بقلم : سمر الدسوقى
بدأت الاستعدادات على قدم وساق في كل بيت مصري للاحتفال بالعيد، مابين شراء الملابس وإعداد الكعك والقيام بإعادة ترتيب وتنظيف المنزل بما يضفي عليه رونق جديد وإطلالة مميزة، فالاهتمام بالمظهر والإطلالات الجميلة لكل أفراد الأسرة.
ولكن هل تعرفين عزيزتي كيف تحتفلين فعليا بالعيد، أعيدي ببساطة ترتيب أوراقك وابدئي من جديد، فلا تضيعين وقت وأنت بعيدة عن أسرتك وأصدقائك ومن تحبين حتى وإن انتهت أيام العيد فمكالمة تليفونية بسيطة ومعايدة رقيقة وسؤال بين الحين والأخر كفيل بأن يعيد علاقاتنا الاجتماعية التي أصابها روتين الحياة السريع بالتوقف إلى نصابها بعد أن أصبح معظمها متهالك وبعيد عن الوضع الطبيعي المعتاد، و لكن بسلوك بسيط وبمسامحة ودعم ومساندة لمن حولنا نعيد النضارة والابتسامة إلى الوجوة فتصبح أجمل ويصبح العيد أسعد، فعلاقات جميلة قائمة على الود والحب وبعيدة عن المصالح الزائفة لاشك أنها تجعل حياتك أجمل، لا تترددي عزيزتي وابدئي من الأن ولا تجعلي كل هذه السلوكيات الجميلة والطيبة قاصرة على أيام العيد بل إجعلي العيد هو البداية فتبادلي الزيارة مع أفراد عائلتك وأصدقائك كلما أمكن هذا ، وحافظي على رابط الود بينكم واهتمي بأن ينشأ أولادك أيضا على هذه القيم النبيلة فلاشك أننا نحتاج إلى أن نعيدهم معنا إلى قيم الزمن الجميل التي نشأنا عليها جميعا من احترام الكبير للصغير والمسامحة والدعم والتعاون والقدرة على الاعتذار، وغيرها من الأخلاقيات التي أصبحنا نحتاج إلى غرسها في نفوس أبنائنا، ولا يوجد أجمل من أيام الأعياد حتى نعيد غرسها مرة أخري، بل ونعتبر العيد هو البداية لهذا، فكل هذه الأخلاقيات لم ينتهي عصرها ولكن مع مسئوليات الحياة العديدة وسعينا جميعا نحو تأمين مستقبل أبنائنا اقتصاديا تناسينا سواء بقصد أو دون قصد أن رعايتهم وتنشئتهم أخلاقيا بشكل سوى ومتوازن هو الأهم بل وحائط الصد الذي يحميهم من أي قيم مغلوطة قد يكتسبونها من البيئة المحيطة، وعلينا في هذا أن نكون نحن القدوة، بل ونبدأ بأنفسنا فطفلك الذي يتابعك وأنت تصلين رحمك وتتبادلين التهنئة والسؤال عن الأهل والأصدقاء في الأعياد وغيرها سينشأ أيضا وهو يراعي من حوله ويهتم بمعاملتهم بطريقة كريمة وراقية، وبنفس الصورة حينما يراك تعطفين على من حولك من المحتاجين وتدعمينهم معنويا وماديا سيمد أيضا إليهم يد العون، كما سيكتسب منك الاحترام والتقدير لكبار السن والقدرة على العطاء العاطفي قبل المادي، كل هذه القيم النبيلة ستجعلك تشعرين وأنت تغرسينها في أبنائك وتنشئيهم عليها أنك تحتفلين بالعيد بالفعل، بل إن كل يوم سيصبح عيد تحتفلي فيه بإسعاد من حولك، ولنبدأ من الآن.
ساحة النقاش