<!--
<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->
كل عام والمسلمين فى جميع بقاع الأرض بخير وسلام وحجاج بيت الله الحرام سعداء بأداء مناسك الحج وإن شاء الله عودتهم جميعا إلى بلادهم بسلام وسعادة بعد أن يغفر الله لهم جميعاً ذنوبهم.. والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة..
وفرضت فريضة الحج فى السنة التاسعة من الهجرة وهى سنة الوفود التى نزلت فيها سورة أل عمران وفيها قول الله تعالى» ولله على الناس حج البيت من استطاع إلية سبيلاً« صدق الله العظيم..
وهناك أحاديث شريفة تحدثنا عن الحج منها، عن أبى هريرة رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا"، وعن أبى عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول صلى الله صلى علية وسلم: "من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الضالة وتعرض الحاجة .. وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال سمعت النبى صلى الله علية وسلم يقول:" من حج الله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدتة أمه".
ولآداء مناسك الحج فضائل متعددة وحكم بالغة من وفق لفهمها والعمل بها وفق لخير عظيم، ورحلة الحج تبدأ منذ سفر الإنسان إلى الحج لآداء المناسك، وكما أن الذاهب فى هذا السفر يتزود من الزاد الذى يبلغة إلى الديار المقدسة، فليتذكر أن سفره إلى ربه ينبغى أن يكون معه من الزاد ما يبلغه مأمنه، وفى هذا يقول الله تعالى "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى".
وإذا لبس المحرم ثوبى إحرامه فلا يذكر إلا كفنه الذى سيكفن به، وهذا يدعوه إلى التخلص من المعاصى والذنوب، وكما تجرد من ثيابه فعليه أن يتجرد من الذنوب، ولبس الإحرام الأبيض يدل على أن يكون قلبه وجوارحه بيضاء لا يشوبها سواء الإثم والمعصية.. وإذا قال »لبيك اللهم لبيك« فهو يعنى أنه قد استجاب لربه تعالى فى ترك الذنوب وتركه للمحظورات أثناء إحرامه، واشتغاله بالتلبية والذكر يبين له حال المسلم الذى ينبغى أن يكون عليه وفيه تربية له وتعويد للنفس على ذلك، فهو يروض نفسه ويربيها على ترك مباحات فى الأصل لكن الله حرمها عليه هنا، فكيف أن يتعدى على محرمات حرمها الله عليه فى كل زمان ومكان..
- ودخول بيت الله الحرام الذى جعله الله أمناً للناس يتذكر به العبد الأمن يوم القيامة، وأنه لا يحصله الإنسان إلا بكد وتعب، وأعظم ما يؤمن الإنسان يوم القيامة التوحيد وترك الشرك بالله.
-وفى طوافه يتذكر أباه إبراهيم عليه السلام، وأنه بنى البيت ليكون مثابة للناس وأمناً وأنه دعاهم لهذا البيت..
- وشربة الحاج لماء زمزم يذكره بنعمة الله تعالى على الناس بهذا الماء المبارك، والذى شرب منه ملايين الناس على مدى دهور طويلة ولم ينضب، والدعاء عند شربه لما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم أن ماء زمزم لما شرب له.
ويذكره بالسعى بين الصفا والمروة بما تحملته هاجر أم إسماعيل وزوجة الخليل عليه السلام من الابتلاء، وهذا درس لنا جميعاً، كيف صبرت هاجر على الابتلاء ولجأت لربها، فالرجل يتذكر جهاد المرأة وصبرها، فيخفف عليه ما هو فيه، والمرأة تتذكر من هو من بنات جنسها فتهون عليها مصائبها.
- والوقوف بعرفة يذكر الحاج بازدحام الخلائق يوم المحشر..
وأنه إن كان الحاج يتعب من ازدحام الآلاف فكيف بازدحام الخلائق يوم القيامة.
وفى رمى الجمار يعود المسلم نفسه على الطاعة المجردة ولم يدرك فائدة الرمى وحكمته، وهذا إظهار للعبودية المحضة لله تعالى..
- وأما ذبح الهدي فيذكره بالحادثة العظيمة فى تنفيذ أبينا إبراهيم لأمر الله تعالى بذبح ولده البكر إسماعيل وأنه لا مكان للعاطفة التى تخالف أمر الله ونهيه.
- فإذا ما تحلل من إحرامه وحل له ما حرمه الله عليه رباه ذلك على عاقبة الصبر، وأن مع العسر يسراً، وأن عاقبة المستجيب لأمر الله الفرح والسرور، وهذه الفرحة لا يشعر بها إلا من ذاق حلاوة الطاعة كالفرحة التى يشعرها الصائم عند فطره أو القائم فى آخر الليل بعد صلاته، وإذا انتهى من مناسك الحج وجاء به على ما شرع الله وأحب وأكمل مناسكه رجا ربه أن يغفر له ذنوبه كلها، كما وعد بذلك النبى صلى الله عليه وسلم بقوله:"من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".
وإذا رجع إلى أهله وبنيه وفرح بلقائهم ذكره ذلك بالفرح الأكبر بلقائهم فى جنة الله تعالى، وعرفه ذلك بأن الخسارة هى خسارة النفس والأهل يوم القيامة، كما قال تعالى:"قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين«
صدق الله العظيم
وكل عام وأنتم بخير ...
فاتن الهوارى
ساحة النقاش