تقديم النجوم للبرامج
افلاس أم سبوبه
كتبت منال عثمان
حقيقة الأمر تقديم النجوم للبرامج ليس أمرا جديدا بل فكرة دائما معروضة للطرح منذ أن كان التليفزيون المصرى أبيض وأسود..وتعتمد بشكل خاص على نجومية النجم أو النجمة ووزنه العاطفى فى السوق- إن صح التعبير-ففى الذاكرة الأرشيفية للتليفزيون توجد العديد من البرامج الشهيرة منها ما كانت تقدمه النجمة "ليلى طاهر" وهو برنامج اسمه(البيانو الأبيض)،وأيضا برنامج للنجمة "نيللى" وقد شاركها تقديمه "سمير صبرى" واستضافت فيه عمالقة الفن وكانت أشهر حلقاته مع العندليب الراحل "عبد الحليم حافظ" وكان يرصد يوما فى حياة الفنان
النجمة "ميرفت أمين" قدمت فى بدايتها للتليفزيون برنامج اسمه (هنا القاهرة) واستضافت فيه كل النجوم واكتسب البرنامج من هدوء وجمال ميرفت الكثير لذا منذ مواسم قليلة عاودت ميرفت الكرة وقدمت مع زميلتها "دلال عبد العزيز" برنامجا ناجحا مرة أخرى اسمه (مساء الجمال مع ميرفت ودلال )وكان لفضائية الحياة..ما أقصد أن أقوله أن الأمر كان ممكن تنفيذه لكن فى أقل حيز..فالنجم خصوصا السينمائى فى الزمن البعيد كان دائما ما يحافظ على مساحة الشوق والوحشة بينه وبين جماهيره فلا يقترب من التليفزيون حتى فى أعمال درامية إلا على فترات بعيدة ولم يكن المقابل المادى أيضا يشجعه لكن ذهبت أيام زمان وتغير الحال..
دارك.. و بالعربى
فعلا تغير الحال كثيرا فى الفترة الأخيرة وكان المدخل لهذا الانتشار الهائل للنجوم على الشاشات الفضائية برامج سريعة لشهر رمضان حيث تستضيف النجمة أشهر الطهاة لعمل الوجبات الرمضانية ..وقد قدمتها أكثر من نجمة" غادة عبد الرازق،و ريهام عبد الغفور.." وغيرهما،أما المدخل الآخر فكان التخصص فقدم "نور الشريف" بخبرته السينمائية الهائلة برنامجا مهما على شاشة دريم اسمه (مع نور الشريف)، وتعددت البرامج للنجوم مع تغير حال السينما بشكل كبير ولم تعد تشكل الحلم الوردى فى حين أن هناك برامج الاقتراب منها وتقديمها كله فوائد خصوصا لنجوم موقعها السينمائى بارز للغاية ..فمثلا اعتمدت "يسرا"على جماهيريتها وقدمت برنامجا اسمه (بالعربى) فى التليفزيون المصرى،وقد تكون موافقتها هذه إما للخروج من الشرنقة أو إعجابا بالفكرة التى تعتمد على زيارات لبلدان العالم.. أما"أحمد آدم" والذى قدم برنامج(آدم شو)على فضائية الحياة وناقش فيه الظواهر الاجتماعية فإنه لم يكتف بهذا بل قدم أيضا (آدم فى تركيا)، وحقيقة يبدو أن فضائية الحياة من ضمن خطتها سنويا برنامج لنجم أو نجمة ..فقد قدم أيضا على شاشتها "أشرف عبد الباقى" برنامجه الذى لم تخرج فكرته عن استضافة زملائه ومحاولاته لاستجلاب ذكرياتهم برنامج (دارك)، الحقيقة أن الأمر لم يعد مجرد فكرة مطروحة فى الاستعانة بنجم لتقديم برنامج مثلما كان الحال "زمان" بل أصبحت ظاهرة فرضت وجودها بقوة واستمراريتها دائمة لأن موافقة النجوم دائما حاضرة ..فوجوده السينمائى لم يعد يكفل له نجومية كريمة -إن صح التعبير- وابتعاده قد يضعه على حافة النسيان.. ناهيك عن ضرورة وجود أموال تحافظ له على حياته وتكاليفها ونعنى بها باللغة الدارجة الآن (سبوبة) ..لكن الحقيقة لم نفهم ما هى الضرورة الملحة مثلا لنجمة غناء بحجم"أصالة" لتقديم برنامجها (صولا) والذى تستضيف فيه زملاءها ليغنوا معها، وأصالة معروف من هى فى ساحة الغناء..ومثلها "لطيفة" فى برنامجها(يلا نغنى)..فلو كانت هناك ضرورة للمال فحفلتين بالخليج يكفيان .
هنيدى .. مذيع
وبعد "أشرف وآدم" وهذا الغزو لنجوم الكوميديا فى تقديم البرامج على الفضائيات قدم مؤخرا "هانى رمزى" (الليلة مع هانى) واكتسب هذا البرنامج ردود أفعال هائلة مع قدرة هانى على الاقتراب من الظروف الحالية بشكل ضاحك ليأتى النجم الكوميدى "محمد هنيدى" ويقرر أن يدخل الحلبة ببرنامج البعض يراه أنه شائك فى فكرته برنامج (لحظة شك) وهو النسخة المصرية لبرنامج مسابقات عالمى.. أما عن سبب تشكك البعض فيرجع إلى أن البرنامج صعب ولا يحتاج قبول هنيدى وجماهيريته فقط كذلك فليس له أية صلة بشكل مباشر بالفن لكن هنيدى أقدم على التجربة ولا نعرف هل هى من باب المغامرة أم سبوبة مع القناة السعودية الشهيرة أم لم يعد لديه جديد..... إنه سؤال لكل النجوم الذين أقدموا على تقديم البرامج {
منــال عثمان الفن لحطة بوفاة الفنان المخرج الكبير "مدكور ثابت" العميد لمعهد السينما تنطوى صفحة سينمائية براقة شديدة الثقافة والإطلاع وصاحب الآراء الحرة الوطنية والاتجاهات الجريئة فى فن السينما ..تتلمذ على يديه العديد من النجوم الذين يدينون له بالولاء الشديد ويؤكدون أنه فتح أمامهم آفاقا فنية لم يكن من المتاح لهم الاقتراب منها دون أن يؤشّر عليها الدكتور مدكور ..زامل العديد من الأسماء المهمة فى أكاديمية الفنون ويأتى على رأسها النجم "نور الشريف،والدكتور سناء شافع، وجلال الشرقاوى،..." وغيرهم، وقد عرف دائما عن مدكور ثابت واهتمامه البالغ بالمجلات السينمائية المتخصصة والدوريات الشهرية السينمائية التى تصدرها (سينماتيك) ،وقد روى لى يوما المخرج السينمائى الكبير "سعيد مرزوق" شفاه الله أنهم -جيل مدكور- كانوا يجتمعون فى مكتبه كل أربعاء من الأسبوع الأول من كل شهر وكانت مناقشاته السينمائية فى غاية المتعة بالنسبة لهم وكان من باب المداعبة يُهدر دم من يتأخر فى إعاده أيه مطبوعة سينمائية يستعيرها منه،ومع انتشار الانترنت كان مدكور ثابت فى صفحته الخاصة على حسابه يقدم يوميا أو أسبوعيا درسا سينمائيا بليغا لمن يهوى السينما وقد تعدى أصدقاؤه على الصفحة الــ20 ألف من محبى مدكور والسينما ،ومع قيام ثور يناير كان لمدكور ثابت آراء رائعة ومناقشات فما من حادث وقع إلا وناقشه ببلاغته المعروفة ،وبرحيله إثر أزمة قلبية ستفقد السينما ومحبوه ومريديه وأصدقاؤه شخصية رائعة سنتبين مع الوقت روعتها..فمدكور كان رجلا وفنانا وأستاذا ومعلما وصديقا ومثقفا ووطنيا لن يمر على مصر مرور الكرام أبدا وسيذكره التاريخ
ساحة النقاش