مصر بخير

فاتن الهوارى

نظرة رضا للست المصرية

المرأة المصرية وضعها لا يسر عدو ولا حبيب ولو قمنا بمقارنة بسيطة بين المصرية وأخواتها فى الدول العربية هنجد أن المرأة المصرية التى كانت فى المقدمة وكانت قدوة لشقيقاتها أصبحت أقل حظا منهن مهمشة داخل البيت وخارجه، ففى الجزائر المرأة تشارك بنسبة 30% فى عضوية البرلمان وفى السودان بنسبة 25% ويوجد فى السودان 89 قاضية سودانية وبالمقارنة بكل البلدان العربية حدث ولا حرج نجد أن المصرية أصبحت فى ذيل القائمة.. وبنظرة بسيطة على انتخابات النوادى الرياضية أين المرأة ودورها فى القائمة واحدة فقط إذا وجدت.. للأسف هذا حال المرأة المصرية الآن حفيدة الفراعنة وبنظرة على المرأة فى العصر الفرعونى نجد أن المرأة كانت لدى قدماء المصريين لها منزلة كبيرة فكانت تشارك زوجها فى العمل والحقل كما كانت لها مكانة كبيرة فى القصر الفرعونى فكانت ملكة تشارك فى الحكم وتربى النشأ ليخلف عرش أبيه الملك، كما كانت تشارك فى المراسم الكهونتية فى المعابد.. وفى عهد الفراعنة فى مصر كانت للمرأة حقوق لم تحصل عليها أخواتها فى الحضارات السابقة فقد وصلت للحكم وأحاطتها الأساطير وكانت المرأة المصرية لها سلطة قوية على إدارة البيت والحقل واختيار الزوج كما أنها شاركت فى العمل من أجل إعالة البيت المشترك وكان الفراعنة يضحون بامرأة  كل عام للنيل ليس لعدم أهمية المرأة ولكن تعبيرا عن مكانتها بينهم إذ يضحى بالأفضل والأجمل فى سبيل الحصول على رضى الآلهة..

أما الإسلام فقد أعطى المرأة كل الحقوق حقوقها المادية كالإرث وحرية التجارة والتصرف بأموالها إلى جانب إعفائها من النفقة حتى ولو كانت غنية ولا يقتصر دور المرأة فى الإسلام على كونها امتداد للرجل رغم أن البعض يختزلون دورها نسبة للرجل فهى إما أمه أو أخته أو زوجته أما واقع الحال فالمرأة كانت لها أدوارها المؤثرة فى صناعة التاريخ الإسلامى بمنأى عن الرجل فنراها صانعة سلام ونراها محاربة ولها دورها فى الإفتاء بل وحفظ الميراث الإسلامى نفسه ووضع الإسلام الأسس التى تكفل للمرأة المساواة والحقوق كما سن القوانين التى تصون كرامة المرأة وتمنع استغلالها  جسديا أو عقليا ثم ترك لها الحرية فى الخوض فى مجالات الحياة.. وفى العصر الحديث فإن وضع المرأة فى كل بلد تابع لسياسة هذا البلد أكثر من تبعيته لدين أهل هذا البلد بفارق كبير.. فالإسلام عزز المرأة وأعطاها جميع الحقوق والحق فى العمل والميراث ولم يفرق بين المرأة والرجل ولم يهينها ولم يذلها بل عززها رب العالمين ورسوله الأمين.. هذا عن وضع المرأة فى الإسلام.. فهل تحلم المرأة المصرية صانعة الحضارة أن تحصل على حقوقها المشروعة التى أعطتها لها السماء ومنحتها لها.. وتسير على نفس درب أجدادها الفراعنة صناع الحضارة؟..

المرأة المصرية التى خاضت ثورة 19 وشاركت فيها بكل قوة ووقفت فيها مع الرجل تسانده وتشد من أزره هى نفسها المصرية التى وقفت فى ثورة 25 يناير و30 يونيه ويوم الاستفتاء.. المصرية لها دور لا يستهان به وصوت له قيمته وقوته فى الاستفتاء على الرئاسة وفى اختيارالرئيس القادم  فلن ينجح أى رئيس بدون صوت المرأة.. فماذا أعد لها فى برنامجه الانتخابى؟.. نظرة رضا سيادة الرئيس القادم إلى المرأة المصرية.

 

 

المصدر: فاتن الهواري _مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 491 مشاهدة
نشرت فى 9 مايو 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,459,257

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز