الموت المجاني في مدارس الحكومة

 

 

أشعر بالرعب علي أطفالي، عندما يذهبون للمدرسة فكل يوم نسمع عن حادثة جديدة لموت طفل داخل مدرسته أثناء اليوم الدراسي نتيجة للإهمال والاستهانة بأرواح أطفالنا .

ما هذا الذي يحدث؟ نحن نرسل أولادنا للمدرسة لكي يتعلموا وليس ليرجعوا لنا جثث هامدة، والسؤال الذي أسأله من المسئول عن حماية أطفالنا من مدارس الموت؟

هذه هي رسالة إحدي القارئات لمجلة حواء والتي كتبتها ببساطة وعفوية.. لذا تفتح حواء ملف الإهمال في المدارس في محاولة للفت الأنظار للأخطار التي تنتظر أولادنا أثناء يومهم الدراسة.

 

البداية تصريح لوزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبو النصر يشير فيه أن الوزارة تفعل دور لجنة إدارة الأزمات الخاصة بمواجهة أي أمور تعطل العملية التعليمية وأنها أي الوزارة أنهت جميع الاستعدادات الصحية والأمنية لبدء التيرم الدراسي الثاني  وأن أرواح التلاميذ ومدرسيهم خط أحمر !!

بقية السيناريو.. حوادث حقيقية تؤكد علي إهمال ملف الصيانة بالمدارس وعدم الاهتمام بحياة أطفالنا وصحتهم حوادث نعرفها وأخري قد لا نعرف عنها شيء

الحادثة الأولي من المنيا بقرية بني خلف بمركز مغاغة، حيث مات طالب بالصف الثالث الإعدادي غرقا في بئر صرف صحي داخل مدرسته واستعانت المدرسة بعمال صرف وغطاسين لإنقاذ الطفل الذين انتشلوا جثمان الطفل بعد أن لقي أنفاسه الأخيرة .

وهذه حادثة للطفلة هايدي 4 سنوات التي سقطت عليها بوابة المدرسة أثناء قيام العامل بصيانتها  لتلقي الطفلة مصرعها بعد نزيف حاد أودي بحياتها .. وسط انهيار زملائها وذويها ونواح وحزن قريتها كلها التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية .

تحدثت بعد ذلك مع بعض الأمهات والأباء عن قضيتنا  الجميع في حالة قلق وتوتر وخوف علي فلذات أكبادهم.. السيدة بسمة لديها طفلين بإحدي المدارس الحكومية تحدثت قائلة:

فني صيانة

"أولادنا يعانون الأمرين داخل المدارس ما بين اإأهمال في صيانة المقاعد والأبواب وحتي المباني في كثير من المدارس بالذات في النجوع والقري قديمة ومتهالكة وما أريد أن أسأل عنه لماذا لايكون هناك فنيين من الشباب الذين هم أصلا يعانون البطالة في المدارس لصيانة الأبواب والمقاعد ودورات المياه وأجهزة الكمبيوتر وأدوات المعامل كل في تخصصه و هؤلاء الشباب يعينوا بصفة دائمة في المدارس  كرقباء دائميين علي صيانة هذه المدارس  حتي لا يتعرض أولادنا  للموت .

وحتي لا نسمع كل يوم عن حادثة جديدة لطفل لاحول له ولا قوة ذهب ليتعلم وليس ليموت وسط تصريحات تؤكد أن كل الأمور علي ما يرام في المدارس وأن هذه الحوادث حوادث فردية!

الخطة الغائبة

المهندس محمد يحي لديه طفل بمدرسة ابتدائية ألتقط أطراف الحديث قائلا : الغريبة أن كل التصريحات للمسئولين عن الأبنية التعليمية بالجرائد تؤكد وجود خطة للصيانة داخل المدارس وأن ميزانيات الصيانة موجودة ويتم تنفيذها كل عام بوجود متخصصين فنيين

إذن هذه الحوادث التي  تحدث لأولادنا بالمدارس نتيجة للإهمال كيف تحدث ؟ وهذه التجاوزات التي نسمعها من المسئول عنها ؟ وأحاسب من في حالة موت ابني لاقدر الله ؟

عقاب مبكر

نحن نمر بظروف صعبة أعلم ذلك .. لكن علي كل مسئول في الوزارة أن يعي أنه  مسئول عن حياة أولادنا وأن أي تهاون أو خطأ سينتج عنه كارثة وأعتقد أن الزيارات للمسئولين يجب أن تكون لمدارس القري والنجوع والعشوائيات وليس لمدارس المدن فقط،  وفي حالة وجود أي خطأ أو تجاوز يجب أن يعاقب مرتكبيه قبل أن يموت أحد من أبنائنا داخل مدرسته وليس بعد موته فما فائدة العقاب بعد أن يموت طفل أو طفلة ذهبا ليتعلما.. ليبدأ حياتهما وليس لينهوها .

إهمال صحي

الطبيبة بسمة محي أم لطفلين بإحدي المدارس التجريبية تحدثت معي في نقطة أخري قائلة:

"بصراحة أنا يشغلني نوع أخر من الأهمال فدورات المياه بالمدارس مشكلة كبيرة وممكن تكون سبب نقل الكثير من الأمراض وفي الحقيقة نظافة هذه الدورات تحتاج رقابة فيجب استخدام المطهرات وغطاء ورقي للتواليت وصابون لغسيل الأيدي بصفة دائمة مع أهمية أن تحرص كل أم علي إعطاء أولادها في المدرسة فوطة صغيرة وصابونة للقضاء علي الميكروبات بالإضافة لنزح الصرف الصحي بانتظام في المدارس التي يكون بها بيارات للصرف الصحي .

وأعتقد أن هذه الرقابة مسئولية وزارة الصحة فمن المفروض أن نمنع المشكلة قبل وقوعها وليس بعدها، فيجب أن تكون هناك وفود تراقب  علي كل هذه الأمور .

بالإضافة لأهمية تهوية الفصول حتي لايتعرض التلاميذ للإصابة بالميكروبات وأعتقد أن كل هذا يحتاج رقابة دورية من وزارة الصحة .

وأذكر أننا تربينا في مدارس حكومية  كان يتم التفتيش يوميا في الطابور علي تقليم أظافرنا والتزامنا بالزي المدرسي ونظافته ونظافتنا بشكل عام وكان هذا من أساسيات طابور الصباح وأعتقد أننا في احتياج لرجوع هذه الأمور .

السيد محمد عبد التواب أب لأربعة أطفال في مدارس حكومية علق بغضب شديد مؤكدا أن ما يحدث لأطفالنا بالمدارس كارثة بكل المعايير وأكمل قائل:

"لا أعرف ماذا أفعل إذا حدث مكروه لأولادي ولمن ألجا فالمفروض أن يعاقب كل المسئولين من الصغير للكبير، ثم الطالب الذي وقع في بيارة الصرف في الحقيقة، أتعجب كيف تبني وسط المدرسة بيارة للصرف حتي بدون أن تغطي بغطاء محكم منعا لسقوط أحد بها ثم تأتي تصريحات المسئولين أن كل الأمور داخل المدارس تحت السيطرة!!

 وإذا بحثنا سنجد الكثير من المخالفات داخل المدارس وحولها مثل أسلاك الضغط العالي وغيرها ولكن هذه المشاكل التي يتم اكتشافها.

وأنا في الحقيقة أتساءل إلي متي ستهون علينا حياة أولادنا ويضيعوا بلا ثمن .

 

<!--ولكن ماهو دور المجلس القومي للطفولة والأمومة  وما الإجراء الذي اتخذه لمواجهة هذه الحوادث لأطفالنا في المدارس كان هذه سؤالي لدكتور عزة العشماوي رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة .

لجان للحماية

والتي أكدت أن رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور استجاب لإنشاء لجان حماية الطفل بالمحافظات تفعيلا لقانون الطفل وتأكيدا علي دعم القيادة السياسية بتفعيل مواد دستور مصر الجديدة الذي يضمن للطفل حقوق غير مسبوقة .

وقالت الأمين العام للمجلس أن هذا القرار يأتي في توقيت هام لاسيما فى ظل تزايد حالات الانتهاكات والاستغلال والعنف الموجه للطفل المصري والذى يرصده المجلس من خلال الواقع والوضع الراهن للطفل وما يرصده من خلال خط نجدة الطفل حيث رصد المجلس فى الآونة  الأخيرة حالات قتل واغتصاب واختطاف واصابات ووفيات  للأطفال بسبب الإهمال والعنف والاستغلال من مجرمين او منحرفين .

 

عنف الإهمال

الأستاذة سكينة فؤاد، مستشار رئيس الجمهورية لشئون المرأة تحدثت عن جرائم اطلقت عليها "عنف الإهمال" مثل سقوط طفل في بيارة "وكيف أن الإهمال قد يؤدي بحياة طفل ذهب للمدرسة للتعلم،  كما أشادت  مستشارة الرئيس بدور المجلس القومي للطفولة والأمومة ..وحرصه على وجود آليات لحماية الطفل من كافة الاستغلال والعنف.. وأن هذه اللجان لحماية الطفولة من جميع أشكال الاضطراب المجتمعي .

 

 

المصدر: ايمان الدربي _محلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 603 مشاهدة
نشرت فى 4 إبريل 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,739,300

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز