لاشك أن الحديث حول أسعار السلع هو الشغل الشاغل لنا جميعا، وبالأخص أسعار السلع الغذائية وما ينتابها أحيانا من زيادات من جراء تلاعب واستغلال بعض التجار لبعض الظروف الحياتية المحيطة بنا، البعض منا لا يملك أمام هذا سوى التذمر والإصابة بالضيق وربما الاكتئاب وبالتالي نشر موجات من الإحباط على مواقع التواصل الاجتماعي، وهنا تكمن المشكلة فخبرواحد عن ارتفاع سعر سلعة ما قد يتحول لأزمة من جراء تداوله  بصورة مبالغ فيها، قد نرى هذا أمر لا غبار عليه ولكنه في النهاية يهدم الكثير أكثر مما يبني خاصة بما يبثه من خلال تناقله هنا وهناك من روح الإحباط واليأس بل وكما نقول بصورة مبسطة "عدم وجود أمل في شيء"، لكن البعض الآخر ممن يدرك خطورة مرحلة البناء والإعداد لمستقبل أبنائنا التي نعيشها حاليا وما تتطلبه من تكاتف وإيجاد حلول وإكمال مسيرة الحياة دون يأس أو إحباط، يبحث عن حلول فعلية لمواجهة هذا، وهو ما نقوم به بل ونعهده في المرأة المصرية دائما، فهي بالفعل وزيرة اقتصاد كما عرفناها على مر العصور، ودعوني أنقل لكم صورة عشتها شهر رمضان الماضي ونحن نتواصل مع العديد من النساء المصريات الفضليات لحثهن على الابتعاد عن تخزين السلع أو المبالغة في شرائها استعدادا للشهر الكريم، حيث وجدنا تفاعلا قويا بل إحساسا وطنيا غير مسبوق بالمسئولية وبطبيعة المرحلة وما تتطلبه من تطبيق اقتصاد موازلما كان يتم تطبيقه خلال الاستعداد لحرب أكتوبر المجيدة، يقوم على البعد عن الكماليات وتخزين السلع ومواجهة التلاعب في الأسعار من خلال التصدي لجشع بعض التجار، بل والادخار كلما أمكن، وجدنا هذا بل والأكثر منه, فالمرأة المصرية بوطنيتها الفطرية واجهت خلال هذه الفترة التي تعد من المناسبات المصرية التي تتزايد فيها معدلات الشراء بحكم العادات والتقاليد، موجات ارتفاع الأسعار التي يفتعلها بعض التجار من خلال العودة لتصنيع المشروبات الطبيعية والوجبات في المنزل وإعادة استخدام بواقي الطعام في تصنيع وجبات غذائية مفيدة، بل والإبلاغ عن أي تاجر قد يتلاعب في سعر أي سلعة مهما كانت.

هذا هو وببساطة جانب من الحلول التي علينا جميعا كنساء الاعتماد عليها لتجاوز أي من المشكلات التي تثار في هذا المنحى، فببساطة إذا كنا نضع وطننا نصب أعينا ونقف بجواره دائما فعلينا أن نكمل هذا الدور من خلال ما نقوم به لدعم أسرنا وبلدنا اقتصاديا، والوسائل بسيطة جدا، فماذا لو واجهنا ارتفاع أسعار بعض السلع بشرائها من المنافذ الوطنية العديدة التي تطرحها بأسعار مخفضة كما هو الحال في المنافذ التابعة للقوات المسلحة ووزارات الداخلية والتموين والزراعة وغيرها، وجميعها متواجدة في كافة المناطق والمحافظات بل وتعمل بكفاءة عالية طوال العام، وماذا لو اتبعنا أسلوب العودة للأكل البيتي والأطعمة المصرية الأصيلة داخل المنزل بدلا من إرهاق ميزانيتنا بشراء بعض مما هو غير صحي ومفيد من أطعمة الوجبات السريعة، ثم ماذا لو واجهنا بعض حالات التلاعب في الأسعار بطريقة فورية وإيجابية من خلال الإبلاغ عنها وهي خدمة يتيحها لنا بالفعل جهاز حماية المستهلك، كل هذا إذا أكملناه بمحاولة تغيير بعض عاداتنا الشرائية من خلال الابتعاد عن تخزين السلع واتباع أسلوب المشاركة بيننا كمجموعة أسر أو أصدقاء في شراء مصادر بعض الأطعمة كاللحوم مثلا واقتسامها فيما بيننا بدلا من شرائها بشكل مباشر، هذا بجانب تعويد أبنائنا على العودة لتناول الطعام داخل المنزل، بل وتجنب الإسراف وانتهاج نمط الإدخار في كل سلوكياتهم، أعتقد أننا لن نتحدث بروح محبطة مرة أخرى عن ارتفاع أسعار السلع الغذائية.

المصدر: بقلم : سمر الدسوقى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 397 مشاهدة
نشرت فى 28 نوفمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,460,581

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز