كتبت : هدى إسماعيل
"تعطى عطاء من لا يخشى الفقر" هكذا هى المرأة المصرية أم وأخت وزوجة تبذل دون كلل أو ملل وتعطى دون من أو أذى لا تنتظر مقابل أو كلمة شكر، قمة رضاها فى سعادة الآخرين، نجاحها تراه فى نجاح زوجها أو تفوق أبنائها، فما هى أحلامها بعد أن يفترق عنها الأبناء ليبنى كل منهم أسرته وحياته؟ وما طموحاتها بعد أن يتقدم بها وزوجها العمر؟
تساؤلات عديدة طرحناها فى تحقيقنا لنتعرف أحلام ربات البيوت بعد آدائهن لدورهن على كافة المحافل.
فى البداية تقول إلهام علي، ربة منزل: بعد زواجي وإنجابى لأبنائى الثلاثة تركت العمل من أجل تربيتهم، لا أنكر أن أحلامي وطموحاتى لا تزال تروادني من وقت لآخر لكن هدفى الحقيقي الآن هو أن أصل بهم إلى بر الأمان وأرى فيهم أفضل ما أردته لنفسي.
وتقول السيدة ليلي ذات الستين عاما: مات زوجي منذ 15 عاما وترك 5 أبناء بذلت كل طاقتي من أجلهم وكان معاش زوجى بسيطا ورغم ذلك وصل أبنائي إلى مناصب عليا وبعد ذلك يردون حقهم في شقة الزوجية يطالبوني ببيعها ليأخذ كل منهم حقه ولم يفكروا لحظة ماذا أفعل بعد كل هذا العمر وهل هذه هي كلمة الشكر التي أستحقها؟ كيف لا يحمي القانون الزوجة بعد عمر الـ60 أين تذهب وكيف تعيش؟
أما سوسن فؤاد فتقول: المرأة العاملة وربة المنزل تعملان لكن في أماكن مختلفة الأولى خارج المنزل والثانية داخله ومن وجهة نظري كلاهىا يبني الوطن بطريقته، فمنهم من يساعد في بنائه بالعمل وتأديه الخدمات على أكمل وجه، ومنهم من يبني جيلا متميزا كي يحافظ ويحمى الوطن، فكلاهما متساويين في الدور والخدمة والوطنية.
وتقول أماني سعيد، ربة منزل: المرأة تفني حياتها في بيت زوجها من أجل حياة مستقرة وسعيدة حتى إن كان الثمن أحلامها، فالمرأة المصرية بصفة خاصة تعطي دون حساب ولا ترى شيئا أهم من أولادها وبيتها لذا لماذا لا ينظر القانون لها ويحفظ لها حقها بعد رحيل سنوات الشباب فهي تستحق أن تمضي أيامها في راحة وأمان دون طلب الحاجه من الأبناء.
المرأة في القانون المصري
يقول المستشار القانوني طاهر إبراهيم، المحامي بالاستئناف العالي ومجلس الدولة: إن القانون المصري قد حفظ حقوق المرأة في جميع الحالات فالسيدة المتزوجة حال وفاة زوجها تنتفع من عقد إيجار الشقة المقيمة بها وذلك طبقا للقانون رقم 49 لسنة 1977، كما أن من طلقها زوجها تتمكن من مسكن الزوجية حال وجود أطفال طبقا للقـــانون رقـــم 1 لســـنة 2001 بتنظـــيم بعـــض أوضـــاع وإجـــراءات التقاضـــي فـــي مجـــال الأحـوال الشخصـية وتعتبر في هذه الحالة حاضنة للأطفال حتى يتم الأطفال سن حضانتهم وهي 15 سنة للولد والبنت وللأم المطلقة حق البقاء في مسكن الزوجية طوال فترة الحضانة، كما يمكنها المطالبة بأجر نظير رعاية الأطفال وأجر للرضاعة إذا كان عمر الأطفال دون العامين.
ويتابع: تستحق المطلقة الحصول على معاش والدها المتوفي ومساعدة تكافل وكرامة المقدمة من وزارة التضامن الاجتماعي ونفقة بنك ناصر وذلك وفق عدد من الشروط والإجراءات والضوابط، وفي حالة وفاة الزوج فالأرملة لها الحق في أن تحصل على معاش عن طريق هيئة التأمينات الاجتماعية حيث إنه لا يجوز الجمع بين أكثر من معاش، مشير إلى أنه يجمع المستحق بين المعاشات في حدود قيمة الحد الأدنى للمعاش حاليا 650 جنيهاً ويكمل المعاش إلى هذا المقدار، أما السيدة التي لم تتزوج وليس لها عائل فيمكن لها أن تتقدم بطلب لوزارة التضامن الاجتماعي للاستفادة من برنامج التكافل الاجتماعي لتحصل على 450 جنيها كحد أدني، كما يمكن للمطلقة الحصول على نفقة من بنك ناصر الاجتماعي لضمان سرعة تنفيذ الأحكام للنفقات الشهرية، وقد تم إنشاء صندوق تأمين الأسرة بموجب القانون 11 لسنة 2004 ويتبع بنك ناصر الاجتماعي مستهدفا مساعدة الأسر التي هجرها عائلها بلا منفق.
ويقترح طاهر إبراهيم للحد من المشكلات التى تعانيها ربة المنزل بتفعيل دور مركز التأھيل السياسي للمرأة الذى أنشأه المجلس القومى للمرأة والذى كان يقـدم عـدة برامج للتنمية السياسية للمرأة بهدف تشجيع النساء على الانخراط في العمـل السياسـي، الى جانب توفير مشاريع للعمل والحصول علي مصدر رزق يضمن لها حياة كريمة، والقضاء على الأمية بين النساء وتقديم صورة متوازنة وغير نمطية للمرأة في وسائل الإعلام.
مساحة شخصية
تقول د. بسمة سليم، أخصائي الصحة النفسية والتنمية البشرية: تتعرض ربة المنزل للكثير من الضغوط النفسية خاصة إذا كانت في الأساس امرأة عاملة وضحت بالعمل من أجل منزلها وأولادها لذلك كثيرا ما تجد نفسها دائما في مقارنة بينها والمرأة العاملة الأمر الذي يؤثر على ثقتها بنفسها ومع مرور السنوات وتخطي الأولاد المراحل التعليمية الأولى واعتماد كل منهم على نفسه تجد ربة المنزل نفسها أمام سؤال واحد ماذا جنت لنفسها، وماذا تملك من أجل السنوات الباقية؟ لذا على المرأة التي تتحمل مسئولة المنزل ومتفرغة تماما له أن لا تترك نفسها للملل وأن لا تنسى نفسها وسط ضغوط الحياة اليومية، وأن تملك مساحة شخصية لها تحافظ من خلالها على صحتها النفسية.
وتستطرد: على المرأة أن تحاول جاهدة في خلق عالم خاص لها بعيدا على مسئوليات البيت والأولاد كممارسة رياضة معينة أو الاطلاع أو حتى العمل من المنزل خاصة أن العمل من المنزل أصبح متوفرا في مجالات كثيرة جدا ومتاحة للجميع.
سنوات العمر الذهبي
كشف بحث جديد أن النساء اللائى يعملن باستمرار خلال سنوات الزواج الأولى يتمتعن بصحة بدنية أفضل من نظرائهن غير العاملات مع بلوغهن سنوات العمر الذهبي.
وقالت الدكتورة جنيفر كابوتو، الأستاذ فى معهد ماكس لانك للبحوث الديموغرافية فى ألمانيا: إن الزوجات العاملات كن أقل اكتئابًا عندما دخلن في سن الشيخوخة، وعشن عمرا أطول.
وأضافت كابوتو، في ورقة بحثية نشرت فى مجلة ديمغرافيا: ذهبت العديد من النساء في هذه الدراسة إلى العمل في الحقول ذات المكانة المنخفضة أو التي يهيمن عليها الذكور تقليديًا.. ربما يكون هذا هو الوضع الذي يشير بشكل خاص إلى أنه على الرغم من هذه الظروف الأقل إنصافًا، فقد كن أكثر صحة في وقت متأخر من الحياة مقارنة بالنساء اللائي لم يعملن خارج المنزل.
وقام الباحثون، بتحليل بيانات من المسح الطولى الوطنى للنساء فى الولايات المتحدة.. وبدأ المسح في عام 1967 مع حوالي 5100 امرأة تتراوح أعمارهن بين 30 و44 عامًا، وتابعهن حتى بلغن 66-80 عامًا في عام 2003.
وأظهرت التحليلات أن النساء اللائي عملن بانتظام مقابل أجر خلال العشرين عامًا الأولى من الدراسة أبلغن عن وجود قيود على الصحة البدنية وأعراض الاكتئاب أقل عند بلوغهن سن 61 عامًا مقارنة بالنساء اللائي لم يعملن مقابل أجر، بما في ذلك ربات البيوت.. وكان لديهن خطرا أقل بنسبة 25% للوفاة بحلول عام 2012.
ساحة النقاش