نجلاء ابو زيد 

الماضى يعود

أبلغ من العمر 27 عاما وتقدم ابن عمتى وهو شاب محترم ويعمل بالخارج للزواج منى وهو فرصة لأى بنت، لكن مشكلتى أن والدته كانت دوما سببا لكل أزماتنا العائلية، فلم تكن يوما تحب أمى ودائما كانت تحرض والدى عليها حتى أقنعته بالزواج من واحدة صديقتها، وتحملت أمى الكثير من أجلنا، والدى الآن موافق جدا ـوشايفه فرصة كويسةـ لأن تربيته وظروفه الاجتماعية والاقتصادية ممتازة، وأنا أتفق معه إلى حد ما، لكن أمى تحذرنى من عمتى وتخبرنى أن شخصيتها قوية وستتدخل فى حياتى وأننى لن أكون سعيدة وكل يوم تجلس لتذكرنى بما كانت تفعله معها ومعنا فى الماضى فأشعر بانقباض وآخذ قرارا بالرفض، ثم أهدأ وأفكر بالعقل أجد أنه فرصة لن تتكرر وأننى سأعيش بعيدة عن عمتى، وتعلمت من الماضى فلن أسمح لها بالتدخل فى حياتى منذ البداية، لكنى خائفة ويجب أن أحسم قرارى خلال أيام لأنه سينزل إجازة خلال العيد ويريد أن يخطبنى ولا أعرف هل نصائح أمى مجرد مخاوف وحزن من الماضى أم أن حياتى ستكون صعبة مثلها مع العلم فرص الارتباط ليست كثيرة الآن، وإذا رفضته سيغضب أبى بشدة لأنه يحبه جدا وبصراحة هو شاب كويس جدا المشكلة كلها عمتى؟

هايدى

من حديثك عنه ألمح أن هناك قبولا تجاهه كشخص، أكيد تعرفينه طيلة حياتك وتعرفين عيوبه ومميزاته ومخاوف والدتك أمر طبيعى جدا لما عانته هى فى حياتها، لذا فالأمر يحتاج أن تفكرى دون استدعاء للذكريات من الماضى وليكن ماحدث فيه دروسا مستفادة تجعلك تحددين ما شكل العلاقة مع عمتك التى ستكون حماتك، وكلامك مع ابن عمتك سيحسم الكثير من الجدل الدائر داخلك، لذا عليك قبل إعلان رأيك بالقبول أو الرفض أن تطلبى الجلوس معه، وأكيد هو الآخر عايش كل أحداث الماضى وعليك أن تكونى صريحة معه فى وضع النقاط على الحروف بشان علاقتكما فى المستقبل، وعليه أن يدرك أن الحياة الزوجية الناجحة تقوم بشكل أساسى على الزوجين وإدراكهما لخصوصية العلاقة الزوجية وحمايتها من التدخلات الكثيرة من الأهل، وإذا شعرت أنه يريد حياة مستقلة بعيدا عن سيطرة والدته اكملى التجربة وإذا شعرت بالعكس ارفضى ولا تكملى تجربة ستفشل إن عاجلا أو آجلا، فنحن نتعلم من دروس الماضى ونستفيد منها ولا نسمح لها أن تسجنا فيها، ولا تفكرى فى الفرص المتاحة وغيرها من الأمور ركزى فى وضع الأسس التى ستساعد على نجاح علاقتكما وإن وجدتها اكملى الارتباط وإن لم تجدها انتظرى دون خوف من أى تبعات لقرارك.

البيت الثانى

زوجى أكبر أشقائه وكلهم متزوجين باستثناء أخت تعمل فى مكان محترم، مشكلتى أنه دائما يتعامل على أساس أنه فاتح بيتى وبيت حماتى رغم أن معاش حماى كبير ومرتب أخته محترم لكن يعتمدون عليه ماديا فى أمور كثيرة، لا أنكر أن مستوانا الاقتصادى جيد لكن أنا أعمل وأشاركه فى مصروفات البيت وأشعر أن إنفاقه على البيت الثانى انتقاص من حقى وأولادى، وحدثت مشاكل كثيرة بسبب هذا الأمر، وفى كل مرة يقنعنى أن ما يفعله معهم ينعكس بركة على بيتنا وأولادنا، لكن من صعوبة الحياة والظروف الاقتصادية الحالية بدأت أشعر أنه يستغل مرتبى فينفق جزءا كبيرا من دخله على بيت والدته، ومؤخرا حدثت المشكلة الأكبر فقد طلبت منه شراء تكييف لغرفة الأولاد فرفض بحجة الأسعار والظروف، وعلمت من حماتى أنه حجز تكييف بالقسط لغرفتها، فغضبت بشدة وتشاجرنا وحاليا لا نتحدث سويا وأنا أعلم أنه يعتمد أننى سأهدأ بعد فترة وأنسى لكنى لا أعرف ماذا أفعل؟ فلست ضد أن ينفق على بيت والدته طالما مصر لكن لا يكون ذلك على حساب مرتبى واحتياجات بيتى فكيف أتعامل مع هذا الموقف؟

سماح

كون زوجك بارا بأهله خاصة أمه وأخته فهذا شيء جميل فعلا وسيجازيه الله عنه خير الجزاء، لكن عليه أن يدرك أيضا أن عملك ودخلك عن هذا العمل شيء خاص بك وعليه أن ينفق على البيتين من دخله هو لا أن يتركك تنفقين على بيتك وهو على بيت والدته ليكون برا بها، وهنا عليك ألا تكونى غاضبة بالعكس عليك أن تعتبرى أن موقف التكييف فرصة لوضع نظام لإنفاقك على البيت بدون أن تتدخلى فى علاقته بوالدته أو بره بها، مشكلتك أنك تعقدين مقارنة وترفضين إنفاقه عليهم فيتحدث معك عن فضائل بر الأم، عليك أن تأخذي قرارك فى مرتبك بما يريحك أنت وتخبرينه أنك لن تتدخلى فى علاقته بأمه لكن ستحتفظين بمرتبك لنفسك وستشاركين بجزء بسيط فى البيت، وعليه أن يحقق توازنا بين ما ينفقه على البيتين ودخله هو لا دخلكما سويا، ويمكن أن تبدئى بحجز تكييف وتقسطى المبلغ لتقللى مشاركتك فى نفقات البيت، افعلى الأمر بشكل تدريجى ليدرك أنه المسئول الأول عن احتياجات بيته.

عتاب الأحباب 

العتاب للأحباب عبارة كانت ترددها والدتى دوما تختصر فيها فكرة العتاب ومن يستحق أن نعاتبه، فمن نحبه إذا أخطأ فى حقنا أو فعل ما يضايقنا سواء بدون إدراك منه أو لشعوره أننا لن نغضب من هذا السلوك يستحق منا أن نعاتبه ونخبره بما يضايقنا أما من لا نضعهم فى درجة الأحباب فلا نعاتبهم لكن نعاملهم وفقا لمكانتهم فى أنفسنا، وهنا تظهر بوضوح قيمة العتاب وقدرته على تصفية النفوس سريعا ليمنحنا القدرة على التعامل بنفس صافية مع الآخر، وبين الأزواج تزداد أهمية العتاب وعدم كتم ما يغضبنا بداخلنا لأن الكتمان سيزيد العلاقة سوءا ويضعف قوة العلاقة على المدى الطويل، لذا فلنهتم بفكرة العتاب ليفهم كل طرف ما يضايق الآخر ويستوعبه فلا يكرره، وأهم شيء أن يكون العتاب هادئا رقيقا لأننا أحباب ولا نريد أن نخسر مودتنا لكننا نعاتب لنفتح صفحة جديدة بكل الحب والود.

 

المصدر: نجلاء ابو زيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 39 مشاهدة
نشرت فى 29 إبريل 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

25,096,083

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز