سيادة الرئيس..
أعتب عليك
لم أعد أفهم السبب أو الأسباب التى تدفع بالمسئولين والقائمين علي أمور البلاد إلى تجاهل المرأة المصرية في كل مناسبة ؟ سؤال يطاردنى دائماً فى صحوى ومنامي، لماذا المرأة فى بلدي مهمشة محجمة ومستبعدة من كل شيء وأى شيء، اللهم إلا فى المواقف التى تتطلب وجودها وهى المعروفة بالصمود والتحدي والقدرة على المواجهة، وعلى غرار المثل الشعبي "فى همهم مدعيين وفى فرحهم منسيين".. تستدعى المصرية فى الشدائد والصعاب ثم عندما يزول الخطر تُنحى جانبا.. أقول قولي هذا والأمثلة كثيرة أولها عدم وجود المرأة مشاركة في صنع القرار من خلال تبوأ المناصب القيادية فمثلا ليس لدينا محافظ "سيدة" ولدينا نائبة واحدة للمحافظ في ظل وجود 26 محافظة!! لدينا أربعة وزيرات فقط وليس لدينا نائبة واحدة للوزير، وعندما تقابلنا ومستشارة السيد الرئيس "سكينة فؤاد" في المجلس القومى للمرأة لمناقشة مسألة تهميش المرأة رغم دورها المتميز وجهودها التى لاتغفلها عين، وكيف يمكن للمرأة الحصول على حقوقها وكان ذلك قبيل سفرنا نيويورك
لحضور مؤتمر المرأة، قلت إن تمكين المرأة لابد وأن يبدأ من الأرض فلتكن نائبة للمحافظ، ونائبة للوزير تحتك بالشارع والعمل مع الجماهير بعدها سيكون لدينا قيادات مدربة ومؤهلة للعمل الوزاري والعمل كمحافظ، وسيحدث التمكين بالتدريج، وكما حدث وتم تخصيص نسبة 25% للمرأة في المحليات "معمل التفريخ" الأول للقيادات السياسية وهو أمر إيجابي يحسب للمسئولين فلنمد لها يد العون بالمزيد من المشاركة الفعالة ماعدا ذلك فالمرأة منسية ومهملة، وأعود للأمثلة واكتفى بآخر مشهد ذبحت فيه المرأة في يوم عيدها ، قبلها بأيام قام الرئيس المستشار "عدلي منصور" بتكريم والاحتفاء بالفنانين فى عيدهم، عرس فنى يشرح القلب الحزين، وبحضور أيقونة الثورة الشعبية المشير السيسي، وقتها استبشرت خيراً بعيد المصرية 16مارس.. كنت مازلت في نيويورك، تقابلت والسفيرة مرفت التلاوي حدثتها عن العرس الفني الكبير وقلت لها:- أتمني للمرأة في عيدها نفس الحفاوة وإذا حدث تجاهل للمرأة سأكتب معاتبة وغاضبة من هذا التجاهل الذي لا نعرف له سبباً؟ فالمرأة لم تقصر طوال السنوات الثلاث الماضية، خرجت ثائرة، شهيدة، قدمت الابنة والابن، والزوج والحفيدة شهداء، راضية، صابرة وصامدة ومستعدة للمزيد من العطاء، وفى كل مناسبة يطل علينا أُولى الأمر محيين المرأة ومستشهدين بأدائها، ثم ينتهي الأمر وكأن شيئاً لم يكن، مشهد يتكرر منذ سنوات لقد زاد الكيل وفرغ صبرنا، نفس المعنى رددته النساء فى اللقاء الذي شاهدته المناضلة سكينة فؤاد فى دار قومى المرأة وخرج بيان يعلن عن الغضبة النسائية من التجاهل الرئاسي رغم تأكيد مستشارة الرئيس، تقدير واحترام الرئيس للمرأة ودورها هذا قبل أعياد الفن وما تخللته من أفراح وتكريم وبهجة أعطت للفن قبلة الحياة،
تصورا كم الحزن والغم الذي أصاب المصريات وأنا واحدة منهن، وعيد المرأة يمر مرور الكرام دون بهجة أو تكريم لقيادات أعطت ورحلت عن عالمنا، وقيادات مازالت تعطي حتى يومنا هذا رغم كبر سنها، لم يخرج قرار رئاسي يمنح المرأة حقاً من حقوقها أو تبوأها منصبا يساعدها على المزيد من العطاء والأداء، فقط قُدمت التحية للمصرية في مشهد جنائزي حزين، هكذا رأيته ورأته جموع المصريات وتساءلن ألا تستحق المرأة فى عيدها الحفاوة بها وتاريخها، ألم يقل الرسول الكريم:- أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك، في إشارة تحمل كل معاني التقدير والتقديس لها، فإلى متى ستظل المصرية منسية؟
سيادة الرئيس في قلبي منك كلمتين!!!
ساحة النقاش