فى الوقت الذى يمثل الزواج هدفا لكثير من الشباب حيث الاستقرار والأسرة، بات هاجسا يخيف آخرين يرون فيه تقيدا للحرية وزيادة للأعباء، وعلى الرغم من أنه الميثاق الغليظ والوسيلة الوحيدة للتناسل إلا أنهم يبحثون عن مبررات وأسبابا لخوض حربهم الخاصة ضد الزواج..

فى جولتنا التالية حاولنا التعرف على أسباب هروب الشباب من الزواج ومبرراتى رفضهم له.

البداية مع يونس عطا، مهندس الذى ارتبط الزواج بذهنه بعدة كلمات منها "أنت رايح فين؟ هترجع امتى؟ أنت هتسافر لوحدك مع أصحابك؟ هتعملوا إيه؟ما جعله يرفض الارتباط بأى فتاة مهما كانت تحمل من صفات جيدة، ويقول: إذا تزوجت سأكون كمن اشترى قيودا بسعر باهظ ووضعها في يده،يظل فرحا بها لفترة لروعة شكلها لكنها ستظل قيود.

ويذكر محمد سلامة، مدرس لغة عربية السبب الحقيقى وراء عزوفه عن الزواج قائلا: سبق لى الخطبة مرتين وقبل الزواج بعدة أشهر أنهى العلاقة لأسباب تافهة لكن السبب الحقيقي هو تخوفى من تحمل المسئولية,فالزواج ليس فقط ماديات وشقة وشبكة بل زوجة وأطفال لكل منهم حقوق.

ويرى يوسف أنور،محاسب بإحدى شركات الصرافة أن الرجل يعيش لحظات سعيد أثناء الخطوبة تقل مع قرب موعد الزفاف حيث الالتزام بما تم الاتفاق عليه من تجيهز شقة الزوجية، أما بعد الزواج فتنقلب الدنيا رأسا على عقب وتتلاشى كلمات الحب والغزل ويتم استبدالها بقائمة "هات وعايزين"، لكن العلاقات العاطفية العابرة تخلو من كل ذلك فلماذا أقيد حريتى وأضع بنفسى رقيبا على تصرفاتى؟

لم يكن امتناع إسماعيل محسن عن الزواج بسبب خوفه من تحمل المسئولية أو القيد الذى يراه غيره من الشباب بل تخوفا من تعرضه للرفض بعد تجربته مع زميلة الدراسة التى تقدم لخطبتها بعد تخرجهما إلا أن والدها رفضه بشدة.

أما محمد إبراهيم فمغامراته العاطفية وعلاقاته المتعددة كانت سببا فى تخوفه من الارتباط بفتاة سيئة الخلق ويقول: تقدمت لأكثر من 14 فتاة، وفى كل مرة أخشى أن تكون لها تجارب سابقة أو يفعل بى ما فعلته مع غيرى حتي أصبح لدي هاجس من الزواج وتوقفت عن السعى وراء الارتباط على الرغم من علمى أن العيب ليس بهنلكن بي وبمن تعرفت إليهن من قبل.

الأسرة

تقول عزة فتحي، أستاذة مناهج علم الاجتماع جامعة عين شمس ومديرة وحدة المرأة بكلية البنات:لا شك أن الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع والمؤسسة التربوية الأولى لتنشئة الأبناء فماتزرعه بداخلهم يظل ثابتامعهم مهما حاولت بعض المؤسسات زعزعته،وبالتالي فأي فكر أصاب المجتمع هو نتاج تغيرات في الأسرة سواء تفكك أسري أو انحراف أخلاقي، وفي ظل تعنت الأهل وتكلفهم فى الزيجات وتحميل الشباب ما لا يطيقون أصبح الزواج مرفوضا لدى الكثير منهم نظرا لضيق ذات اليد وصعوبة الحياة،كما تلعب الخلفية الثقافية التي يكونها الرجل عن المرأة نتاج الدراما الفاسدة التي تظهرها بصور بشعة مغايرة للواقع دورا كبيرا فىعزوف الشباب ورفضهم للارتباط.

وعن كيفية مواجهة تلك المشكلة ومدى إمكانية طرح حلول لها تقول: القضاء على مخاوف الشباب من الزواج يبدأ من التنشئة الاجتماعية حيث يجب على الأم والأب تعليم الأطفال سلوكيات ومفاهيم صحيحة من خلال تعاملهم مع بعضهم البعض وليكونا قدوة لأبنائهم من خلال تقدير واحترام كل منهم للآخر، إلى جانب التيسير فى الزواج ونفقاته والبعد عن المغالاة سواء فى المهور أو طلبات الزواج، بالإضافة إلى تكثيف جهود المؤسسة التعليمية فى هذا الصدد من خلال وضع مناهج لتوعية الطلاب بكيفية التعامل مع التغيرات الهرمونية التى تظهر على أجسادهم وضوابط العلاقات العاطفية وفقا للمجتمع والدين، بالإضافة إلى وضع ضوابط وأسس من قبل الهيئات الإعلامية لتصحيح صورة المرأة والحد من النماذج السيئة التى تنال من مكانتها ووضعها فى المجتمع والتى يتم طرحها فى الإعلام أحياناً .

زيجات فاشلة

يرى د.جمال فرويز، استشاري الطب النفسىأن رفض الشباب للزواج قد يكون نتيجة الأحاديث التى يستمع إليها الشباب من رجال كان لهم تجارب زواج فاشلة، ويقول: تعاملت مع أكثر من حالة رافضة للزواج ومن خلال خبرتى العملية أؤكد أن العزوف عن الزواج قد يكون لأسباب نفسية تتطور بعد ذلك لأمراض تحتاج إلى رعاية وعلاج، فالشاب الذى مر بتجرب زواج فاشلة ولم يتحمل الصدمة واتجه لتعاطى المخدرات يحتاج إلى علاج، وكذلك من أصيب بانفصام أو اضطرابات شخصية يحتاج إلى رعاية نفسية، كما يؤثر أسلوب التربيةعلى قرارات الارتباط والزواج فالشاب الذى عايش خلافات مستمرة بين والديه أكثر خوفا وريبة من الزواج.

المصدر: كتبت : ابتسام أشرف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 819 مشاهدة
نشرت فى 25 يوليو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,688,625

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز