لم تعد تربية الأبناء وتوفير حياة هادئة وآمنة لهم هو الشغل الشاغل للمرأة المصرية، ولكنها كانت ومازالت هى حائط الصد لحماية الوطن وحماية أبنائها وذاتها أيضاً، بحثاً عن حريتها وكرامتها كنصف المجتمع، حيث أنها وقفت ببطولة فى الكثير من الأزمات، خاصة أثناء الحروب والنزاعات التى عاشتها وعاصرتها مصر، لذلك نجد أن لها دوراً بارزاً فى الحروب التى شُنت على مصر بشكل خاص، فهى أم البطل وزوجة وأخت الشهيد.. وحينما تعرضت الأم العظيمة "مصر" لمطمع الأعداء خاصة سيناء الحبيبة باعتبارها محط أطماع العالم بأكمله، كان لها دور قائم بنكسة 1967، مروراً بحرب 1973، واسترداد أرضها 1982 بسيناء، ورفع العلم على تراب طابا عام 1989 وتحررها، كما كان دور المرأة أيضاً بارزاً وواضحا من قبل بعض الفنانين والفنانات، ولفيف من الأدباء والشعراء والصحفيين والصحفيات فى ترددهم على الجبهة فى حرب أكتوبر 1973 لزيارة الجنود على الحدود، كما كان للمرأة السيناوية دور فعال وبارز فى فترة ما بعد نكسة 1967، والمرأة البدوية بوجه عام كان لها أثر فعال فى حرب أكتوبر، فهى التى قامت - بفطرة الانتماء وحب الوطن - بتهريب الفدائيين وعلاجهم ومساعدتهم فى الوصول إلى الأراضى المصرية عبر طرق لا يعرفها العدو، ونحن نحتفل بالذكرى الخامسة والأربعين من الانتصارات للجيش المصرى على العدو الصهيونى فى سيناء وتحرير الأرض, ينبغى أن نتذكر أبرز الأمثلة النسائية اللاتى كان لهن دور فى هذه الحرب العظيمة، مثل المناضلة "الست فاطوم" تلك المرأة المصرية العظيمة التى ساهمت بذبح عشر دجاجات لإطعام رجال المقاومة، وكانت تعمل قدر استطاعتها رغم القصف الشديد على نقل الذخيرة، وتضميد جراح الأبطال ومصابى الحروب، و"فلاحة فايد" المثال المشرف للمرأة المصرية المناضلة، التى كلفها أحد الضباط أن تذهب إلى مكان تمركز آليات العدو لتختبئ بين الأشجار الكثيفة فى منطقة فايد وسرابيوم لتنفيذ خطة الاستطلاع المطلوبة منها، واستطاعت - بدهائها أن تحمل طفلتها على كتفها لتنفيذ المهمة والتمويه على جنود الاحتلال لكى لا يشك فيها أحد، وفوزية محمد أحمد الهشة نموذج آخر من المجاهدات السيناويات، التى كان عمها الشيخ محمد الهشة همزةً الوصل بينها وبين رجال المخابرات المصرية الذين قاموا بتدريبهم, وكانت فوزية أمضت أياماً طويلة بعيدة عن أولادها السبعة حباً فى الوطن، إن دور المرأة المصرية فى حرب أكتوبر 1973 وتحرير سيناء - برغم عدم نزولها ساحة القتال - إلا أنها قدمت أبناءها فداء للوطن الغالى وتمريضها للجنود ومصابى الجيش ورفع الروح المعنوية لديهم، كان سبباً رئيسياً لتحقيق النصر لمصر.. وتحيا مصر.
ساحة النقاش