ابتسام أشرف
تعد الأنشطة الطلابية الجزء المكمل للمرحلة التعليمية وبنفس أهمية المواد الدراسية، حيث تصنع الجزء العملي في الشخصية لذا علينا تشجيع أبنائنا وحثهم على المشاركة في تلك الأنشطة سواء فى المرحلة الجامعية أو ما قبلها من مراحل دراسية باعتبارها نواة لصنع شخصية قادرة على مواجهة تحديات وصعوبات سوق العمل.
في التحقيق التالي نرى كيف أثر النشاط الطلابي على صنع أفراد أفضل للمجتمع وزودهم بالخبرة وأصقل مهاراتهم وقدراتهم.
في البداية يقول أمير رشاد، طالب بالفرقة الثانية بكلية الحقوق جامعة حلوان: بدأت في النشاط الطلابي منذ صغري، وفي المرحلة الثانوية توليت منصب أمين اتحاد طلاب مدارس مصر وألمانيا للتدريب والتعليم المزدوج، وكذلك مسئول تقارير غرفة العمليات المركزية للدبلومات، ومنذ عام 2023 وقد حصلت على منصب أمين اتحاد طلاب مدارس مصر وحتى الآن المشرف العام على غرفة عمليات الثانوية العامة.
ويتابع رشاد: النشاط الطلابي هو أحد السبل الحقيقية في تكوين وبناء شخصية الطالب ليصبح قائدا فعالا، فضلا عن أنه يتيح للطلاب فرصا حقيقية وفق مواهبهم وهوايتهم التي تجعلهم قادرين على تقديم إبداعات خارج الصندوق.
وتقول روان رأفت، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة القاهرة: اشتركت منذ الفرقة الأولى في نشاط لجنة الأسر والتي تعتمد على خدمة المجتمع وهو ما علمني التعاون والتطوع، وقد علمنى النشاط الطلابى تحمل المسئولية وأن أرى جوانب أكثر في الإنسان ويمكن القول إنه جعلنى أكثر نضجا.
أما محمد فاروق، طالب بالفرقة الثالثة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بأحد الجامعات الخاصة فقد شارك في النشاط الخاص بنماذج المحاكاة بالجامعة ويرى فيها تجربة مليئة بالمعلومات الثرية التي جعلته يطلع على كل مؤسسات الدولة وحولته من مجرد متلقي للعلم لباحث عنه والمعرفة.
وتحكي هند عبدالغفار، أن المشاركة فى الأنشطة الطلابية أتاح لها الكثير من الفرص للعمل فى العمل العام، حيث عملت بعد تخرجها فى كلية الآداب بجامعة القاهرة أمين مساعد شباب الجمهورية بحزب المحافظين، وكذلك عضو برلمان شباب مصر، وكانت أول نائب رئيس اتحاد طلاب فتاة بجامعة القاهرة 2018-2019، مؤكدة أن الاتحادات الطلابية بمثابة الدرجة الأولى من سلم العمل السياسي.
وترى هند أن سوق العمل يتطلب موظفا مؤهلا ولديه مهارات كثيرة ومختلفة، وأن الاتحادات الطلابية من أهم العوامل التي تكون شخصية قيادية بناءة وتعمل على تأهيل الشباب، كما يخلق لهم فرصا كثيرة في مجالات العمل المختلفة.
تعلق بسمة سليم، أخصائية علم النفس وتعديل السلوك على أهمية المشاركة بالأنشطة الطلابية وتقول: تساهم الأنشطة الطلابية في تكوين شخصية الطالب التي لا تكتمل إلا من خلال تنمية قدراته ومواهبه الفنية والرياضية والاجتماعية، حيث تعد الأنشطة وسيلة تعليمية تطبيقية، وبعضها يثبت ما يتلقاه الطالب من دروس نظرية داخل الصف، وتتيح الفرصة له كي يتعلم مباشرة من المكونات البيئية لاتصاله المباشر بالمجتمع والمرور بمواقف حقيقة ومشكلات يعمل على حلها، كما أنها تنمي حاسة الملاحظة لديه وتفتح آفاقاً جديدة أمامه للتعمق في البحث والدراسة، كما تسهم في تقوية العلاقات بين الطلاب وإكسابهم مهارات اجتماعية عديدة.
وتضيف: المرحلة الجامعية من أهم المراحل الفارقة في عمر الفرد حيث يحتاج الشاب لإثبات نفسه وتحقيق ذاته، والتجمع ضمن فئات نشطة تحرص على روح التعاون تقي الشاب من الوقوع في سلوكيات خاطئة وتدفع نحو تحقيق نفسه وسلوك طريق النجاح.
وتوضح د. هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع أن من يشتركون في الأنشطة الطلابية يكونون أكثر نجاحا في الحياة العملية، مؤكدة أن هذه المشاركة تصنع جزءا من شخصية الطالب، وتؤهله للعمل في إطار الفريق وتربي لديه مهارات العمل الجماعي في مجالات الحياة العملية.
وتقول: تسهم الأنشطة الطلابية في تنمية قدرات الطالب في مرحلة مبكرة، فضلا عن بناء شخصيته الاجتماعية، وصقل مهاراته وتعزيز المسئولية الاجتماعية لديه، وحب العمل الاجتماعي والتطوعي بغض النظر عن ماهية تلك الأنشطة أو الهدف منها علمية كانت أو ترفيهية أو اجتماعية، بالإضافة إلى أنها توسع مدارك الطلاب، كما تعود المشتركين فيها على مبادئ مهمة مثل معاني الأخوة والإيثار والانضباط والترتيب، إذ أن التربية والتوجيه مع الحدث من أشد ما يساعد على رسوخ المبادئ والمفاهيم، كما أن النشاطات الهادفة تفتح أذهانهم على الأفكار الابتكارية والإبداعية، وتقديم ما ينفع إخوانهم في تلك المناسبات.
ساحة النقاش