أن تأخذ شيئا من بيتنا أنا وزوجى الأول ابنها فظلت الشقة كما هى إذ كانت أمى قد اشترتها باسمى وتقدم لى عريس يكبرنى بعشرة أعوام وكان متزوجا، وله ولدان كبيران وكان قد طلق أمهما لخلافات كثيرة ، وهذه المرة لم أقبل الزواج منه إلا بعد فترة طويلة وبعد أن وافق ولداه وكانا فى الجامعة إن ذاك وأتفقنا على أن نقيم فى شقتى القديمة ويظل ولداه فى بيته الذى غادرته مطلقته إلى بيت أسرتها!

واستطردت ياسمين.. باختصار اكتشفت أنه لا يعمل بعد أن كان لديه مشروع كبير وأفلس لسوء الإدارة واكتشفت أن الزيجة كانت بغرض الاستغلال ومن ثم فقد كنت أصرف على أولاده وعلى البيت بلا كلمة شكرا ولا كلمة طيبة (وآخرتها) علمت أنه رد زوجته إلى عصمته وأنها فى البيت مع أولادها دون أن أعلم فطلبت الطلاق وتم طلاقى منذ عامين .. ماذا أفعل الآن وهناك زوج رابع يريد أن يقترن بى؟ لقد ظلمونى وقالوا إننى مزواجة رغم أن الله يعلم أننى كنت أتمنى أن أعيش مع زوجى الأول وأنجب منه لكنها إرادة الله!

 

الجميلة ياسمين.. لا تأبهي بكلام الناس فهم يتكلمون حتى ولو لم يجدوا شيئا يتكلمون عنه ونصيحتى لك هى التروى والتروى والتروى قبل الارتباط بأى زوج مجدد وإذا لم تجد لديك القبول والرغبة فى الاستمرار معه فلا تتزوجى فلديك طالباتك وعملك وحياتك وأسرتك

المصدر: مجلة حواء -سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 593 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,964,178

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز