بقلم : د. صبورة السيد
الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع، والعنوان الكاشف لحالة أفراده وطبائعهم وسلوكياتهم، فالمجتمعات مهما كان حجمها، تبدأ بالفرد الذي لا يكون له وجود إلا من خلال الأسرة، وهي الدائرة الأولى والأقرب التي يتعلم منها كيف يتعامل مع من حوله، ذلك إن سلوكيات الفرد ومفردات لغته مكتسبة في جانب كبير منها، كما أن اتجاهاته نحو القضايا التي يتعرض لها في حياته يغترف فيها من معين الأسرة، وقد يتقمص شخصية والده ويحاكيه.
ومعروف أن الأسرة المصرية تتميز بالترابط والمحبة والمشاعر الحنونة، ورغم أن ظهور الهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعى كان لها عظيم الأثر فى تقريب المسافات وتقارب الأهل الذين باعدت بينهم المحافظات والدول إلا أنها كان لها أثر سلبي على أفراد الأسرة الواحدة حيث تسببت فى تفككها وانشغال الكثيرين بتلك الوسائل الحديثة حتى أثناء تجمع أفراد الأسرة، لذا دعوتى أن نأخذ حذرنا ونتجنب استخدام هذه الأجهزة وقت التفاف العائلة واحترام عاداتنا وتقاليدنا والمشاعر الطيبة، والتي من أهمها اجتماع رب الأسرة بأولاده وزوجته على طاولة الطعام ويتبادلون الحديث والحكايات التي تضفي السرور في نفوس الجميع وتبعث الدفء والأمان والاستقرار العائلى.
كما أن الترابط الأسرى وتبادل الزيارات بين الأهل تساعد كثيرا فى مواجهة الكثير من المشكلات التى يعانيها الأبناء، فضلا عن تعرف الأبناء على أقرانهم وأقاربهم من أبناء العائلة الواحدة، لكن ما يثير الحزن فى النفوس نقل العداوات التى قد تحدث بين الأقارب إلى الأبناء وبذلك تنشأ بينهم مشاعر الكره منذ الصغر، لذا دعوتى لكل الآباء جنبوا أبناءكم خلافاتكم العائليةوكذا الأسرية، واحرصوا على عدم إظهار أى مشكلات حتى وإن كانت بسيطة أمام الأبناء لحمايتهم والحفاظ على نفسياتهم.
ساحة النقاش