إشراف : منار السيد - سمر عيد - أميرة اسماعيل - سماح موسى - هايدى زكى - أمانى ربيع
يخطئ الكثير حينما يقصر دور ربات البيوت على القيام بشئون المنزل وتربية الأبناء والاهتمام بمتطلباتهم واحتياجاتهم الحياتية، وبرغم بساطة مصطلح "ربة منزل" إلا أن المسئولية التىتقوم بها لا يقوى عليها الرجال ويكفيها فى ذلك أنها وزيرة مالية أسرتها، والمسئولة عن تنشئة الأبناء وإعداد أجيال تحمل راية القيادة فى المستقبل.
ولم تغب ربات البيوت عن المشهد خلال السنوات الماضية ليضربن أروع الأمثلة فى المشاركة الإيجابية بمختلف الأحداث السياسية ليؤكدن أنهنفى "ضهر البلد"، فكيف يدعمن الوطن ويدفعن مسيرة التنمية؟
فى البداية تقول النائبة جيهان بيومى، عضو مجلس النواب:لا أحد ينكر دورربة المنزلومدى مساهمتها فى نجاح كافة الاستحقاقات السياسية من استفتاءات دستورية وانتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث تعدركناأساسيافى بناء المجتمع وخلق وتكوين الوعى لأفراد الأسرة، ولم تخيب الظن فيها مطلقا على مر العصور وليس فقط أثناء وبعد ثورة 30 يونيه فقد خرجت بشكل مشرف أدهش العالم بل ودفعت أفراد أسرتها للمشاركة لتثبت أنها على وعى بالخطر الذى يهدد الوطنلذا بذلت قصارى جهدها للعبور به إلى بر الأمان، ورغم الاهتمام الذى حظيت به المرأة من قبل القيادة السياسية واعترافها بأهمية دورها فى بناء الوطن وتحقيق أهدافه إلا أن هذه الفئة من السيدات ما زلن لميحظين بالاهتمام الكافى خاصة من قبل المجتمع الذى يحقر من دورهن، لذا يسعى عدد من أعضاء البرلمان إلى الوقوف بجانب ربات البيوت من خلال حزمة تشريعية توفر لهن الرعاية اللازمة والحياة الكريمة.
وتقول النائبةالبرلمانية فاطمة سليم: للمرأةباع طويل فى التاريخ السياسى وذلك منذ ثورة 1919ومن قبلها، ورغم أنها لم تكن وقتها قد حصلت على حقها فى التعليم إلا أن حبها لوطنها كان الدافع وراء خروجها فى المظاهرات ومشاركتها فى الاحتجاجات، فوقفن بجانب الرجال من بيوتهنيطبعن المنشوراتوينمينويغرسن حب الوطن والدفاع عن مكتسبات وحقوق بلدهنفىأبنائهن، وظهرت جيناتها الأصيلة خلال ثورة 30 يونيه فكانت فىمقدمة الصفوف تندد بحكم الإخوان، كما تصدرت الصفوف أمام اللجان أثناء الانتخابات الرئاسيةوالبرلمانيةوالاستفتاء على الدستور، لذا يجبأن ندعم ربة المنزل وألا نغفل عنها ونتهاون فى حقوقها ونمنحها الاهتمام ونوفر لها منصات حوارية لتبادل الخبرات والمناقشات والتعرف على مشكلاتها وإيجاد حلوللها، ودعمهاللمساهمةالفكريةوالمجتمعية بصورة تضمن لها العيش الكريم.
دعم الوطن
ترى د. جميلة نصر، عضو المجلس القومىللمرأةأن هناك تكاتفاقوياوفعالا لكل مؤسسات الدولة للوقوف بجانب ربات البيوت ودعمهن وحثهن على المشاركةالمجتمعيةومعرفة حقوقهنوواجباتهن والدفاع عن مكتسباتهنوتوفير سبل الرعايةالصحيةوالاقتصاديةلهن فى إطار توفير حياةكريمةلهن وذلك من خلال عقد الندوات والمقابلات وتقديم الدعم المستمر لهن انطلاقا من الإيمان الحقيقي بإمكانياتهن، مشيدة بجود القيادة السياسية التى لم تأل جهدا فى تقديم الدعم للمرأة فى مختلف محافظات مصر، مؤكدة أن اهتمام الرئيس بالمرأة يعكس إيمان سيادته بأهمية دورها وتقديرهلقيمتهاسواء العاملةأو ربة المنزل.
دور مجتمعى
"لا لتهميش ربات البيوت"بهذه الكلمات دعت د. سوسن فايد،أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومىإلى إعطاء ربات البيوتالمزيد من الاهتمام وتسليط الضوء على مشكلاتهن وإيجاد حلول لها قائلة: لا يقل أهمية دور ربة المنزل عن المرأةالعاملةفقد ساعدت ومازالت تساهم فى تقدم مجتمعها من خلال تخريج أجيال تتمتع بالوعى والمعرفة، فدورها لا يقتصر على الجلوس فى المنزل بل تشارك وتندمج وتتابع مختلف المجالات السياسيةوالاقتصادية وغيرها وتهتم بشئون بلادها،ومع تقدم المجتمعات وتطورها نجد أن المرأة لم تلتزم فقط بواجبها تجاه أسرتها وتربية أبنائها بل أصبح لها دور اجتماعي كبير في شتى المجالاتفهىأول من يشاركفى الثورات ولم تبخل على مصر بدمائها وتقديم شهداء من أبنائها الذين أنشأتهم على المبادئ الصحيحة والقيم المجتمعية وغرستفي نفوسهم المواطنة والانتماء.
وتتابع: ربات البيوت فئةمهمةفى المجتمع وبدونها لا يمكن أن يكون لدينا علماء يفيدون الوطن بعلمهم وخبراتهم، وقد لعبت ربة المنزل خلال الفترةالأخيرة وفى ظل جائحة كورونا دورا قويا وكانت ومازالت خط الدفاع الأول لحماية أسرتها أولا والوطن ثانيا، حيث حرصت على اتباع كافة الإجراءات الاحترازيةما ساهم فى الخروج من الأزمة بأقل الخسائر الممكنة لتثبت من خلال هذه الجائحة أنها على قدر المسئولية والتي رغم جسامتها وتضاعفها إلا أنها حملت على عاتقها القيام بها فكانت رمز الأمان والحمايةلأسرتها ومجتمعها.
محرك اقتصادي
أما عن الدور الاقتصادى الذى تلعبه ربات البيوت فتقول د. هند عبد السميع،أستاذة الاقتصاد بجامعة حلوان:تعد المرأة المحرك الأول غير المباشر لاقتصاد الدولةمن خلال وضعهالميزانية محكمة لأسرتها تفى بمتطلباتها وفق الإمكانيات المتاحة، وهو نفس الأسلوب المتبع فىإدارة اقتصاديات الدول الكبرى والذى يراعى توافق الإمكانيات والإنفاق والصادرات والواردات، كما أن المرأة هى رمز الأمان الاقتصادىحيث تساهم فى الترشيد والادخار، وداعم قوى لاقتصاد وطنها من خلال ميزانيتها التى تستطيع من خلالها تخفيف الأعباء المالية على زوجها وأسرتها وكذا حكومتها.
وتستطرد: هناك بعض النماذج من ربات البيوت اللائى يشكلن موردا اقتصاديا لأسرهن ووطنهن من خلال إنشاء وإدارة مشروعات خاصة صغيرة ومتناهية الصغر من داخل المنازل بما يدر دخلا لأسرتهن ويعد موردا اقتصاديا ورافدا داعما لاقتصاد الوطن، فبجانب تحسين موارد الأسرة ورفع مستواها الاقتصادىفهى تساعد على تشجيع المنتج المحلى وزيادة الناتج منه الأمر الذى يسهم فى تقليل أعداد البطالة من خلال توفير فرص عمل وفتح أسواق جديدة.
ساحة النقاش