حوار: سمر عيد

لم تقصر أهداف المبادرات والمشروعات القومية التى نفذتها الدولة خلال السنوات الأخيرة على البعد الاقتصادى والمتمثل فى رفع المستوى المعيشى وتحسين الوضع الاقتصادى فحسب بل تعدت إلى تغيير واقع المصريين وتحسين أوضاعهم الاجتماعية، وهو ما يجعلنا نتساءل كيف غيرت المبادرات الرئاسية شكل المجتمع المصرى؟ وما الآثار الاجتماعية التى عادت على المواطنين جراء تنفيذها؟

"حواء" طرحت هذه التساؤلات وغيرها على د. عزة فتحى، أستاذ علم الاجتماع والنائب الاجتماعى الدولى للاتحاد العربى للمرأة المتخصصة بجامعة الدول العربية لتوضح أهم الآثار الاجتماعية للمبادرة الرئاسية على المرأة والطفل والأسرة المصرية بشكل عام، وكيف أصبحت مصر بمشروعاتها القومية وأهدافها الإنسانية والاجتماعية المرجوة منها قدوة أمام العالم.

لا أحد ينكر ما يتم إنجازه من مشروعات على أرض الواقع بأبعادها الاقتصادية لكن ما المردود الاجتماعى لما تنفذه الدولة من مبادرات ومشروعات قومية؟

إن من يبصر الإنجازات التى حققتها الدولة فى السنوات الأخيرة سيدرك تماما أن الرئيس يغير الواقع المصري عمليا، فكم سمعنا من رؤساء سابقين قبل سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وعودا لم تنفذ، وكم كنا نحلم بالقضاء على العشوائيات التي كانت بؤرا للإرهاب والفساد والمخدرات، لكن كل ذلك ظل حلما يراود المصريين، أما الآن فقد تغير شكل المجتمع كما تبدلت أحلام الشباب ونظرتهم للمستقبل، أصبحوا أكثر انتماءا لهذا الوطن وتمسكا للبقاء فيه، الحديث عن الآثار الاجتماعية لما تنفذه الدولة من مشروعات يتضمن شعور المصريين بالأمن والأمان بعد الخوف الذى عاشوه بسبب العمليات الإرهابية، وتطوير خطة التعليم ورفع كفاءة الأبنية التعليمة للقضاء على الأمية وتسرب الأطفال من التعليم، أن نعيش حياة آدمية فى مسكن آدمى يتوافر فيه كافة الاحتياجات الأساسية بعد العيش فى عشش من الصاج تفوح منها رائحة مياه الصرف وتسكنها الحشرات أكبر وأبلغ الردود على تحسن المستوى المعيشى والاجتماعى للمصريين.

 

ظل الفقر والبطالة شبحين يطاردان الشباب المصرى لكن الدولة نجحت فى الحد من توحشهما وهو ما يراه البعض إنجازا اقتصاديا رغم بعده الاجتماعى الأعظم أثرا فكيف يمكن إبراز هذا البعد؟

تصدت الدولة لظاهرتى الفقر والبطالة من خلال العديد من المبادرات التى عنيت برفع المستوى المعيشى للمواطنين وتوفير فرص عمل تقلل نسب الفقر والبطالة، ولا يخفى على أحد أن ضيق ذات اليد كان يدفع المصريين في بعض الأحيان إلى إخراج أبنائهم وبناتهم من المدارس ليساعدوهم في مصاريف الأسرة وليتحملوا أعباء الحياة معهم، وهذا ما تصدى له سيادة الرئيس بقوة من خلال إطلاق عدد من المشروعات التى وفرت فرص عمل للرجال والنساء سواء، وهو ما يعد أحد الأبعاد الاجتماعية للمشروعات القومية، فضلا عن اهتمام المبادرات الرئاسية بتطوير المنظومة التعليمية كما هو الحال فى مبادرة حياة كريمة التى عملت على تطوير الأبنية التعليمية وإنشاء أخرى جديدة تستوعب أعدادا أكبر من الطلاب، وكما ساهمت برامج الدعم المالى فى رفع المستوى الاقتصادى للأسر فقد واجهت عمالة الأطفال وتسربهم من التعليم كنتيجة حتمية للفقر. 

 

الفئات الخاصة والأولى بالرعاية كانت فى مقدمة المستهدفين من المبادرات القومية هل يمكن القول إنها أعطتهم قبلة الحياة وأشعرتهم بوجودهم؟

لم تكن لتحصل بعض الفئات على دعم ومساندة حقيقية قبل تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، ومنها فئة المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال بلا مأوى، لكنها كانت محل اهتمام من الدولة وهو ما تجلى فى المبادرات التى عنيت بهم وحل مشكلاتهم كمبادرة "نور حياة" التي استهدفت علاج ضعف وفقدان البصر والكشف الطبي على ٥ ملايين طالب بالمرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى مليوني مواطن من الحالات الأولى بالرعاية، وتوفير مليون نظارة طبية، وإجراء ٢٥٠ ألف عملية جراحية في كافة محافظات الجمهورية، كما كان لمبادرتى "قادرون باختلاف، ومصر بكم  أجمل" الأثر الاجتماعى الأعظم فى نفوس أبنائنا من ذوى الهمم والذى أعلن الرئيس 2018 عاما لهم، بالإضافة إلى أن هذه المبادرات استهدفت تشغيل وخلق فرص عمل لذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم بالتعليم وسوق العمل بشكل أسهل، وكان أطفال الشوارع من ضمن الفئات التى استهدفتهم المبادرات الحكومية حيث تم إطلاق مبادرة "أطفال بلا مأوى"  لحمايتهم وتقديم خدمات الإعاشة والتأهيل لهم.

 

وكيف نجحت هذه المبادرات في الحد من مخاطر الظواهر الاجتماعية السلبية؟

كل هذه المبادرات حدت من ظواهر خطيرة كانت تهدد أمن مصر كالإرهاب؛ حيث كانت تستهدف بعض الجماعات الإرهابية الأطفال بلا مأوى والأسر الفقيرة من أجل استقطابهم للاندماج في هذه الجماعات وتنفيذ مخططاتهم الإرهابية نظرا لسوء أحوالهم الاجتماعية والمادية، كما حدت هذه المبادرات من زواج القاصرات والهجرة غير الشرعية، فضلا عن أنها قضت على الفساد والمحسوبيات وأعطت أملا للشباب بالحصول على وظائف وعمل دون محسوبية أو استغلال، جعلت هذه المبادرات المصريين يشعرون أنهم طاقة لا يستهان بها في المنطقة العربية، وأن قوتهم في وحدتهم وسط أجواء عربية مشحونة ومحملة بالصراعات في المنطقة.

المصدر: حوار: سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 583 مشاهدة
نشرت فى 27 يوليو 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,207,245

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز