أصحابي الأعزاء صديقتنا فريدة كانت تتحدث مع جدتها عن أحد الأفراح الذي تداول الفيديو الخاص به رواد مواقع التواصل الاجتماعي وقبل أن تستطرد في الكلام عن العرس وأسباب الاهتمام به قاطعتها الجدة منكرة ما يحدث مؤكدة أن في الفترة الأخيرة انتشر سلوك غريب، فنجد العروسين أو أحد من الأقارب أو الأصدقاء يقوم بتصرف غير مألوف وفج وفجأة يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو الفرح وتنهال التعليقات ما بين مؤيد ومعارض وأحيانا يقدم بعض صناع المحتوى فيديوهات عن ذلك الفرح وكأن هناك اتفاق غير مباشر بين جميع الأطراف المهم أن يصبح الفرح "ترند" من أجل المال أو الشهرة أو الاثنين معا.
وفي النهاية نجد أن العرس الذي يعد أهم حدث في حياة أي فتاة وتظل تخطط له لفترة طويلة ليبقى ذكرى جميلة تستمتع بها على مدار سنوات عمرها القادمة فجأة قد تحول إلى تمثيلية هزلية يتسلى بها رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين لا يعرفون العروسين ولا أسرتهما.
ابتسمت فريدة عندما استشعرت بنبرات الغضب في صوت جدتها وعلقت بأن أشكال الأفراح قد تغيرت، فبعد أن كان العروسان يظلان جالسين طوال الوقت تحول الأمر إلى أنهما يرقصان طول الفرح مع اصدقائها، فما الضرر من عمل فقرة ليصبح العرس "ترند".
قاطعتها الجدة غاضبة ذاكرة أن للأسف هوس مواقع التواصل الاجتماعي أنهى أي خصوصية، وليت الأمر انتهى عند هذا الحد بل ازداد ليتحول الأشخاص العاديون إلى دمى أو أرجوزات كل هدفهم لفت انتباه الآخرين ليصبحوا "ترند"، فما الجمال في أن يعلق أشخاص غرباء على فيديو لحدث خاص ويظلون يحللون ويتحدثون سلبا وإيجابا في النهاية هذا تهريج وفجاجة.
إيمان العمري
ساحة النقاش