كتبت : منار السيد

"حبيتك بالصيف ..حبيتك بالشتا" هذا ماغردته السيدة فيروز، فالحب هو الحب في جميع الفصول وليس الحب بين رجل وامرأة ، انما هو الحب بين البشر .. هوالمعاملات الانسانية  الفطرية واذابة الخلافات ..وهانحن يطل علينا فصل الشتاء الذي اختلف البعض على مايفعله بالبشر هل يدفء العلاقات الانسانية ام يبني قصور ثلجية ، ولكننا كمصريين نتمنى أن يدفء المشاعر المصرية ..لذلك نحتاج لبعض التوضيحات عن قواعد العلاقات الانسانية ومدى تأثرها بالتغيرات الفصلية لمحاولة الوصول لملامح في جسر اعادة العلاقة السوية بين  جميع المصريين .... ولعلنا نبدأ بالتعرف على مايفعله الشتاء في العلاقات الأسرية..

 

تقول أميرة حامد " 25 " عام فصل الشتاء بالنسبة لي يتميز ببرودة في المشاعر ، لأنه بصراحة تقل اتصالي بمن حولي بأصدقائي وزملائي لأنني أتميز بأنني شخصية "بيتوتية " اعشق الجلوس داخل المنزل بقصر وقت النهار أيضا في فصل الشاء ، بسبب برودة الجو وأعتقد أن الطقس البارد يعكس البرودة في تعاملنا بمن حولنا  وتعود الأمور لطبيعتها مع بداية فصل الربيع  .

 

العلاقات الأسرية

 

أما سمية صديق "ربة منزل " فتقول أعشق الشتاء فهو يعكس حالة من الدفء والامان بيني وبين ابنائي فبالرغم من أجواء البرد والمطر إلا أن أجواء البيت توحي بالسكون والطمأنينة، على عكس الصيف الذي تتوتر فيه أعصاب الفرد وتنفعل نتيجة ارتفاع درجة الحرارة ويخرج فيها الابناء ليلا ونهارا.

 

هذا على المستوي العائلي والشخصي ولكن ماذا تفعل برودة الجو في العلاقة بين المصريين......

 

برود سياسي

 

يقول ماجد سيدهم :أعتقد ان برودة الجو ستضفي نوع من أنواع الهدوء النسبي في مجتمعنا ، بتقليل المظاهرات  وبرودة الاحتكاك السياسي بين المؤيد والمعارض فيعتبر هذا الشتاء فرصة لدعم هدنة بين الطرفين .

 

ويؤكد اسلام الراي السابق حيث يقول : الشتاء فرصة جيدة لتدفئة العلاقة واذابة الخلاف بين المصريين ، فهاهي الموجة الحارة انتهت بحرارتها العالية وامواج غضبه التي اشتعلت بين المصريين ، واعتقد ان الشتاء فرصة جيدة لمحاولة لم الشمل المصري مرة آخرى.

ثقافة الطقس

يعلق الدكتور أسامة عشم استاذ التنمية البشرية والخبير العالمي في التدريبحيث يقول : العلاقات الانسانية ليس لها علاقة بثقافة  الجو بشكل اساسي ، فالعلاقات الانسانية تتأثر وتتشكل بالأحداث المحيطة بنا ، ولكن لاننكر أن هناك بعض التغيرات في المشاعر التي تصاحب التغيرات الفصلية ،وخاصة عند حلول فصل الشتاء فالكثير يصاب بحالة من الاكتئاب والاحباط بسبب الحالة الضبابية والممطرة التي يتميز بها فصل الشتاء ، وهذه المشاعر قد تؤثر بشكل نسبي على علاقة الشخص المحبط أو المصاب بحالة من الاكتئاب في تعامله مع الآخرين وهذه حالات فردية ،  والعلاقات الاسرية تتوطد بشكل قوي في فصل الشتاء للرغبة في المكوث وقت أكبر داخل المنزل بسبب برودة  الطقس وينعكس ذلك على حالة الدفء الأسري الذي يشعر به أفراد الأسرة معا .ولكن العلاقات الانسانية بشكل  مجمل  لاتتأثر ببرودة أو حرارة الجو لأنني ليس من المنطقي أن احب شخص في فصل الصيف واكرهه في فصل الشتاء.

 

الحب

لكن هناك قواعد عامة تحكم  العلاقات الانسانية بين البشر والعلاقة الظاهرية هي"الحب" بكل أنواعه وأشكاله وهناك ونحن اعتدنا على 3 أنواع من الحب :

 

أولا حب التملك"الغريزة": وهو يعتبر حب طفولي فمثلا الطفل ينظر دائما للأشياء التي ليست بيده ويريدها له حتى ولو سيكسرها ، والمشكلة أن هذا النوع من الحب يدمر العلاقات الانسانية بين الطرفين فاذا تحلى طرف بحب التملك دون النظر لمشاعر ومصلحة الطرف الآخر فالنتيجة ستكون  سلبية وتنتهى على الفور .

ثانيا :الحب الانساني : وهو الأكثر رواجا فهو حب وتعامل متبادل في المنفعة والمصلحة بالمعنى العام " هات وخد".

ثالثا : حب أغادي:وهو الحب الغير مشروط مثل حب لابنها فهي لاتنتظر منه مقابل . وهو الأكثر سموا في أنواع التعامل .

ولنطبق هذه النظريات على العلاقات الانسانية بين المصريين حاليا بسبب الرغبة في التغيير بعد قيام الثورتين فيجب أولا أن نرفع شعار"كن أنت التغيير الذي تريده " فالانسان يستطيع تغيير الطاقة السلبية أو مشاعر الكره الذي يتحلى بها الطرف الآخر ، وفي مجال التنمية البشرية هناك مايسمى "3 ت" لتغير طاقة الحب المضاد وهم "ترسب- تعود- تلذذ"فبامكان المصريين التصالح وتغيير طاقة الكرهه لتتحول لطاقة حب مهما اعتقد الجميع أن هذه مهمة قد تكون مستحيلة ، ولكنها في الحقيقة بسيطة ولكنها تحتاج لرغبة وجهد وبعض من الوقت فأي خلاف يمكن أن يذوب مهما كان نوعية هذا الخلاف فمن لديه القدرة على التغيير يستطيع اذابة أي خلاف.

 

ولعلنا نتبع بعض الخطوات التي تصل بنا في النهاية لعلاقة انسانية كاملة بين الطرفين ، ولكن ليس عن طريق مايسمى الرابطة الثنائية وهي التصالح مع النفس ثم مع الآخر، ولكن لعلاقة انسانية سليمة يجب التحلي "بالرابطة الثلاثية " وهي التصالح اولا مع الله ثم مع نفسي لأستطيع أن أتصالح مع الآخر .

 

الاحباط

 

ولعلنا نستغل فصل الشتاء لمحاولة نبذ المشاعر السلبية التي يتحلى بها البعض بسبب برودة الجو والأحداث أيضا وابرز هذه المشاعر هي "الاحباط" وهي السمة الغالبة على مجتمعنا حاليا ، ولنتذكر جيدا أن المشاعر السلبية تتسم "بالعدوى" أن ان الاحباط والفشل سهل التفشي في المجتمعات والاستسلام لهذه المشاعر يقضي على البنية المجتمعية .

 

التحفيز الذاتي

فنحن من نريد الاستسلام لحالة الاحباط باستقبال الرسائل السلبية من العقل الباطن للحاضر ونصدقها ونسير على نهجها ، وللتخلص من هذه الحالة يجب التحلي "بالتحفيز الذاتي "فهو مايخلصنا من عدو المشاعر السلبية ، فعن طريق التحفيز الذاتي بعدم الاستسلام لأي مشاعر سلبية حولك ورفضها من جانب عقلك الباطن ستصل لحالة من السعادة والايجابية التي ستتفشى عن طريق تعاملك مع الآخرين في جميع اشكال العلاقات الانسانية  فستنجح العلاقة السوية بين المجتمع والتي سيؤدي بالطبع لاعادة البينية الأساسية لمجتمعنا "فالبناء الحقيقي في النفوس وليس بالفلوس" .

ولاعادة بناء مصر وللوصول للتغيير الحقيقي الذي بمجرد الوصول اليه سيذيب الخلافات بين المصريين وسينغمس كل منا في عمله من أجل رفع شأن هذه البلد، فنحن نحتاج الى ثلاث عوامل رئيسية وهم"الوضوح- القدرة- التحدي " وهذا هو مايجب التحلي به من في يريد التغيير .

 

 

المصدر: مجلة حواء - منار السيد

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,773,297

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز