يوم مغفرة الذنوب

والعتق من النار

كتبت :أمل مبروك

يوم عرفة من الأيام المباركة، التى تجاب فيها الدعوات، وتقال العثرات، ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات، وهو يوم عظَّم الله أمره، ورفع على الأيام قدره.. هو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران، وفى يوم كهذا يجدر بنا أن تتعرف على فضائله وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبتهل فيه إلى الله بالدعاء؟

ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال أي آية ؟ قال: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.. وكلاهما بحمد الله لنا عيد.

وروى مسلم فى صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: "يكفر السنة الماضية والسنة القابلة"، وهذا يستحب لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.

كما أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف: ففي صحيح مسلم عن عائشة «رضي الله عنها» عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدأ من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ ".

لكل هذا ينبغي على المسلم الإكثار من الدعاء بالمعفرة والعتق في هذا اليوم، فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه: فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".

فعلى المسلم أن يتفرغ للذكر والدعاء والاستغفار في هذا اليوم العظيم، وليدع لنفسه ولِوالديْه ولأهله وللمسلمين، ولا يتعدى في عدائه، ولا يستبطئ الإجابة، ويلح في الدعاء، فطوبى لعبد فقه الدعاء في يوم الدعاء.

ومن آداب الدعاء في هذا اليوم أن تقف مثل الرسول صلى الله عليه وسلم مستقبلاً القبلة رافعاً يديك إلى صدرك، متضرعاً إلى ربك معترفاً بتقصيرك في حقه، عازماً على التوبة الصادقة.

بين الخوف والرجاء

ومن لم يسبق له الذهاب إلى الكعبة المشرفة ربما يتساءل عن مشاعر الواقفين بها ، إن منهم من يغلب عليه الخوف أو الحياء من الخالق العظيم الذى قصر كثيرا فى عبادته وشكره على نعمه التى لاتعد ولاتحصى، ومنهم من يغلب عليه الرجاء والأمل فى رحمة الله الواسعة : قال عبدالله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تذرفان فالتفتَ إلي، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً ؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.

إن العبد فى هذا الموقف يكون بين حالين : خوف صادق ورجاء محمود، أما الخوف الصادق فهو الذي يحول بين صاحبه وبين حرمات الله تعالى، فإذا زاد عن ذلك خيف منه اليأس والقنوط، وأما الرجاء المحمود فهو رجاء عبد عمل بطاعة الله على نور وبصيرة من الله، فهو راج لثواب الله، أو عبد أذنب ذنباً ثم تاب منه ورجع إلى الله، فهو راج لمغفرته وعفوه.. قال تعالى: "إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ".

هنيئاً لمن وقف بعرفة، ونرجو أن يكتب الله لنا الوقوف به وأن يقبل دعاءنا جميعا : اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل بلاء عافية، اللهم أنت ملاذنا وعياذنا، وعليك اتكالنا، فاحفظ مصر من كل سوء ومكروه ، واجعلها في أمانك وإحسانك يا كريم يا رحيم، اللهم ارزقنا الأمن والوحدة والاستقرار، واكشف عنا غمة تفرقنا ، واطفيء جمرة الفتنة وشرارة الفوضي ونار الاصطدام.. اللهم آمين يارب العالمين

المصدر: مجلة حواء -أمل مبروك
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 879 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,829,649

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز