لأول مرة يستسلم قلمى بين أصابعى، لأول مرة يبكى القلم ولا يقوى على الصمود،وأنا أجلس أتذكر عرسان السماء المنسي ورفاقه الـ٢٦ شهيداً ومصاباً في معركة رفح يوم ٧ يوليو ٢٠١٧، لأول مرة أجدنى وقلمى نتذكر ملحمة هؤلاء الأبطال الذين صعدت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها، أحياء عند ربهم يرزقون، لأول مرة يبكى القلم على من حافظوا على الأرض والعرض، وهو يرانا ننام ونصحو يوميًا على مشاحنات وتخوين، ولا نقف لحظة تأمل واحدة نقول لأنفسنا كلمة حق، بأن الذى حافظ على بلده واستشهد من أجل أن يحافظ على أرضه ووطنه، لا يمكن أن يبيع أو يخون!!

دولا مين ودولا مين، دولا عساكر مصريين، دولا مين ودولا مين، دولا ولاد الفلاحين، دولا الورد الحر البلدى، يصحى يفتح اصحى يا بلدى، دولا خلاصة مصر يا ولدى، دولا عيون المصريين, هم بالفعل عيون المصريين، وفلذات أكباد أمهات وآباء علموهم كيف يضحون بأنفسهم فى سبيل الله، والحفاظ على تراب الوطن، دولا خلاصة مصر يا ولدى، ألا ترون معى أنهم خلاصة مصر الأنقياء الأوفياء، الذين يستلمون الرايات من زملائهم الشهداء، وهم يقولون لعل اللقاء قريب! ما كل هذا الإخلاص والوفاء، ما كل هذا الشموخ وهم يقفون صفًا واحدًا «المنسى» بجانب «أبانوب» يدافعون عن تراب وطنهم، ويصمدون أمام عصابات من الفئران تربوا على الخيانة، ولمن يدفع أكثر من أجل سرقة الأوطان!

ما حدث فى العام الماضي ٧يوليو ٢٠١٧ هو شهادة فخر جديدة، كتبها أبطال القوات المسلحة وسطروها بدمائهم ليحافظوا على أمننا وأمن أبنائنا ومستقبل هذا الوطن، ما حدث فى ٧ يوليو وقبله فى أول يوليو ٢٠١٥ بكمين أبو رفاعى،وما يحدث يوميا في سيناء، هى حكايات بطولة مرصعة بالألماس على جباه وصدور خير أجناد الأرض، لابد من تدريسها لأبنائنا فى المراحل التعليمية المختلفة، حكايات لابد وأن تخصص لها ميزانيات لإنتاح أفلام وثائقية ودرامية، بدلا من مئات الملايين التى تصرف على أفلام الهشك بشك التى يوافق عليها وزير الثقافة، روايات كتبها أبطال الجيش المصرى بالدم لكى تعرف الأجيال كيف وقف هؤلاء الأبطال رجالا يضحون بأرواحهم، ويسحقون الإرهاب الأسود ومموليه أسفل أحذيتهم!

دولا الورد الحر البلدى، يصحى يفتح اصحى يا بلدى، بالفعل هم الورد الحر البلدى، الذى جعل مصر كلها تصحو لترى أنقى وأطهر أبنائها وهم يضحون بأنفسهم فداء لها ولاستقرارها وعدم المساس بها، إنهم جنود الحق الذين تكونت عقيدتهم على أن الأرض هى العرض، وأنهم مشاريع شهادة فى أى وقت ضد مرتزقة سرقة الأوطان، ومن يمولهم، ومن يزودهم بالسلاح، فتحية لشهداء الوطن، وتحية لأمهات الشهداء، اللائى يستحققن وسامًا يصنع من أجلهن يسمى وسام «أم الشهيد»، يعادل أوسمة الدولة ماديًا، وأن يخلد الشهيد بالترقى معنويًا حتى رتبة لواء، ومعاشًا يضاهى راتبه ويزيد، فلقد ضحوا من أجل أن تعيش وتبقى مصر.. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.

المصدر: بقلم : محمد صلاح
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 385 مشاهدة
نشرت فى 2 أغسطس 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,466,423

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز