كتبت : أماني ربيع
في رمضان تحلو اللمة سواء مع العائلة أو الأصدقاء، وعادة ما يكون الشهر الكريم فرصة للقاء الأحباء لكن هناك صحبة تختار أن يكون وقت اللمة مثمرا وليس مجرد جلسة "للرغي" أو التهام الطعام والحلوى، التقينا بمجموعة من الشباب تعرفنا من خلالهم ماذا تفعل الصحبة الحلوة في الأيام المفترجة.
منة عرابي, 20 سنة، طالبة بكلية الآداب، تقول: أنا وجيراني وأصدقائي نحاول استثمار وقتنا في رمضان في فعل الخير، بالطبع ميزانيتنا ضعيفة لأننا كلنا طلبة لا نزال نأخذ المصروف لكن في حدود إمكانياتنا، نصنع العصائر ونشتري التمر لنوزعه على الصائمين وقت الإفطار، تتولى الفتيات شراء وإعداد العصائر، وأحيانا وجبات خفيفة للعابرين بينما يوزعها الأولاد.
مائدة رمضان
تعشق سلوى مشهور, 30 سنة، ربة منزل، المطبخ وتقول: منذ عامين اتفقنا أنا ومجموعة من الصديقات أن نقوم بعمل ما يشبه مائدة رمضان صغيرة نشترك فيها سويا ونقدم الطعام للمحتاجين نصنع وجبات مميزة, نحب وضع أطعمة دسمة لا يتناولونها عادة عملا بالآية القرآنية(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).
شلة سعد محمود، 25 سنة، مبرمج، تواظب منذ سنوات على مبادرة جميلة جدا، يقول: أحب العمل التطوعي جدا، وأدعو إليه عائلتي وأصدقائي أيضا، ونحرص كل عام على جمع تبرعات من معارفنا لإعداد "شنط رمضان" وتوزيعها على محتاجين حقيقين وننزل بأنفسنا إلى ناس فقيرة جدا، نبدأ قبل رمضان في جمع التبرعات ثم شراء المستلزمات وتقسيمها وتغليفها، ونبدأ توزيعها في أول الشهر, الأمر يعطينا دفعة إيمانية قوية، نحب أن نشعر أننا مفيدون.
واختارت صحبة آمال عبده، 33 سنة، أن يصنعوا شيئا مميزا للأطفال، تقول: أنا خريجة فنون جميلة ومنذ مدة قررنا أنا وصديقاتي من الكلية أن نقوم عند كل مناسبة بصناعة ألعاب يدوية بسيطة ومبهجة نقدمها للأطفال، في رمضان نصنع فوانيس من الكارتون والفلين بأشكال ملونة، ونصنع "توك شعر"، وحلي للفتيات في العيد وهكذا، كم يكون جميلا رؤية وجوه الأطفال وهم سعداء عند توزيع الألعاب عليهم.
شهر العائلة والعبادة
أما محمود المصري، 22 سنة، كلية تجارة، فيقول: أعتبر رمضان فرصة لقضاء الوقت مع أسرتي، فطول العام أكون في الجامعة مع أصدقائي، وفي الإجازة خروج وسفر، لكن طبيعة الشهر الكريم تجعلنا نميل لقلة الحركة، فأعتبر أسرتي هي صحبتي الحلوة، ونحاول أنا وإخوتي الثلاثة مساعدة والدتنا في تنظيف المنزل وتجهيز الطعام.
ويعتبر محمد منتصر, 27 سنة، مصمم جرافيك، رمضان فرصة حقيقية للتقرب من الله، لذا كل رمضان يتفق مع أصدقائه على تشجيع بعضهم البعض على قراءة القرآن والاستيقاظ للصلاة والحث على التقرب إلى الله بالطاعات باستخدام الموبايل والمكالمات واللقاء في المسجد.
فرصة جميلة
وتعلق خبيرة التنمية البشرية صوفي عادل على فكرة تجمع الأصحاب والأقارب في الشهر الكريم، قائلة:رمضان فرصة يقترب فيها الإنسان من الجزء الطيب والخير في نفسه، والجميل هو انتشار فكرة العمل التطوعي بين الشباب في الوقت الحالي، حيث يميلون إلى مساعدة الآخرين وبخاصة في الأيام المفترجة، وهو أمر طيب جدا بدلا من قضاء الوقت أمام التلفزيون أو في النوم، لذا رمضان فرصة لإعادة العلاقات الاجتماعية بين الناس وصنع حالة روحانية لاتتكرر في باقي العام.
ساحة النقاش