عدت إلى بيتى بعد المشاركة فى أحداث يوم ٢ فبراير ٢٠١١ ، ورأسى يدور من الصدمة، كيف انتهى الحال بالمصريين إلى استخدام أسلحة ضد بعضهم البعض؟ وحاولت أن أتابع الأخبار على شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت » ولكن النت كان مقطوعا، كادت الحيرة تقتلنى وفكرت فى العودة مرة أخرى إلى الميدان ولكن زوجى منعنى بالقوة.

ما أن عادت خدمة الإنترنت حتى انكببت على جهاز الكمبيوتر أقلب بين مواقع الإنترنت العالمية والمصرية، وهالنى ما رأيت عبر شاشات التليفزيون على القنوات الفضائية التى كانت تعيد لقطات المعركة الدامية فى ميدان التحرير، وأنا أشاهد راكبى الخيول والجمال يهاجمون البعض فى الميدان بالعصى والأسلحة البيضاء والهراوات وكأنهم فى معركة يجرى تصويرها للسينما! وفى اليوم التالى قرأت تقاريرا فى عدة صحف أمريكية وبريطانية تصف الاشتباكات التى وقعت فى مصر، ووصفها بعضهم بأنها أقرب إلى حرب أهلية وأن الطرفين تراشقوا بالحجارة فى معارك كر وفر استمرت لساعات، وتحول قلب ميدان التحرير إلى مستشفى ميدانى يعج بالجرحى، وقد أعلنت مصادر صحية أن عشرة أشخاص قد قتلوا وأصيب أكثر من 83 فى الاشتباكات، و بالفعل كشفت التحقيقات التى أجريت بعد الثورة تورط البعض فى هذه المعركة.

وذات مساء ذهبت إلى الميدان فتجمع حولى مجموعة من الشباب وأمطرونى بالأسئلة حول رأيى فيما حدث وتنبؤاتى للثورة، ورأيت الإعلامى اللامع جمال الشاعر وزوجته معه تصور اللقاء، كنت سعيدة بتواجد الكثير من المصريين، وفى عدة لقاءات تليفزيونية قلت: «إن الشعب المصرى قد تغير.

 

ولكن للأسف بدا الأمر كنوع من الوهم فبعد فترة بدأنا نكتشف جميعا حجم المؤامرة بعد أن استولي الإخوان على طموحات وأحلام المصريين وأستغلوا الثورة  التى كانوا يظنونها  فى تحقيق أحلامهم.

المصدر: بقلم : إقبال بركة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 566 مشاهدة
نشرت فى 7 فبراير 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,805,725

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز