باسم الإسلام
كتب : محمد الحمامصي
رحمه الله وغفر له ذنوبه، كان خطيبا لا يشق له غبار، إذا صعد المنبر من يوم الجمعة في جامع العمري أكبر جوامع مدينة أخميم أو أي جامع آخر هز أرجاء الجامع ونفض أجساد البسطاء وأبكى عيونهم، حتى إذا نزل وسار بين الناس حرض على هذا وأوقع بين هذا وذاك، ودس بين الأسر والعائلات وتلصص وسرق واحتال وكذب ونافق.
رحمه الله عاش ومات محملا بجريمة استغلال كلام الله وسنة ورسوله صلى الله عليه وسلم، وخلف من ورائه سيرة حافلة بالحكايات والنكات والمؤامرات الباكيات المضحكات، إذ لم يكن يتورع أن يهبط على حقل أو حديقة أو محل لكي يتسول، ولم يكن يخش الله في أكل مال يتيم أو يقرض ماله للفقراء بالربا، على الرغم من أنه كان لديه من وراء ذلك ثروة هائلة، إلا أن الطمع والجشع كان يمد له في غيه وانحرافه مدا.
ظلم أخوته وأخواته واستحوذ على إرثهم، استغل جهل أبيه وتعاليه وتكبره، فدس لهذا وذاك من أخوته.
أقول هذا وكنت شاهد على هذا الشيخ المعمعم، لكي أؤكد أن ليس كل من صعد المنبر وتكلم باسم الله ورسوله العظيم شريفا أو أمينا أو نزيها أو صادقا مع الله وعباده، يتلاعب بكلام الله وسنة رسوله كما يتلاعب التاجر الغشاش معدوم الدين والخلق والضمير ببضاعته، يحلل ويفسر وفقا لما يمليه عليه شيطانه، أعمى البصر والبصيرة، يظن أنه بمنأى عن حساب الله دنيا وآخرة، لكن هيهات.
لقد جرسه الله وفضحه في الدنيا فكانت سيرته حيا وميتا مجال تندر وسخرية وتهكم ولعنة وشتائم، تتسلى بها الناس على المقاهي والغرز وفي أماكن العمل والجلسات العائلية في البيوت..
مات، فاذكروا محاسن موتاكم، نعم رحمه الله، فقط جئت على ذكره لأذكّر الفاسدين المفسدين، المنحرفين عقليا ووجدانيا من شيوخ ودعاة الفتنة والمذهبية والطائفية الذين يسعون في الأرض العربية والمصرية خرابا، وقد وسوس لهم شيطانهم أنهم ينصرون دين الله، والله ودينه من براء، هؤلاء الذين أصبح الكفر على ألسنتهم كاللبان، يمضغونه على كل منبر وفي كل تجمع، يكفرون المصريين ويدعون عليهم أذكرهم أنهم سيلعنون إن لم يكونوا لعنوا بالفعل على ما يرتكبونه من جرائم ضد الإسلام والمسلمين، ضد مصر والمصريين.
لينظر هؤلاء المنحرفين بدين الله عن ثوابته وقيمه الصحيحة إلى قلوبهم وما تحمله من سواد وغل وحقد يتجلى واضحا في وجوههم وما تنطق به أفواههم من بغضاء وكراهية وحض على القتل، وما يرتكب بإذن من فتاويهم من جرائم تملأ خارطة الوطن العربي بالدم المسلم.
ليتغمدنا الله برحمته ويغيثنا ويحفظنا ويحفظ وطننا من الثعالب الضالة المضللة التي ترتدي رداء الدين، وتسعى بين الناس بالفتنة
ساحة النقاش