ألم يعد للفارس صاحب الحصان الأبيض مكان بين أحلام الفتيات؟ وهل تغيرت أولوياتهن ليأتى الارتباط العاطفى والزواج فى ذيل الاهتمامات؟ أم اقتصرت طموحاتهن على مجالات الدراسة والعمل؟
تساؤلات كثيرة يطرحها البعض خاصة بعد رفع شعار «مش عايزة أتجوز »، لكن ترى ما السبب وراء عزوفهن عن الزواج؟
فى البداية تقول نسرين محمود، مديرة علاقات عامة بإحدى الشركات الخاصة: يأتى عملى على قائمة أولوياتى ولا يمكن أن أضحى بطموحى من أجل الزواج إلا إذا وجدت الرجل المناسب الذى يقدر ويتفهم طبيعة عملى وحبى له.
وتوافقها الرأى شذا محمد طالبة الماجستير بكلية التجارة وتؤكد أنها تفضل تأجيل الارتباط إلى ما بعد انتهائها من إقامة مشروع خاص، وتقول: أعمل حاليا بإحدى الشركات الخاصة إلى جانب دراستى الماجستير، وأحلم بالحصول على الدكتوراه، كما أتطلع إلى إقامة مشروع خاص بى وهذا يستغرق كل وقتي، لذا فالزواج مؤجل فى الوقت الحالى.
وتوضح سارة حسن، خريجة سياسة واقتصاد سبب تراجع مرتبة الزواج فى قائمة أولويات الفتيات قائلة: أصبح الكثير من الفتيات يحلمن بالسفر والالتحاق بالدراسات العليا والحصول على منصب مرموق، كما أن الانفتاح على الثقافات المختلفة من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة رفع من سقف تطلعاتهن فى المواصفات التى يجب توافرها فى شريك حياتهن.
الدراما والنماذج السيئة
ترجع الكاتبة شهيرة سلام انتشار هذا الشعار بين بعض الفتيات إلى الدراما التليفزيونية قائلة: للأسف تظهر الدراما المرأة المتزوجة معذبة ومهانة ومخدوعة ما أسهم فى عزوف الكثيرات عن الزواج لتجنب تلك المشكلات، بالإضافة إلى عرض وسائل التواصل الاجتماعى للكثير من المشكلات الزوجية ما يكون حاجزا نفسيا بين الفتاة والزواج، لذا أدعو وسائل الإعلام المرئية والمقروءة خاصة صناع الدراما إلى عرض النماذج الإيجابية لزيجات ناجحة.
أين اختفى الحب
أين يختفى الحب؟ بهذا التساؤل بدأ الكاتب مجدى صابر حديثه قائلا : فى الماضى كانت الفتاة عندما تحب شخصا ما تتحدى كل العقبات كى ترتبط به، أما الآن فلقد غلب إيقاع الحياة السريع والثقافة الاستهلاكية على عقول البعض منهن، فأصبحت فئة من البنات يبحثن عن طريقة للارتقاء بمستوياتهن المادية والأدبية والاجتماعية قبل التفكير فى البحث عن الحب والارتباط، ولعل استهتار بعض الشباب هو السبب فى انصراف بعض الفتيات عن الزواج أو تأجيه، فعندما تلمس الفتاة من الشاب أنه لا يريد علاقة جدية وثابتة فإنها تنصرف إلى حياتها الخاصة وتفضل عدم الارتباط حتى لا تخوض قصة حب فاشلة.
وترى زهراء رفعت، المستشارة الأسرية والتربوية أن العنوسة لم تعد تخيف الفتيات خاصة بعد استقلالهن المادى وقدرتهن على الكسب والاعتماد على أنفسهن، لافتة إلى أن تأخر تفكير الفتيات فى الارتباط يختلف من المدينة إلى الريف وتبعا للمستوى العلمى والاجتماعي، ففى المدن غالبا ما يكون للفتاة حرية الاختيار فى أن تؤجل فكرة الزواج بينما لا يتسنى ذلك لكثير من الريفيات، وكلما ارتقى المستوى التعليمى للفتاة فإنها تبحث عن شخص يناسب فكرها وثقافتها.
الشاب المدلل
من جانبها ترجع د. ناهد نصر الدين، خبيرة التنمية البشرية تأجيل بعض الفتيات الارتباط إلى تعارض طموحاتهن فى تحقق الذات مع كثير من نماذج الشباب الذين تم تربيتهم بمفاهيم خاطئة تفرق بين مسئوليات الرجل والمرأة تجاه الأسرة، مؤكدة أنه فى حالة تعرف الفتاة على شاب ذى عقلية متفتحة لديه الاستعداد على مشاركتها المسئولية ويساندها لتحقيق ذاتها فإنها لن تتردد أن تتزوجه.
ساحة النقاش