سمر عيد
مع ارتفاع تكاليف حفل الزفاف المبالغ فيها، والرسوم التى تطلبها دور تنظيم الأفراح أصبح من الممكن أن تتكلف هذه الليلة نفس تكلفة تجهيز شقة الزوجية أو جهاز العروس ما جعل العديد من الشباب يفكرون فى حلول وبدائل لهذا الحفل.
فى جولتنا التالية نقدم لك أفكارا من واقع تجارب الشباب توفر عليك هذه التكاليف التى لا فائدة منها لتكتمل سعادتك بليلة العمر.
فى البداية التقينا بسوسن معتز، معلمة لغة فرنسية بإحدى المدارس الخاصة وتقول: عقدت قران ابني في مشيخة الأزهر وذلك للتوفير فى مصروفات الفرح فتأجير قاعة الأفراح من 2000 جنيه بمشيخة الأزهر وهذا بسيط جدا مقارنة بالقاعات الخارجية، واكتفينا بتوزيع العصير والشوكولاتة على المدعوين، ثم قمنا بزفاف العروسين بالسيارة في شوارع القاهرة، وتوقفنا على كورنيش النيل لالتقاط بعض الصور.
قد يعتقد البعض أن الأفراح الشعبية التى تنظم فى الشارع أقل تكلفة من التى تعقد بالقاعات إلا أن إبراهيم محمد، صاحب محل كباب وكفتة ومشويات بالهرم نفى ذلك، وأكد أن فرح نجله كلفه ما يزيد على 15 ألف جنيه، لذا ينصح الشباب وأولياء الأمور بالاقتصاد فى مصروفات الزفاف دون وضع نظرة المحيطين فى الاعتبار مثلما فعل.
وتقترح ميرفت أحمد، ربة منزل تقسيم تكلفة مصروفات حفل الزفاف على العروسين لتقليل التكلفة التى قد تشكل عبئا على طرف واحد، لكن هل يقبل الجميع تلك الفكرة؟
تكاليف فعلية
أجرت "حواء" جولة التقت فيها طارق بشرى، صاحب فراشة ببولاق الدكرور والذي حدثنا عن تكلفة الفراشة لمن يرغب في عمل فرح بالشارع أو فوق أسطح أحد المنازل قائلا: أي شخص يرغب في عمل فرح بالشارع عليه الحصول على تصريح من قسم الشرطة قبلها حتى لا يشكو الجيران من الضجة ولا نستطيع إكمال الفرح، وتبدأ أسعار الكوشة من 2000 جنيه، فضلا عن تكلفة القماش الذى سيحيط بالحفل حال إذا كان عائليا، وألف جيه لمكبرات الصوت، وغيرها من الكراسى والطربيزات والتى قد تتخطى حاجز الـ 5000 جنيه، أما إذا كان الفرح بشكل واسع ستزداد التكلفة وفقا لرغبة العريس وأهله، فهناك أفراح تتجاوز الـ 20 ألف جنيه ويزيد.
أما عن متوسط تكلفة قاعات الأفراح فيقول هاني محمد، مخطط حفلات الزفاف: لا أنصح مطلقا بتأجير قاعات في الفنادق لأن سعر تأجير قاعة الأفراح وحدها بأي فندق بداية من الفنادق 3 نجوم يبدأ من 20 ألف جنيه، ويضاف من 2500 جنيه إلى 3000 جنيه على كل فرد بالبوفيه هذا بعيدا عن الزفة و ( dj ) والتي تبدأ أسعارهما في الفنادق من 8000 جنيه وحتى 60 ألف إذا كانت هناك فرقة أو مطرب عادي غير مشهور سيغني بالفرح، والأفضل طبعا هو تأجير قاعة بنادي الشرطة أو القوات المسلحة أو بأحد اليخوت على النيل؛ عندها ستصبح تكلفة القاعة أقل، ويمكن تأجير فلل خاصة لإقامة الفرح بها، وهذا أفضل بكثير حيث يتم تأجير الفيلا وعمل الديكورات المناسبة بها من أجل استقبال المعازيم وتبدأ تكلفتها من 7000 جنيه فقط، ويفضل بعض الناس تأجير قاعات بمناطق أثرية كالقلعة أو قصر البارون، وهنا أنا لا أنصح أيضا بذلك حيث يبدأ تأجير القاعة وحدها من 75 ألف جنيه إلى 350 ألف على حسب الموقع الأثري الذي تودين عمل الفرح به.
فستان الفرح
تتراوح تكلفة إيجار فستان الفرح بالمناطق الشعبية من 2800 جنيه وحتى 15 ألف جنيه في بعض المناطق المتوسطة، وتقدم بعض (الأتيليهات) عروضا للعرائس عمل (ميكب) وتأجير فستان وطرحة ولفة الطرحة ب4000 جنيه فقط، أما فى حالة شراء العروس فستانا جديدا فإن التكلفة قد تصل إلى 30 ألف جنيه، بينما يمكن شراء فستان فرح مستعمل لمرة واحدة بسعر لن يتجاوز 7000 جنيه.
كما يمكن شراء مكملات فستان الفرح من تاج وحذاء وحقيبة ومنديل كتب الكتاب وغيرها من منطقة وسط البلد، أما فى حالة اختيار العروس فستانا من "أتيليه" والاتفاق مع مصففة شعر وخبيرة تجميل فإن التكلفة ستختلف كثيرا، حيث تبدأ التكلفة من 4000 جنيه بالنسبة لمراكز التجميل المتوسطة وقد يقل السعر عن ذلك ببعض الأماكن الشعبية.
وقد يستغنى البعض عن "تورتة" الفرح، وهذا بالطبع سيقلل فى التكلفة، لأن تكلفتها وحدها تبدأ من2200 جنيه بالنسبة للدورين، والثلاثة أدوار قد تصل إلى 3850، وقد يكتفى البعض بتوزيع قطع (الجاتوه) على المعازيم، وساندوتشات وشطائر، ويمكن فى هذه الحالة التعامل مع بعض ربات المنازل اللواتي يقمن بعمل مشروع صناعة الحلويات بالمنزل حيث يقدم بعضهن عروضا مميزة لكعكة الفرح والجاتوهات وكل الحلوى والساندوتشات التي ستغنيك عن البوفيه.
مظاهر كاذبة
تدعو د. لبنى عبد المجيد، أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان إلى العودة للتقاليد القديمة فى تنظيم حفات الزفاف للترشيد فى تكلفتها قائلة: تغيرت الثقافة الاستهلاكية لدى المجتمع المصري، فعلى الرغم من ارتفاع أسعار بعض السلع الملحوظ إلا أنه لا يزال هناك أشخاص يقلدون الناس ببعض دول الخليج العربي وبالغرب ويتمسكون بـ(تقاليع) غريبة لم تكن موجودة من قبل مثل تصوير "الفوتوسيشن" وأطقم ما قبل الزفاف وارتداء ثلاثة فساتين قبل موعد الزفاف، فستان للخطوبة وثان لحفل الحنة وثالث لكتب الكتاب، بينما كنا في الماضي نقوم بعمل هذه الحفلات في منازلنا حيث يشارك الجيران والأهل في الفرح ونقوم بتزيين العروس في المنزل أو طلب مصففة شعر لها بالمنزل وإشهار الزواج بالحي والشوارع المجاورة من خلال زفة بسيطة، ولا ندعو إلى الفرح إلا أهل العريس المقربين وكذلك أهل العروس وبعض الأصدقاء والجيران المقربين، وبالصعيد والأرياف كانت تتفاخر الأسر والأعيان بذبح الخراف والعجول بالزفاف لكن ليست بهذه الصورة المتواجدة الآن في هذا العصر.
وتتابع: أدعو الجميع إلى خفض الإنفاق على الفرح لأن هذا مال مهدر ولن يعود علينا بشيء، ومن الأفضل الإنفاق على شيء مجدي ومهم ،وهذه الأمور قد توصلنا إلى النظرية الاقتصادية المعروفة بالمنفعة الحدية أي أنه مهما بلغت تكلفتها ستظل منفعتها محدودة، والفرحة يا سيدتي تكون بالقلب وباختيار الشخص المناسب وبإنهاء حياة العزوبية وبداية تكوين أسرة لا بالمظاهر الكاذبة، وأنصح أيضا من يقمن بعمل فرح واحد ويتزوج فيه أخوان أو أختان أو أكثر ألا يقمن بذلك؛ لأننا وإن وفرنا في تكلفة القاعة والحفل فإننا سنزيد عدد المعازيم وأفضل الحفلات الصغيرة التي يتم عملها بأحد النوادي أو الفلل المعدة لذلك دون الإنفاق على المظاهر التي لا داعي لها.
ساحة النقاش