كتبت :اميرة اسماعيل
هى .. زوجة حائرة بين ما تنفذه وفق خبرات ونصائح أمها التى تؤمن أنها دليلها العظيم فى إدارة شئونها خصوصا وهى حديثة الزواج..
هو .. يرى محاصرة حماته فى كلمات ومواقف زوجته ويكاد يفقد أعصابه منها فهى لا تتصرف بمفردها ويجب أن ترجع لاستشارة والدتها !! وبين هى وهو ... مشكلات ومواقف حاولت "حواء" إلقاء الضوء عليها علنا نصل لأرض وسط نتفق فيها من أجل استمرار الأسرة.. >>
تقول رنا السيد (28سنة) طبيبة : كيف لا يمكننى الاستعانة بأمى فى حل المشكلات بينى وبين زوجى ورغم أننى حاولت إخفاء مساعدتها لى فى حل خلافاتى معه إلا أن زوجى استشعر لجوئى لها وهو ما سبب فجوة فى التعامل بينهما ورغم ذلك مازلت استشير أمى فهى أفضل "مساعد" لى فى حياتى.
"كيف لا أعتمد على أمى وأنا ابنتها الوحيدة وكل حياتها " هذا ما أشارت إليه "مى. م" (24سنة), وتستكمل قائلة :لا أرى عيبا فى ذلك فالأم هى الأكثر حرصا على استقرار ابنتها ولكن هناك أمهات يجهلن الطريقة فقد يؤدى تدخلها إلى نشوب مشكلات أكثر قد تصل -أحيانا - إلى الانفصال بسبب تدخلها فى أمور بين ابنتها وزوجها.
تدخل دائم
"الزوجة الذكية هى التى تتعامل مع مشكلاتها وعثراتها وتستعين بأمها فى أمور معينة ولا تدفعها للاندماج فى حياتها" هذا ما أكدته أميمة سامى (40سنة) ربة منزل: وتوضح أن تواجد الأم المستمر يخلق مشكلة أخرى , وتظهر مشكلة الحماة والخلاف مع الزوج وبدلا من أن تستعين بها ستصبح "عائقا" بينها وبين زوجها!!
وتطرح علا عبد الحليم (35سنة)موظفة: تساؤلا, أليس من الأفضل الاستعانة بخبرة أمى بدلا من نصائح صديقاتى التى لا أعلم نتيجتها أو الغرض منها؟! وتقول لقد حاولت كثيرا الموازنة بين ما آخذه من نصائح وبين خلافاتى مع زوجى وليس هناك قاعدة ثابتة لنصيحة أو موقف معين ولكنى أرى أن الابتعاد قدر الإمكان عن التدخل فى حياة أى زوجين هو الأفضل حتى يتعلما إدارة شئونهم الخاصة.
حياة أفضل
"لولا تدخل حماتى المستمر .. لكانت حياتى أفضل مع زوجتى" بتلك الكلمات القليلة أكد أحمد على (34سنة) موظف , أن تدخل الأم فى حياة ابنتها قد تحولها لجحيم وهذا هو حاله , وأضاف قد يؤدى هذا التدخل لانهيار الأسرة بأكملها وسيكون السبب "الأم".
بينما يرى هانى محمود (38سنة)طبيب:ان تدخل الام فى حدود تهدئه الامور ونصح ابنتها بحسن طاعة ومعاملة زوجها هو امر ايجابى وهو جانب أيضا من والدة الزوج التى يجب ان تتعامل بالحسنى فقط وغير تلك الحدود ستكون نتائج عكسية وغير مرضية لاى طرف!
"اى فتاة تلجا لأمها بكل مشاكلها .. هى شخصية غير مسئولة" هذا ما يراه سمير السيد (28سنة)كيمائى, فيجب ان تحرص الام على تنبيه ابنتها بما يجب التحدث عنه وما يجب ان تتعامل معه بالاستعانة بزوجها فالخبرة الحياتية ستعلم كلاهما كيف يصلا لبر الامان دون تشوية صورة الام لدى الزوج , لانها ستكون من وجه نظره سبب تضخم المشكلة بل هى المشكلة ذاتها!
الحوار المتبادل
ويرى الدكتور عبد النعيم عرفة مدرس الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الأزهر.. أن المشكلة تكمن فى تحليل وفهم الحوار المتبادل بين الزوجة وأمها وكذلك بين الزوجة مع زوجها فلو استمعت الزوجة بتروى لكلام زوجها وبدأت فى تقييمه بنفسها لاتضحت الأمور لها ولم تعد فى حاجة لتدخل طرف ثالث بينهما.
وفى حالة الاستعانة بنصائح الأم يجب عليها أولا استيعاب ما تقوله الأم ولا تأخذ الأمور على علتها وهذه أزمة منتشرة جدا وهى عدم الاستماع للآخر بطريقة سليمة وعدم الاهتمام بوجهات النظر الأخرى والتعصب لرأى الأم من منطلق الارتباط بها وأنها تخشى عليها وهذا أمر غير صحيح فى كل الأحوال .. فالزوج والزوجة علاقتهما مقدسة لابد أن تحترم خصوصياتها حتى مع أقرب الناس.
من ناحية أخرى تقول الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعي : إن تدخل الأم له جانبان إيجابى وآخر سلبى .. فالإيجابى معروف بحكم تجربة الأم وعاطفتها نحو ابنتها التى تجعلها دائمة الإرشاد وتوجيه النصيحة،والجانب السلبى هو ما لا يطيقه الزوج إلى الحد الذى يصل لقرار الانفصال فهو يشعر أنه غير متواجد فى حياة زوجته بالشكل الذى يتيح له السيطرة على حياتهما معا.
وتضيف الدكتورة سوسن فايد أن من أسباب تدخل أم الزوجة فى حياة ابنتها هى قوة شخصية الأم فى المقام الأول بالإضافة إلى لين أو ضعف شخصية الزوج والزوجة معا مما يتيح للأم التواجد وبشكل كبير ، ولا ننكر أن عاطفة الأم نحو ابنتها هى عامل محرك لهذا الأمر وحتى يتم معالجة هذا الأمر يمكن للزوجين التحدث بشكل مباشر مع الأم حتى يكون تدخلها بشكل لائق ومناسب وسيساعد على حدوث ذلك تجاوز الأزواج لمشكلاتهما سويا مع مراعاة أخذ المشورة من الأم فى أمور ما حتى لا تشعر أنها مهملة فى حياتهما ، وكلما كانت الزوجة أكثر حكمة فيما تنقله لوالدتها فهى فى أمان مع زوجها وأسرتها وأيضا فى اطمئنان لنصح أمها
ساحة النقاش