خطوات ملموسة اتخذتها الحكومة لمواجهة شبح الغلاء والتصدى لجشع بعض التجار والتخفيف من حدة ارتفاع الأسعار على المواطن، كان آخرها مبادرة وزارة الداخلية بالتعاون مع عدد من سلاسل المحال الكبرى «كلنا واحد »، بالإضافة إلى المنافذ المتحركة والثابتة التابعة لأجهزة الدولة المختلفة والتى تعمل على أرض الواقع منذ فترة زمنية طويلة.

فى السطور التالية نحاول أن نقدم لك بعض الحيل الذكية لشراء واستهلاك السلع الغذائية بطريقة موفرة سواء من خلال هذه المبادرات أو غيرها من الوسائل الأكثر فاعلية والتى يقدمها لك عدد من خبراء الاقتصاد فكونى معنا فى جولتنا التالية...

في البداية تقول نهال الفولى: لا شك أن الاعتماد الكلى على شراء السلع من منافذ البيع والمحلات التجارية يشكل عبئا على ميزانيتي، لذا فكرت فى الاستغناء عن السلع غير الضرورية وصنع بعضها في المنزل وبذلك وفرت فى سعرها مثل الطحينة والمربى والكاتشب والمايونيز واللانشون، كما استبدلت الأنواع المختلفة من الجبن بالجبن القريش وهو أكثر فائدة، وبدأت في تصنيع المعجنات منزليا بعد متابعتى لبرامج الطهي المختلفة التي تقدم طرقا سهلة لتنفيذها وبهذه الطرق وفرت الكثير من ميزانيتى الشهرية التى كنت أنفق جزءا كبيرا منها على هذه السلع.

خصومات

أما داليا سرحان، ربة منزل فاستفادت من الإجراءات التى اتخذتها الدولة خلال الفترة الأخيرة لمواجهة الغلاء وتخفيف الأعباء عن المواطن والتى كان آخرها مبادرة "كلنا واحد" التى أطلقتها وزارة الداخلية بالتعاون مع مجموعة من سلاسل المحلات الكبرى لطرح السلع بخصومات تتراوح من 20: 30%، وأكدت أن عددا من المحلال التجارية طرح سلعا بجودة عالية وأسعار مناسبة: وقالت: فى بداية كل شهر أقوم بشراء احتياجات الشهر كاملا من المجمعات الاستهلاكية، مثل اللحوم فأقوم بشرائها من منافذ أمان التابعة للقوات المسلحة أو العربات التابعة للقوات المسلحة ووزارة الزراعة، كما أعتمد عليها خلال العزومات والتجمعات العائلية.

أما ليلى عبدالمجيد طبيبة، فتؤكد أنها لم تصدق فى البداية معدلات التخفيض التى تم الإعان عنها من خلال مبادرة «كلنا واحد » لكنها أدركت أنها حقيقة حينما قصدت إحدى المراكز التجارية المتخصصة واستطاعت أن تقوم بشراء العديد من السلع الغذائية كالسكر والزيت وغيرهما بتخفيض كبير، لذا تتمنى أن يتم تعميم هذه المبادرة على العديد من مراكز بيع السلع الغذائية وأن تستمر لفترة طويلة.

العروض الشهرية

كانت هذه بعض تجارب ربات البيوت فى التوفير، فماذا عن نصائح الخبراء للمرأة عند شراء السلع الغذائية؟ تقول خبيرة الطهى مروة الشافعي: لا شك أن شراء الأطعمة الجاهزة يستنزف ميزانية أي أسرة مهما كان مقدارها لذا فأنا من أنصار إعداد الأطعمة المنزلية، وقد أطلقت دعوة عبر حسابى الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لعدم الاعتماد على الوجبات السريعة واستبدالها بالوجبات المعدة منزليا، وقدمت طرق طبخ سهلة وبسيطة لمعظم الوجبات التي تقدم في المطاعم ويفضلها الأطفال، لذا أجدد دعوتى لربات البيوت بالاعتماد على الأطعمة المنزلية حيث تحافظ على صحة أولادك لخلوها من أى مواد حفظة قد تستخدمها المطاعم إلى جانب الحفاظ على ميزانية أسرتك.

وتابعت: أما عن أساليب التوفير في ميزانية السلع الغذائية فأنصح بشراء احتياجات الأسبوع دفعة واحدة بعد تجهيز قائمة بالأطعمة التى تنوى المرأة إعدادها خلاله مع الحرص على تنويع الوجبات وضبط الكمية وتجنب الإسراف من خلال الاستغناء عن كل ما هو غير مفيد ومرهق للمصروفات المخصصة للأطعمة، مع أهمية متابعة العروض الشهرية التي تقدمها الأسواق المختلفة والتى يمكن التعرف عليها عبر شبكة الانترنت وضرورة التأكد من تاريخ الصلاحية قبل شراء العروض.

بدائل غذائية

أما د. سامية عبد المطلب، موجهة الاقتصاد المنزلي بوزارة التربية والتعليم، فتحذر من الانسياق وراء العروض التى تقدمها السلاسل التجارية، فعلى الرغم من أنها تساعد المرأة على التوفير إلا أنها قد تمثل عامل إغراء للبعض ما يتسبب فى إنفاق نسبة أكبر من المخصصة لشراء السلع الغذائية، وتؤكد على ضرورة الاكتفاء بشراء مستلزمات المنزل أسبوعيا لتجنب تلف الأطعمة خاصة الجبن واللبن والبيض والخضار والفاكهة، عدا السكر والأرز فيمكن شراء كميات تكفى لشهر أو أكثر حال طرح عروض عليها، وتقول: أنصح بعد اصطحاب الأبناء عند شراء مستلزمات المنزل حتى لا يرهقوا الميزانية بالكثير من الحلوى والمشتريات التي تثقل كاهل ربة المنزل، كما يمكن للمرأة الاعتماد على بدائل الأغذية التي تحتوي على قيمة غذائية عالية ومصادر للبروتين النباتي الأرخص سعرا من الحيواني، بجانب الفيتامينات والمعادن المتواجدة في الفواكه والخضراوات، أما عن المنظفات والمنتجات الورقية فيفضل أن يتم شراؤها دفعة واحدة من المحلات المخصصة لذلك فهذا سيوفر مبلغا كبيرا مقارنة بشرائها من المحلات الأخرى، كما يمكن اشتراك أكثر من فرد من العائلة أو مجموعة من الجيران فى شراء عجل أو خروف وتقسيم لحمه بينهم وهي فكرة يتجه إليها الكثير خاصة في عيد الأضحي ويمكن تطبيقها في أي وقت لمحاربة غلاء أسعار اللحوم.

تتفق معها فى الرأى د. مها إبراهيم، أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث وتقول: مع ارتفاع أسعار اللحوم يفضل استبدالها بالأطعمة الأرخص ثمنا والتي تتمتع بقيمة غذائية عالية والغنية بالبروتين مثل البقوليات كالعدس والفول واللوبيا والفاصوليا والحمص، حيث يمكن لربة المنزل إعداد وجبات مثل الكشرى، أو شوربة العدس، أو الأرز مع اللوبيا أو الفاصوليا وهي وجبات قيمتها الغذائية عالية لاحتوائها على الكربوهيدرات والبروتين النباتي، كما يمكن تناول الأسماك كالماكريل والسردين لغناها بالأحماض الدهنية "الأوميجا" التى تعمل كمضادات للأكسدة وتنشط الذاكرة، أيضا يعد البيض من المصادر الغذائية الغنية بالبروتين، لذا يمكن الاعتماد عليه في الوجبات مثل إضافة البيض للفول والحمص وإعداد طبق ذات قيمة غذائية مرتفعة يمكن تناوله فى الإفطار أو الغداء أو العشاء، بالإضافة إلى تناول الفواكه الموسمية كبديل للحلويات نظرا لغناها بالألياف والعناصر المفيدة كما تعطى إحساساﱟ بالشبع دون إنفاق الكثير من المال، وأخيرا أنصح بالحد من استهلاك الزيوت والدهون وذلك بطهى الطعام بالطرق الصحية كالسلق أو الشوى أو الطهى فى الفرن، والابتعاد عن الوجبات الجاهزة واستبدالها بالأكل الصحي المعد بالمنزل. 

المصدر: كتبت : إيمان عبدالرحمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 340 مشاهدة
نشرت فى 11 يوليو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,702,552

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز