ابتكار يستحق التقدير ..!

كتبت نبيله حافظ

وسط الصراع الدائر الآن في الشارع المصري بين التيارات السياسية والسلطة الحاكمة علي أسلوب إدارة شئون البلاد ..ووسط الاحتقان الشديد لدى الإنسان المصري البسيط المطحون والمكوي بلهيب أسعار المعيشة والناقم على آداء الحكومة الحالية باتت الحياة بشكلها الحالي للكثيرين مظلمة لا أمل فيها ولكن وسط عتمة الحياة يبزغ نور الأمل في المستقبل ..نور يشرق من داخل عقول ذكية وقلوب عامرة بحب هذا الوطن لأبناء هذه الأرض الطيبة ، أبناء مخلصين لم تلهيهم السلطة وبريق المناصب وهوس الظهور في وسائل الإعلام للتنظير والحديث في الفاضي والمليان ..وكل ما كان يشغلهم خدمة الوطن وعلاجه من العلل والأمراض التي أصابته وأنهكت جسده ..أبناء أوفياء شغلهم الشاغل في الحياة تقديم الغالي والثمين لمصر الحبيبة لكي تجتاز محنتها وتقوم من كبوتها بسلام وأمان ..شباب مثل الورد وضعوا أمام أعينهم مشكلا ت الوطن وبكل إصرار وتحد ابتكروا الحلول وصنعوا المعجزات والعبرة هنا ليست بالكلام ولكن بالأفعال الموجودة على أرض الواقع وبالنتائج الطيبة الملموسة من جانب الجميع .

النماذج أمام أعيننا كثيرة لتلك العقول الذكية التي تحمل معها الأمل لنا جميعا وأمام هذه العقول نتوقف مع ابتكار المهندس الشاب عبد المنعم الصاوي المعيد بكلية الهندسة جامعة القاهرة..هذا المهندس ابتكر فكرة مشروع قومي لعلاج مشاكل السكك الحديدية المصرية في عام واحد ودون تكلفة تذكر ولن تتحمل الدولة في تكلفته شيئا .. وفكرة المشروع بسيطة للغاية فهي ترتكز على توجيه كل كليات الهندسة بالجامعات المصرية .. بأقسام الكهرباء والإكترونيات والحاسبات والتحكم - ومن خلال هيئة تدريسها - أن يكون مشروع التخرج للطلبة عن صناعة المزلقانات على أن يقوم كل طالب بدراسة المزلقانات في محافظته ويصمم مشروعه الميداني على أساسها وذلك ليس من أجل حل مشكلة السكك الحديدية المصرية فحسب بل من أجل تفعيل المشاركة المجتمعية الفعالة وربط الطلبة بالواقع وتفعيل إحساسهم بأنهم ساهموا فعلا في تطوير بلدهم وهم قادرون على تحمل المسئولية لأنهم جيل المستقبل الذي يحمل الأمل المشرق لمصر.

الابتكار فكرته رائعة وجميلة وأجمل ما فيه أنه يربط الجامعات المصرية بالمشاكل الموجودة على أرض الواقع ويجعل لها دورا بارزا في حلها بأفضل وأحدث الطرق العلمية و بأيدي أبنائها الطلبة وهو استثمار جيد لطاقات الشباب التي كانت تهدر في مشروعات لا جدوى منها على الإطلاق

مشروع المهندس عبد المنعم الصاوي يجب ألا يصبح مجرد فكرة على الورق بل يحتاج إلي غطاء سياسي من الحكومة لكي يعامل بجدية من جانب أجهزة الدولة المعنية بتنفيذه وهذه الأجهزة ممثله في وزارة النقل والمواصلات ووزارة الكهرباء فعلي هاتين الجهتين تكوين هيئه مسئولة عن تنفيذ هذا المشروع بدلا من البحث عن شركات أجنبيه تتولي الإنفاق عليه وتنفيذه فالمشروع لا يحتاج إلى تمويل مالي ضخم ولن يكلف الدولة كثيرا ولكنه في النهاية سيحقق لها مزايا كبيرة ويحقق الحلم الذي نتمناه لمستقبل السكك الحديدية

وصاحب الفكرة لم يتوقف أمام المضمون وطرق التنفيذ فقط بل أضاف إليها بعداً آخر وهو فكرة تعيين الطلاب الذين قاموا بهذه المشروعات في هيئة جديدة يتم تكوينها وتسمي هيئة تطوير السكك الحديدية وفيها يكمل شباب مصر أصحاب العقول الذكية طريقهم في التطوير داخل هذا القطاع الحيوي والهام في حياة المصريين