كتبت نجلاء أبوزيد

مستقبل الأولاد مهم لكن حياتهم أهم , خليها على الله بلاش يروحوا الجامعة لحد الأمور ما تهدى ,السنة هاتضيع مش مهم ,لا يروحوا ويبعدوا عن المظاهرات , عبارات تتكرر فى كل بيت ترصد مخاوف حقيقية تعيشها الأسرة المصرية التى لديها أبناء فى الجامعة أو تلاميذ فى مناطق ساخنة عرضة لأحداث عنف مفاجئة بلا مبرر

وحول معاناة الأهالى وكيف يتصرفون وما يقدمه المتخصصون من نصائح للتعامل مع هذه الفترة من عمر مصر كان هذا التحقيق

 

 

 محمود عبد العظيم موظف يقول :بدأت ابنتي الكبرى عامها الأول فى الجامعة فى وسط هذه الأجواء وفكرت فى إجبارها على عدم الذهاب لكنى تراجعت فهذا أول عام جامعى فى حياتها لذلك أذهب معها وأحيانا أنتظرها على باب الجامعة وإذا زادت المظاهرات اتصل بها لتخرج من أى باب بعيداً عن المظاهرات وللأسف أشعر أن جامعة القاهرة التى درست بها  وتدرس بها ابنتى تغيرت وفقدت قدسيتها بسبب أحداث الشغب التى لا تشبه أى مظاهرات شاركت فيها خلال دراستى لكن أحاول قدر استطاعتى تأمين حياه ابنتى ومستقبلها بالذهاب ولو يومين كل أسبوع حتى تنتهى هذه الأحداث

القرار الصعب

 

غادة محمود ربة بيت تقول: فى البداية رفضت ذهاب ابنتى لدراستها فى جامعة عين شمس لأنها ضعيفة وتعانى مرض السكر وخفت يؤذيها الغاز المسيل للدموع لكن بعد فترة وجدت زميلاتها يذهبن وبمجرد بدأ المظاهرات يتركن الجامعة فبدأت أسمح لها لكنى أظل فى قلق حتى تعود، القرار صعب قوى بين مستقبل ولادنا وحياتهم لكن نعمل إيه الدراسة لا تنتظر احد والحارس ربنا لكن لازم تحافظ الجامعة على حياة أولادنا

 

دوريات منتظمة

تتفق معها صفيه إبراهيم مدرسة قائلة : السنة الدراسية هذا العام صعبة على الجميع لكن لازم نستمر وأنا شخصيا أقنع زملاء أولادى بالذهاب للجامعة لإن انتظام الدراسة هو السبيل الوحيد لتوقف الشغب فعندما يشعر من يهدمون قدسية الجامعة بهذا التخريب إن أفعالهم لم توقف الدراسة سيذهبون لمكان آخر  وعندى أقارب بجوار الاتحادية وجامعة الأزهر لا يجعلون أولادهم يذهبون للمدرسة خوفا من أى عنف مفاجىء ويستبدلون المدرسة بالدروس وذلك لشعورهم بأنه لا توجد حماية حقيقية لهذه المدارس ففى بداية العام الدراسى كانت هناك دوريات منتظمة حول المدارس لكن مع زيادة حدة أحداث الجامعة نسيوا المدارس لذلك ألتمس لأهلهم العذر خاصة وأن المدرسين فى هذه المدارس نسبة غيابهم كبيرة

مغامرة

محمد حامد موظف يقول الدراسة فى الكليات العملية أكثر انتظاما لذلك أسمح لابنى  في صيدلة بالذهاب أما ابنتى فى اداب فلا أجعلها تذهب إلا يوماً واحداً أنتظرها خلاله على باب الجامعة لتأخذ من زميلاتها ما أخذوه ونصوره ونرحل بصراحة الوضع غير آمن بالنسبة للبنات وطالما الكلية نظرية فلا داعى للمغامرة حتى يجد المسئولون حلاً وأتوقع أن فصل بعض الطلاب سيجعل الباقين يلتزمون بالمظاهرات السلمية بعيدا عن التخريب الذى يدمر الجامعة

لكن ما مدى قناعة الطلاب بآراء أهلهم سواء بالذهاب أوالبقاء فى البيت

هدير هشام - كلية علوم عين شمس - تقول:رفضت والدتى ذهابى فى البداية لكنى أقنعتها أن كليتنا لا وقت فيها للمظاهرات بالإضافة أننى كلية عملية وتفوتنى الكثير من السكاشن وفعلا بدأت أنتظم لكن أتصل بها كل نصف ساعة ولو كنت فى محاضرة أطمئنها برسالة وأشعر أحيانا بالخوف لكن وجودى وسط زملائى وتمكننا من الخروج من الجامعة بسهوله يوم أحد المظاهرات الكبرى طمأننى أن الأمر عادى كلنا اتعودنا على الجو غير الطبيعى ده

لا أخاف

محمود أحمد كلية آداب القاهرة يقول : شاركت فى مظاهرات داخل وخارج الجامعة لكن ما يحدث الآن هو أحداث ترهيب للطلاب لذا أذهب عادى وأحضر ما أمكننى من محاضرات فلن نسمح بإغلاق الجامعة بسبب رغبة البعض فى ذلك ، والحقيقة بعض المشاركين فى التخريب يكونوا من خارج الجامعة ولا أعرف كيف يظهرون فجاه  لكن تحت أى ظرف سنتواجد وربنا يساعد أسرنا فهم مدمرون نفسيا بسبب الخوف علينا لكننا رأينا الموت كثيرا فى السنوات الأخيرة وهذه المظاهرات لن تخيفنا

ولكن ما رأى الأساتذة وهل يذهبون للجامعة

 

 

د.حنان حسن مدرس مساعد كلية الآداب جامعة عين شمس تقول:على مدى ثلاثة أعوام شهدت الجامعة الكثير من المظاهرات لكن ما نراه الآن هو الأسوأ لأن هدفها تخريبى وليس مجرد إبداء رأى وفى البداية أخذت أجازة يومين ثم قررت العودة لمحاضراتى وإذا حدثت مظاهرة ننهى المحاضرة وأنصح الطلاب بمغادرة الجامعة لكن الآن هناك سيطرة أمنية تجعلنى أشعر بالأمان

د.أحمد مختار أستاذ بتجارة المنوفية يقول أذهب للجامعة فى محاضراتى بشكل منتظم لأننا لا يجب أن نعطى من يحلمون بتعطيل الدراسة الفرصة لفعل ذلك وعندما يسوء الوضع أرحل ولكن أحضر اليوم التالى عادى

وإذا كان هذا رأى أساتذة الجامعة فما رأى المدرسين فى المناطق التى تشتد بها الأحداث فجأة

نشوى مدرسة بإحدى المدارس القريبة من رابعة العدوية تقول :فى بداية العام الدراسى كانت الشرطة تقوم بدوريات منتظمة حول المدرسة لكن الآن قلت لكن الدراسة منتظمة لأننا كمدرسين نحضر والأولاد أحيانا يتغيبون عندما تكون هناك دعوات لمظاهرات لأننا نعرف أنهم سيتوجهون لرابعة ويوم محاكمة الرئيس المعزول لم يحضر أى طالب فالمسألة مرتبطة بمخاوف الأهل لكننا نذهب بانتظام

التواجد الأمنى

وبعد الاستماع لأراء الأهالى والأساتذة كيف يحلل الأمر المتخصصون وكيف سيمر هذا العام على الأسر والطلاب

د.سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس تقول:يجب التأكيد على أن ما تعيشه مصر الآن من أحداث عنف سواء فى الجامعات أو المدارس أو فى المجتمع كله لن تكون أسوأ مما شهدناه خلال حكم الإخوان وبوصفى أستاذة جامعية ألحظ أن هناك انتظام عال من الطلاب والأساتذة مع التواجد الشرطى على أبواب الجامعة فمع بداية أحداث التخريب والعنف غير المبرر فى الجامعة اختفى الطلاب لكن عندما تواجد الأمن على أبواب الجامعة بدأنا نشعر بالأمان وانتظمت الدراسة لذا أرى أن انتظام العام الدراسى فى كل المراحل يرتبط بالتواجد الأمنى حتى تشعر الأسرة بالاطمئنان على أبنائها.

 وأضافت أنه يجب متابعة الأبناء بدقة فى هذه الفترة لأن جماعة الإخوان بدأت سياسة ملء الفراغ فبعد أن فقدت تأييد المجتمع بدأ أنصارها فى البحث عن فئات جديدة لإقناعهم بأنهم مضطهدين لذ يجب أن يغادر الطلاب مكان الدراسة بمجرد انتهائها حتى لا يتم استخدامهم فى المظاهرات التخريبية التى تحدث فى الجامعة وأضافت لقد عشت فى فرنسا لفترة وشاهدت المظاهرات هناك وكيف أن تخطى الرصيف المسموح فيه بالمظاهرة يعرضه للتساؤل وختمت حديثها مؤكدة على ضرورة توفير الأمن وعلى أن تسمح الأسر لأبنائها بالانتظام فى الدراسة لأن هذا هو الطريق لإفساد أى مخطط

مقاومة الخوف

د.سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسى يقول الخوف من تعرض الأبناء لأى سوء يدفع أولياء الأمور لمنعهم أحيانا من الذهاب للجامعة لكن عندما يرى الأهل آخرين يتركون أبناءهم يذهبون يساعدهم ذلك على القضاء على الخوف بمعنى أن المشاعر الإيجابية و السلبية تنتقل سريعا داخل نفس المجتمع لذا كلما تبادل الناس الأخبار بشأن انتظام الدراسة كلما ساعد ذلك على انتظامها والعكس صحيح وما عاناه المصريون من مشاعر خوف وقلق خلال الأعوام الماضية جعل لديهم مقدرة على تسيير حياتهم بشكل طبيعى أيا كانت الأحداث لذا نجد الأهل قلقين لكن يتركون أبناءهم يدرسون وهنا يظهر دور الأمن الذى كلما عاد بقوة أعاد الثقة فى قلوب أولياء الأمور

 

 

 

 

المصدر: مجله حواء -نجلاء ابو زيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 617 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,777,692

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز