ابتسام أشرف
تحرص الأمهات على تدريب أبنائهن على صيام رمضان وتعريفهم فضله وحثهم على التحلى بالأخلاق الحسنة وذلك من خلال اتباع العديد من الأساليب فى مقدمتها التحفيز والمكافأة، وحتى تتبع الأم الطرق والأساليب التربوية الصحيحة التى يستفيد منها الأبناء توجهت "حواء" إلى علماء النفس والاجتماع للتعرف على الأساليب المثلى لتعويد الأطفال على الصيام.
في البداية تقول مايسة فاضل، أستاذة علم النفس التربوي: على الآباء توصيل مفهوم الصيام لأطفالهم بشكل تربوى سليم من خلال التحدث معهم بأسلوب مبسط عن كون الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب من أذان الفجر حتى المغرب، وتقريب المفهوم بتوجيهه إلى أنه أثناء النوم والحصة الدراسية لا يمكنه تناول الطعام أو الشراب وهكذا يكون الصيام طوال النهار.
وتتابع: أما عن كيفية تعويده الصيام فإذا كان الطفل يستطيع التحمل فعليه أن يصوم ربع اليوم في عمر 7 سنوات، ومن الممكن أن يصوم 3 ساعات ثم 4 ثم 5 حتى وإن كان الطفل نائما، ثم يتدرج الوالدان في زيادة ساعات الصيام حتى يصوم الطفل نصف اليوم في عمر 8 أعوام، ويصوم ثلاثة أرباع اليوم في عمر التاسعة، وفى عمر العاشرة يستطيع أن يصوم اليوم كاملا، مع أهمية إفهام الطفل أن الصوم عبادة أمرنا الله بها ونحن نصوم طاعة لله الذي خلقنا ورزقنا.
وتوضح فاضل أن للصيام آثارا نفسية إيجابية على الطفل خاصة الصائم برغبته حيث يشعر بالسعادة، لأنه يدرك بهذا الفعل أنه يرضى الله ووالديه وأنه كبر سنًا، ويستطيع أن يفعل مثل الكبار، كما أن الصوم يعلم الطفل الصبر وتحمل قدر من الإحباط، وعدم تحقيق الرغبة الفورية، مثلما عليه أن يصبر حتى المغرب كي يستطيع تناول الطعام والشراب، كما يتعلم الطاعة وكذلك التحكم في الذات وتحمل المسئولية والصلابة النفسية.
تجنب الكلام السلبي
تقول آمال إبراهيم، استشاري العلاقات الأسرية: شهر رمضان فرصة ذهبية لبناء الإيمان في قلوب الأبناء إذا أحسنا استغلاله بطريقة تربوية، حيث إن دور الأسرة مع الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة تكون منصبة على مشاعرهم، ويكون الهدف هو تحبيب الأولاد في الصيام بداية من تجنب الكلام السلبي عنه وأيضا الإكثار من الكلام الإيجابي عن الصيام ورمضان.
وتتابع: قد يرسخ الوالدان في ذهن الطفل وقلبه أن الصيام فيه مشقة شديدة قد لا يحتملها هو، وأن الصيام متعب وعندها قد يكره الصيام ورمضان، وإذا رأى الطفل مِن والده الصائم العبوس المتكرر وقلة الكلام والعصبية الزائدة وانعدام الضحك والمزاح وعدم إتقان الأعمال حال صومه، لذا علينا في مرحلة الطفولة العمل على تنمية المشاعر الإيجابية ويكون ذلك بكثرة الكلام الإيجابي والفعل الإيجابي حال الصيام بلا مبالغة، وألا ندرب أولادنا على الصيام قبل العام السابع وإنما نحببهم فقط فيه، ويكون التدريب والأمر بعد العام السابع قياسًا على الصلاة.
وتحذر إبراهيم من تخويف الأطفال من عاقبة عدم الصيام إذ يجب التعامل مع الطاعات بفكرة حب الله، وهو مدخل نفسي جيد للغاية، إذ ينبغي أن نجعل الأطفال يحبون الصيام لا الاهتمام بالثواب والعقاب، وبالتالي يجب الحرص على أن تتناول الأسرة إفطار رمضان بشكل جماعي حتى تصل بهجة الفرحة بالإفطار إلى الطفل ويتعلق بالشهر الكريم.
احذري العنف
تشدد د. هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بعدم اللجوء إلى العنف من جانب الوالدين بدافع تعويد الطفل على أداء فريضة الصيام، حيث إنه خطأ تربوي فادح، يؤدي إلى كراهية الصوم وكل العبادات، حيث يتصور الطفل أن الله يأمره بشيء فوق احتماله، ويريد تعذيبه بالصوم، وقد يلجأ الطفل إلى أن يصوم أمامنا ويفطر بعيدا عنا، فالعنف يعلمه الكذب والنفاق.
وتنصح د. هالة بتعويد الطفل باللطف واللين وترغيبه على الصيام في عمر 7 أعوام، مع شريطة مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء، ويجب التأكد من خلو الطفل من الأمراض العضوية والنفسية لأن هناك أولاد مصابون بأمراض مثل السكرى، والبعض لديه أنيميا، وأولاد عقلهم أصغر من سنهم ويوجد طفل اندفاعي ليس لديه القدرة على التحكم في الذات.
وتقول: أفضل تعليم هو التعلم بالنموذج أو بالقدوة بمعنى أن يراك ابنك صائما ومصليا وقارئا للقرآن ومتصدقا على الفقراء، وضرورة شراء بعض الأدوات الخاصة بروحانيات الشهر الكريم مثل عباءة صلاة للطفل، سجادة صلاة جديدة، بالإضافة إلى تزيين الشقة بزينة رمضان، والحرص الدائم على جعل رمضان احتفالية سنوية بالنسبة للطفل، مع رصد جوائز للصيام والعمل على ربط الصيام للطفل بالسعادة.
ساحة النقاش