الملف إعداد : سمر عيد- منار السيد - أميرة إسماعيل - إيمان عبدالرحمن - هايدى زكى - شيماء أبوالنصر
رغم قدم تاريخ تمثيل المرأة نيابيا واقتحامها مجال العمل السياسى إلا أن المرحلة الحالية ستظل بداية حقيقة للعصر الذهبى للمرأة الذى لازم وصف – للمرة الأولى - كافة المكتسبات التى حصدتها بداية من نسبة تمثيلها بالبرلمان وكذا الشيوخ والحكومة حتى المناصب القيادية التى تولتها فى مختلف المجالات.
"حواء" حاورت شيماء عبدالإله، المتحدث الرسمى لتنسيقية شباب الأحزاب للتعرف منها على نزول المرأة المعترك السياسى وما حققته على أرض الواقع، وآمال وتطلعات المصريات للمرحلة المقبلة..
كانت ثورة الثلاثين من يونيو نقطة تحول فى مسيرة المرأة السياسية، كيف كان ذلك؟
بدأت مشاركة المرأة السياسية مع اندلاع الشرارة الأولى لثورة 1919، ليتكرر المشهد فى الـ 30 من يونيو لعام 2013 عندما استشعرت الخطر فتقدمت الصفوف لتدافع عن الوطن مصطحبة أبناءها وأسرتها للميادين لتندد بحكم الجماعة الإرهابية وتفوض الفريق السيسى – آنذاك - لتنفيذ تلك المهمة.
مجلس النواب أحد الغرف التشريعية للدولة، فكيف مثلت المرأة الوطن تحت قبته؟
تمكنت المرأة من الحصول على حقها في الانتخاب والترشح بالبرلمان للمرة الأولى وفقا لدستور 1956 ليأتي عام 1957 ليشهد أول تمثيل للمرأة بالبرلمان من خلال عضويتين وهما راوية عطية وأمينة شكري بعد أن تقدمت 8 سيدات للترشح بعد هذا القرار في انتخابات 1957، واعتبر البعض 14 يوليو عام 1957 يوما تاريخيا لأنه شهد دخول أول امرأة عربية البرلمان، إذ نجحت راوية عطية ممثلة لدائرة الجيزة، وأمينة شكري ممثلة لمحافظة الإسكندرية في الوصول إلى البرلمان.
عودة للعصر الحديث.. ماذا عن مشاركة المرأة في الحياة النيابية ونظام الكوتة؟
كانت هناك مراحل من الصعود والهبوط في مشاركة المرأة في الحياة النيابية فعلى سبيل المثال فى انتخابات 2000 ، ارتفع العدد ليصل إلى 11 مقعدا بينما لم تحصل فى انتخابات 2005 إلا على 4 مقاعد بالانتخاب من بين 444 مقعدا بنسبة أقل من 1%، وقد وصل عدد النائبات بمجلس الشعب قبل قرار "الكوتة" إلى 8 نائبات وبنسبة تقل عن 2 %من أعضاء المجلس، حتى تم تطبيق نظام الكوتة للمرة الثانية في عام 2010 بتخصيص 64 مقعداً للمرأة، ولم تحصل أي سيدة على أي مقاعد أخرى ويرجع ذلك إلى صدور القانون 149 لسنة 2009 بزيادة عدد الدوائر البرلمانية وتخصيص مقاعدها للمرأة، وفي برلمان 2012 تدنت نسبة تمثيل المرأة في البرلمان فلم تتعد 2% من المقاعد وفي مجلس الشورى ب2.7% فقط وذلك رغم المشاركة الواسعة للمرأة كمرشحة وناخبة في الانتخابات، فقد ترشحت 984 سيدة في انتخابات مجلس الشعب سواء على القوائم أو منافسة على المقاعد الفردية، و396 مرشحة على انتخابات مجلس الشورى.
لكن بعد ثورة 30 يونيو وتولى سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.. حصلت المرأة على العديد من المكتسبات السياسية؟
منذ تولي الرئيس السيسي حكم البلاد وكان لديه إيمان كبير بدور المرأة وقدرتها في كافة المجالات، لذلك وجه سيادته كافة مؤسسات الدولة لتمكينها والشباب وكان تقديرا لإسهاماتها في المحافل الدولية والإقليمية هو قرار باعتماد الاستراتيجية الوطنية لتمكينها2030 لتحقيق التنمية المستدامة، ودعم الرئيس لها بشكل كامل حينما أصدر قرارات بتعيينها في مناصب سياسية كانت حكرا على الرجال كما تم إقرار مبدأ المواطنة وحقوق المرأة بصدور دستور مصر 2014، والذي تضمن 21 مادة منصفة لها، كما يعد تمكينها تجربة ناجحة حيث أثبتت خلالها أنها على قدر كبير من المسئولية لإثبات جدارتها لتمنح فرص متكافئة لكل النساء في كافة المجالات للحصول على حقوقهن في المشاركة السياسية، ولدينا أكبر مثال وهو برلمان 2015 حيث وصل إلى البرلمان 89 سيدة بالإضافة إلى أن المرأة استطاعت تصدر المشهد الانتخابي في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية 2015 حيث بلغت مشاركتها أربعة أضعاف مشاركة الرجال.
وماذا عن تمثيلها في مجلسي النواب والشيوخ الحاليين؟
حصلت المرأة على أكبر مكتسبات لها في هذين المجلسين حيث إنه في مجلس الشيوخ وعلى الرغم من أن المادة (28) من قانون مجلس الشيوخ أشارت إلى أن نسبتها في المعينين 10% على الأقل، إلا أن نسبة تمثيلها وصلت إلى ٢٠% بعد قرار سيادة الرئيس لتأكيده الدائم على دعمها وتمكينها سياسياً، وثقته بقدراتها، كما وصلت لأول مرة إلى منصب وكيل مجلس الشيوخ لتصبح النائبة فيبي فوزي جرجس أول سيدة تتولى هذا المنصب بعد إعادة تشكيل المجلس في ضوء التعديلات الدستورية الأخيرة، وبالنسبة لمجلس النواب وصل عدد تمثيل النائبات إلى 27 % بعد صدور قرار الرئيس بتعيين 14 سيدة يمثلن 50% من إجمالي المعينين.
حدثينا عن تجربة مشاركتك بالعمل السياسي؟
عملت في المجال السياسي منذ الصغر من خلال مراكز الشباب والمشاركة في الأنشطة واتحاد مراكز شباب المدن دورتين متتاليتين تحت السن وممثلة للمرأة، وأكملت العمل السياسي في إطار الأحزاب السياسية والمشاركات السياسية العامة، وهذا يدل على أن للمرأة والشباب دورا مهما في العمل السياسي خاصة أن بعض المشاركات والأعمال السياسية كانت حكرا على الرجال وكان لدي طموح أن أتولى منصب أمين شباب لحزب كبير في وقت كان هذا المنصب مقتصرا على الرجال، ولكن بالاجتهاد أصبحت أول أمين شباب من الفتيات لحزب سياسي، وهذا في إطار تمكين الشباب والمرأة الذي يدعو إليه سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي حتى توليت منصب "المتحدث الرسمي لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" والتي تعتبر مفهوما جديدا من المشاركة السياسية وهذا هو شعارنا الذي نعمل به، حيث تعتبر التنسيقية منصة حوارية تجمع شتى الأطياف والتوجهات السياسية والهدف الرئيسي لها هو "الاصطفاف خلف الوطن وتنمية الحياة السياسية"، كما أن التنسيقية أعطت فرصة ممارسة السياسة بشكل مختلف وبدعم القيادة السياسية وإيمانها بالشباب والأفكار الجديدة تم بلورة الفكرة وتم الإعلان عن تأسيسها 2018 أمام سيادة الرئيس بإحدى مؤتمرات الشباب ليستمر العمل والتقدم وأفكار مختلفة والتمثيل المشرف في مجلسي النواب والشيوخ تحت شعار "برلمان بمفهوم جديد" بجانب التنفيذيين.
وكيف انعكست مشاركتك بالعمل السياسي على عملك في مجال الإعلام؟
العمل بالسياسة يعمل على توسيع المدارك، فالعمل السياسي له رباط وثيق بالعمل الإعلامي والصحفي، وانعكس ذلك في ضوء تمكين القيادة السياسية للمرأة، وإيمانا بدورها وقدرتها يتم منح الفرص أمامها في كل المجالات وهذا ما حدث عندما تم منحي ثقة تولي رئاسة تحرير "لوبرجريه إيجيبسيان" والذي كان لي شرف أن أكون أول امرأة تتولى رئاسة جريدة يومية لها تاريخ عريق يصل إلى أكثر من 126عام بمؤسسة قومية وموجهة لفئة مهمة من المتحدثين باللغة الأجنبية ولها دور مهم في نقل الصورة المشرفة عن الوطن، وكان لي شرف تكليفي مؤخرا من قبل سيادة الرئيس بعضوية الهيئة الوطنية للصحافة.
تنسيقية الشباب
وماذا عن دور تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين في دعم المشاركة السياسية للمرأة؟
هناك دعم سياسي كبير للمرأة في التنسيقية حيث إن كل لجانها تضم عناصر نسائية، كما أن للمرأة دورا كبيرا في اختيارات ممثليها بمجلس النواب وهذا ظهر واضحا في نائبات التنسيقية تحت قبة البرلمان وبمجلس الشيوخ ولهن أداء مميز منذ بدء الفصل التشريعي الحالي، وفيما يخص التأهيل والتدريب فلدينا قيادات مؤهلة في جميع المجالات بالإضافة إلى أن هناك حرصا كبيرا على المواكبة والتدريب بشكل مستمر للتأهيل للعمل السياسي للشباب والمرأة ومؤخرا تم الاتفاق مع إحدى الشركات العالمية للتدريب والتأهيل.
دعم الوطن
وما المكتسبات السياسية التي تسعى المرأة للحصول عليها الفترة المقبلة؟
حصلنا على مكتسبات سياسية مهمة جدا في المجال العام والمستوى التنفيذي، فالمصرية أصبحت تتقدم إلى الأمام نحو تولي العديد من المناصب القيادية في كافة المجالات، ويرجع كل الفضل في ذلك للدعم والمساندة الكبيرة التي نتلقاها من القيادة السياسية التي منحتنا المساحة الكافية والفرصة اللازمة لإثبات ذاتنا وإمكانياتنا.
ما هو الدور المنوط به للمرأة أن تمارسه في الحياة السياسية لدعم الوطن؟
أثبتت المرأة المصرية جدارتها ووطنيتها في مختلف الأوقات بجانب الوطن، فالمرأة كانت وستظل دائما أبدا هي الحائط الصد للوطن في كل المناصب وفي كل المجالات لم تتوانَ في الدفاع عن وطنها فهي الوزيرة والسياسية والإعلامية والعالمة والموظفة والعاملة والمعلمة، فهي ستظل أم الشهيد وزوجة الشهية وأخته وابنته، فالمرأة المصرية لا تتواني عن تقديم كل ما تملك وأغلى ما تملك للوطن.
ساحة النقاش