الملف إعداد : سمر عيد- منار السيد - أميرة إسماعيل - إيمان عبدالرحمن - هايدى زكى - شيماء أبوالنصر
ما بين المكتسبات التى ما زالت تحصدها خلال السنوات الأخيرة، والتهميش والإقصاء الذى عانته عبر عقود ماضية، تظل المصرية عنوانا للكفاح والنضال ودليلا واضحا على أنه ،» ما ضاع حق وراءه مصرية « وليكون التمكين الذى تشهده المرأة هو تقديرا لدورها فى دعم الوطن عبر تاريخ حفل بتضحيات من أجيال توارثت جينات حب الوطن من الجدات إلى الحفيدات.
فى البداية تقول النائبة منى عبدالغنى، عضو مجلس النواب: أثبتت المرأة قدرتها على التعامل مع كافة الأزمات والتحديات التى صاحبت رحلة كفاحها حيث سجل التاريخ الكثير من صفحات نضالها من أجل الحرية والاستقلال والحصول على المساواة والحق فى التعليم والعمل، وقد شهدت السنوات الأخيرة نجاحها فى تحقيق الكثير من الأهداف، ففى 2018 زادت نسبة تواجدها بالبرلمان لتسجل 15% بعد 2% خلال عام 2013، كما ضمنت لها التعديلات الدستورية الجديدة نسبة تمثيل لا تقل عن 25% ما مكنها من حصد 163مقعدا داخل مجلس النواب، وقد شهدت السنوات الأخيرة ارتفاع نسبة النساء فى الحكومة لتتولى المرأة مسئولية ثمانى حقائب وزارية، فضلا عن توليها مناصب محافظ، ونواب المحافظين، وقضاة منصة.
حول المشروعات والمبادرات التى أطلقتها الحكومة لتحسين أوضاع المرأة تقول د. آلاء فوزى، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة وعضو البرنامج السياسى لتأهيل الشباب للقيادة: تم تكليف كل أجهزة الدولة ومؤسساتها للالتزام بالمساواة الكاملة للمرأة مع الرجل في كل الحقوق والواجبات وتوفير الرعاية والحماية الواجبة لها باعتبارها نصف المجتمع الأحق بالرعاية والأكثر تأثيرًا في مسيرة نهوض الوطن وبناء الأجيال وصنع المستقبل من خلال عدة برامج ومشروعات مثل تكافل وكرامه ودعم الأسر المنتجة وإقامة معارض لعرض منتجاتهم وإقامة المشروعات متناهية الصغر، وتستهدف هذه المشروعات المرأة الريفية وأمهات أطفال المدارس والمرأة المعيلة والأسر الفقيرة مع إطلاق حملات توعية للمرأة المصرية وتنظيم الإنجاب والحد من الزيادة السكانية و100 مليون صحة والبرامج السياسية مثل البرنامج السياسى لتأهيل الشباب للقيادة والبحث عن كوادر نسائية من الشباب وتدريبهم والاهتمام بهم وهو ما لم يحدث منذ أعوام ماضية والإعلام له دور فى تحسين الصورة الذهنية للمرأة المصرية وتوضيح وتوثيق دورها وتسليط الضوء على النماذج النسائية على الساحة الإعلامية وعلى كل امرأة الدفاع عن حقوقها والحفاظ على المكتسبات التى حصلت عليها فى جميع المجالات من خلال العمل والمثابرة.
العلوم والتكنولوجيا
اقتحمت المرأة العديد من المجالات التى ظلت حكرا على الرجال، وتعد د. غادة عامر، وكيل كلية الهندسة بجامعة بنها ونائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا دليلا ملموسا على ذلك، وتقول: بعد إعلان الرئيس 2017 عام المرأة واهتمامه بالتعليم والعلوم والتكنولوجيا بشكل خاص بدأت الجهات التى تعمل فى مجال التكنولوجيا والبحوث بتغيير نظرتها للمرأة والتعامل معها كعقل وليس كنوع، إلى جانب إتاحة الدورات التدريبية العلمية للعاملات فى هذا المجال، الأمر الذى أتاح الفرصة لظهور أسماء ونماذج نسائية مشرفة تقلدن مناصب علمية مهمة، وأصبح للمرأة دور إعلامى يخدم المجال العلمى من خلال الاستعانة بها للحديث عن العلوم والتكنولوجيا وهذا تغير كبير ودافع قوى لكل فتاة مصرية، واليوم مع التطور التكنولوجي والتحول الرقمى والطفرة فى عالم التكنولوجيا لابد من مواكبة هذه الأحداث وهذا ما تعمل عليه الكثير من السيدات والذى يظهر من عدد المشاركات فى البرامج التكنولوجية التى تطلقها وزارة الاتصالات.
التمكين الاقتصادى
تقول د. أمانى فاخر، عضو المجلس القومى للمرأة ووكيل كلية التجارة بجامعة حلوان: يعكس سعي الدول لتمكين المرأة اقتصاديا جدية الرغبة فى التمكين الحقيقى لها فى مختلف المجالات باعتباره نقطة البداية لتحقيق التمكين السياسي والاجتماعي، وقد تم ذلك من خلال تعاون المجلس القومى للمرأة مع وزارة التضامن من خلال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وإتاحة القروض الميسرة بفائدة مخفضة، فضلا عن نشر الوعى بين النساء بمكتسباتهن وكيفية الحفاظ عليها.
وترى د. حنان سليمان، عضو مجلس الشيوخ وعميد كلية العلوم بجامعة بنى سويف سابقا أن دور المرأة المصرية برز بقوة خلال ثورة 30 يونيو، والتى مثلت حائط الصد وخط الدفع الأول للوطن ضد المخططات التى وضعها أعداؤه بالداخل والخارج وهو ما جعل الدولة تعيد النظر فى أوضاعها، وتقول: اختلفت نظرة المجتمع للمرأة فبعد أن كانت تبحث دائما عن التمكين خاصة فى المجالات العلمية بدأت الدولة تبذل قصارى جهدها لتمكينها وإظهار قدرتها والبحث عن الكوادر النسائية فى كل المجالات لتكريمهن فى إشارة إلى تقدير القيادة السياسية لدور المرأة.
الإعلام والتعليم
عن دور الإعلام فى الحفاظ على مكتسبات المرأة تقول د. حنان الجندى، أستاذة الإعلام بالجامعة الكندية: للإعلام دور كبير فى إظهار صورة المرأة المصرية وتوثيق مكتسباتها من خلال الأعمال الدرامية المسموعة والمرئية فهى وسيلة مهمة لعرض المشكلات والقضايا ووضع حلول لها، وأتمنى زيادة عرض النماذج المشرفة من النساء كوسيلة لخلق مثل وقدوة للفتيات وتوضيح الدور الذى تلعبه الدولة فى دعم المرأة فى كل المجالات.
وتقول النائبة د. جيهان بيومى، عضو لجنة التعليم بالبرلمان: كان لحصول المرأة على حقها فى التعليم الفضل الأول فى حصدها المكتسبات التى حققتها خلال السنوات الأخيرة، حيث ساهم تعليمها وتميزها فى مراحله المختلفة وكذا حصولها على درجات علمية عالية كالماجستير والدكتوراه فى تغيير نظرة المجتمع لها، فضلا عن المساواة بينها والرجل فى كافة الحقوق والواجبات، وذلك بعد نضال طويل للسيدات الأوائل للالتحاق بالجامعات ومحاربة أمية النساء وإثبات حقهن فى التعليم، كما ساهم تعلم المرأة فى القضاء على الكثير من الموروثات والمعتقدات المجتمعية الخاطئة وفى مقدمتها الختان وزواج القاصرات وغيرهما من السلوكيات السلبية التى أصلها الجهل.
وتتابع: لم يقتصر دور تعلم المرأة على تحقيق مكتسبات أو القضاء على سلبيات عانتها على مدار سنوات بل ساهم بشكل كبير فى خدمة المجتمع وحماية الوطن ودعمه من خلال إدراك المرأة لأهمية دورها فى تنشئة أبنائها على حب الوطن والدفاع عنه .
ساحة النقاش