كتبت : نجلاء ابو زيد
تعلمنا تجارب الآخرين الكثير من الدروس إذا انتبهنا لها ، ومؤخرا تابعت تجربة رجل مصرى عاش بإحدى دول الخليج ما يتجاوز الثلاثين عاما وترك أسرته بالقاهرة وتمكن من خلال عمله شراء الشقق والأراضى ، وعندما اشتد عليه المرض عاد للقاهرة فلم يتحمله أحد لأنه لم يكن يوما على وفاق مع زو جته وأبنائه ووصل بهم الحال لنقله لمستشفى حكومى ليلقى ربه هناك وسط شجار أبنائه وشكواهم من عدم توافر سيولة معهم ، وانتهى الأمر بأن تكفل أحد الأقارب بمصاريف الدفن صدقة ، أبكى هذا الموقف كل المتابعين للقصة لأنه من وجهة نظر الجميع لا يستحق ما فعله معه أبناؤه ، فهو لم يبخل على أحد يوما لكنه كما أرى بخل على نفسه عندما وجه طاقته لشراء الشقق ولم يعلمهم حق الوالدين ، لقد تركهم صغارا وللأسف حصد ما زرعه عقب سنوات غربة وفكرت فيما حدث ووجدت أن لأولادنا علينا حق التربية لأنهم كنز منحه الله لنا وأن إهملنا تربيتهم فى الصغر سنحصد العلقم فى الكبر، فالحب والارتباط بين الأب وأبنائه لا يأتى بشهادة الميلاد لكن بالأيام والتعب معهم والسهر على راحتهم وتحقيق الرفاهية المادية لا يضمن حبهم أبدا ، لكن التربية تأتى فى المقدمة فلنأخذ من تجربة هذا الرجل العظة حتى نحسن جميعا تربية أبنائنا لأننا نحصد ما نزرع
ساحة النقاش