الأخبار الكاذبة والإشاعات المغرضة والتهويل وإرهاب الشعوب يسبب الكثير من المشاكل لهذه الشعوب، رقم صادم كشف عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤخراً عن مواجهة مصر لحوالى 21 ألف شائعة فى الثلاثة أشهر الماضية، تستهدف إثارة البلبلة والإحباط وعدم الاستقرار، ورغم أن قانون العقوبات يعاقب كل من ينشر أخباراً كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام يُعد جريمة يعاقب عليها بالحبس والغرامة قد تصل إلى 20 ألف جنيه، إلا أن هناك من يتعمد - بسوء نية - لنشر أخبار عارية تماماً عن الصحة، وقد أصبحت وسائل الاتصال الاجتماعى شريكاً أساسياً فى نشر والترويج للإشاعات بسرعة البرق، وهو ما يعرض بلدنا مصر بقصد أو بدون قصد لخطر كبير جداً، وللأسف الشديد نحن جميعا مسئولون عن نشر الإشاعة الكاذبة ولا بد أن نتساءل عن ما الذى يعنيه الترويج لإشاعة كاذبة عن أكبر بنك وطنى خاص فى مصر إلا هز ثقة عملاء هذا البنك والتأثير على أسهمه فى البورصة بالسلب، وما الذى يعنيه التشكيك فى مصداقية الجهاز الوحيد الذى أجمع كل المصريين على نزاهته وشجاعته فى محاربة الفساد وهو جهاز الرقابة الإدارية، غير مساعدة مجهولين من أهل الشر سواء فى الداخل أو فى الخارج على تحقيق غرضهم من نشر هذا التشكيك، ولمصلحة من بث الذعر والفزع عند الأسر المصرية الذى تسبب فيه نشر كلام كاذب وهمى عن عصابات تسرق أعضاء الأطفال وتلقى بهم فى الشوارع رغم عدم وجود محضر واحد فى سجلات وزارة الداخلية يخص هذه الإشاعة الكاذبة، وما هو المقصود من الضغط على المواطنين الغلابة الذين يعانون من ارتفاع الأسعار بالترويج لكلام غير عقلانى عن قيام الحكومة ببيع أرز بلاستيك ومكرونة خشب، غير رفع أسعار السلع الموجودة مستغلين خوف الناس، وما هو الهدف من نشر إشاعة كاذبة عن الإفراج عن رئيس مصلحة الجمارك الذى تم ضبطه مؤخراً متلبساً بتقاضيه رشوة، غير التشكيك فى تحريات المباحث وتحقيقات النيابة وأحكام القضاء وكل مؤسسات الدولة.. إن الوضع فاق الحدود وأصبحنا فى حاجة مُلحة وعاجلة إلى قانون جديد ينظره البرلمان سريعاً، يعاقب بالحبس والغرامة كل من يروج على وسائل التواصل الاجتماعى أخباراً كاذبة أو معلومات مغلوطة بهدف تكدير السلم العام وتهديد السلام الاجتماعى، وأيضاً لا بد من التأكيد على مطالبة المؤسسات الصحفية والإعلامية بضرورة تحرى أقصى درجات الدقة والمصداقية والتصدى الفورى للشائعة وتوضيح حقيقتها للرأى العام بأقصى سرعة والقضاء عليها فى مهدها قبل أن تحقق غرضها فى الانتشار.. وتحيا مصر.