نجلاء أبوزيد 

بداية جديدة

تزوجت شقيق زوج أختى وكانت حياتنا إلى حد ما معقولة إلى أن كبر أولادنا وبدأت المقارنات بين أولادى وأولادها من قبل عائلة زوجى، وفى كل مناسبة تجمعنا يتعرض زوجى لسخرية من أشقائه وحماتى بسبب أولادى، وتوترت علاقتى بزوجى وأصبح شديد العصبية ودائما يتشاجر على أتفه الأسباب ويصفنى بالمهملة فى التربية، وانتهت آخر المشاجرات بالطلاق، وأخذت أولادى لبيت والدى وكرهت عائلته جدا لأنهم خربوا بيتى، وبعد فترة تدخل زوج أختى فى محاولة لإعادتى لبيتى ولكنى رفضت لأن أولادى دمروا نفسيا بسببهم،  وظروفى الاقتصادية جيدة ووالدى لا يضغط علي فى العودة، شقيقتى نفسها تنصحنى بألا أعود سريعا حتى لا يتعود على قول يمين الطلاق، وجاءت حماتى لزيارتنا فى محاولة لإرجاعى لكنها طيلة الجلسة تقارن بين شقتى وشقه أختى، ومستوى أولادى الدراسى وأولاد أختى، وأنها تتعجب كيف أننا شقيقتان وأمى تسمع ما تقوله ولا تعلق، وجعلنى حديثها أصر على عدم الرجوع حتى يعرفوا قيمتى، لكنى أخاف أن أندم بعد ذلك إذا توقفت محاولاتهم وتركونى وأولادى فى بيت أهلى.

أمل 

عزيزتى مشكلتك الأساسية هنا مع زوجك الشريك الأساسى لك فى تربية أبنائكما، وربما كانت عائلته تلعب دورا فيما حدث بينكما من مشكلات لكن بالتأكيد ليسوا هم السبب الأساسى للطلاق، لذا فحيرتك بين الاستجابة لمطالبة عائلة زوجك لك بالعودة أو لا تعتمد على إحساسك بالسبب الرئيسى لطلاق زوجك لك، لذا يجب أن تجلسى مع زوجك وتتناقشا فى حياتكما سويا وكيف تمنعان تدخل الآخرين؟ وكيف تستقلا بحياتكما ولا تسمحا لأحد بأن يسخر من بيتك وأولادك أو يعقد مقارنة بينك وبين أى سيدة أخرى فى العائلة سواء كانت أختك أم لا؟ وإذا شعرت أن زوجك قد تعلم من تجربة الطلاق هنا يمكنك العودة وأنت مطمئنة، لكن إذا شعرت أنه يلقى اللوم عليك فقط ولا يحمل نفسه أى مسئولية لما وصلت له علاقتكما هنا عليك التريث فى العودة لأن الوصول للطلاق يعنى أن هناك تراكمات كثيرة أوصلتكما لهذه اللحظة الصعبة، والأفضل مواجهتها حتى لا يتكرر الأمر، وعليك أن تكونى هادئة وألا تعلنى رغبتك فى عدم العودة لكن عليكى بذل الجهد مع زوجك لحل المشكلات لتكون عودتكما بداية جديدة لحياة جديدة تتعاملان فيها بشفافية مع أى مشكلات تخص بيتكما مع تجنب أى ضغوط خارجية من قبل أهل الزوج، مع ضرورة أن تواجهى نفسك بأيه أخطاء فى تربيتك لأولادك فما حدث فرصة لأن تحاولى أن تغيرى من نفسك ومن أسلوبك فى رعاية أولادك ليس من أجل إرضاء الآخرين ولكن لأنها فرصة لحماية بيتك وأولادك.

مودة ورحمة 

التعاون بين الزوجين فى كل ما يخص بيتهما من الأمور الضرورية لحماية العلاقة الزوجية والكيان الأسرى ككل لأن الزوجه إذا بدأت حياتها وهى متحملة لكافة مسئوليات البيت فإنها بمرور الوقت ستعجز عن الاستمرار وستكره البيت نفسه لذا فمنذ الأيام الأولى للزواج اشركى زوجك معك ولا تتباهى أمام الناس بأنك تحضرين له كوب الماء ثم بعد سنوات تشتكين من كثرة الأعباء الملقاة عليك، فوضع نظام لكيفية تلبية احتياجات البيت من الأمور التى يسهل القيام بها فى بداية العلاقة حيث يحاول كل طرف إظهار حبه واهتمامه بالأخر وبمضى الوقت يكون هذا النظام طبيعيا وسهلا لكن اعتقادك أن القيام بكل شيء سيجعله يحبك أكثر فهذا وهم كبير لا تسمحى لنفسك بالوقوع فيه.

كذبة بيضاء

على الرغم من إجادتى أكثر من لغة وعملى فى شركة محترمة وراتبى فيها بالدولار نظرا لمهاراتى التسويقية العالية لكن عدم حصولى على مؤهل جامعى يسبب لى بعض المشكلات الاجتماعية، وحاليا أعيش أزمة كبيرة حيث تعرفت على عميل بالشركة وسألنى عن مؤهلى أخبرته أننى حاصلة على بكالوريوس تجارة وطلب التقدم لأهلى وتمت خطبتنا ومنذ فترة وجدت شقيقته الأصغر تسألني عن تاريخ تخرجى  فضحكت ولم أخبرها، ثم وجدته يسألني من أى جامعة تخرجت فغيرت الحديث وتوترت، مع العلم أسرتى أسرة محترمه ولدى كل الإمكانيات وأمتلك سيارة خاصة وهو شخصيا معجب بى وبعائلتى ولا أعرف هل أقول الحقيقة أم أستمع لنصيحة صديقة لى وأزور شهادة وأدعى تخرجى من أى جامعة، بصراحة أصبحت متوترة جدا ولا أعرف كيف أتصرف وأنا التى أدير قسما كاملا فى شركة كبرى ويعمل تحت رئاستى حاملى بكالوريوس وماجستير.

ندى

المشكلة هنا ليست فى كونك غير حاصلة على مؤهل جامعى لكن فى إخفائك للأمر وكأنه وصمة عار، وكان الأسهل أن تمتلكى الجرأة والقوة لأن تقولى أنك تتحدثين عدة لغات ولكنك لم تكملى دراستك الجامعية لأسباب تخصك فعندما تشعرين من حولك أن الأمر لا يشكل لك مشكلة فإنه يبدو طبيعيا، لكن إخفاءك له جعله مشكلة حقيقية فى ارتباطك والأفضل أن تصارحيه بالأمر وأن تخبريه أن إخفاءك للأمر بسبب نظرة المجتمع المحدودة لمن لا ينهى دراسته الجامعية، ولا تفكرى فى تنفيذ نصيحة صديقتك لأنها تضرك وستؤكد إذا ما تم اكتشاف الأمر نيتك فى الغش، لكن إذا أخبرته الآن فلديك فرصة كبيرة أن يصدقك وأنك اعتدى قول هذا للجميع واضطررت لاستكماله خوفا من أن يتراجع عن التفكير من الزواج منك.